«أم الشهداء» .. أول مصرية تطرق بوابة البرلمان 

«أم الشهداء» .. أول مصرية تطرق بوابة البرلمان 
«أم الشهداء» .. أول مصرية تطرق بوابة البرلمان 

على مدار تاريخه، منذ تأسيسه في 25 نوفمبر 1866، لم يكن هناك يوم مختلف مثل جلوس أول سيدة مصرية تحت قبة "سيد قراره".


راوية عطية اسم تحفظه جدران مجلس النواب، بعد أن قدمت نفسها كسياسية مصرية رائدة، وذات شهرة واسعة، حتى باتت أول امرأة مصرية تكسب عضوية البرلمان بعد فوزها بعضوية مجلس الأمة في انتخابات سنة 1957، وهي أول امرأة مصرية تعمل في الجيش المصري بصفتها ضابطة أيضاً.


ولدت راوية عطية يوم 19 أبريل 1926 في محافظة الجيزة، حيث كان والدها سكرتيرا عاما لحزب الوفد عن محافظة الغربية ودخل السجن بسبب آرائه السياسية، وأكملت تعليمها على عكس أغلبية النساء المصريات في الحقبة الزمنية التي عاصرتها

اقرأ ايضًا: سيدات أسيوط يتصدرن المشهد في لجان انتخابات النواب بأسيوط

حصلت على شهادات جامعية في مجالات مختلفة وهي: الليسانس من كلية التربية جامعة القاهرة سنة 1947، ودبلوم في التربية وعلم النفس، وماچستير في الصحافة، ودبلوم في الدراسات الإسلامية، وقد اشتغلت راوية في التدريس لمدة 15 عاماً، وعملت في الصحافة فترة قصيرة لا تزيد عن ستة أشهر.


وفي سنة 1956، كانت راوية عطية أول امرأة تعمل كضابطة في الجيش المصري وكان ذلك بعد حدوث العدوان الثلاثي على مصر، وقد دربت راوية 4000 امرأة على الإسعافات الأولية والتمريض لجرحى الحرب ووصلت لرتبة نقيب.


ثم في حرب أكتوبر سنة 1973 كانت راوية عطية رئيسة جمعية (أسر الشهداء والجنود) لذلك لقبت بـ(أم المقاتلين الشهداء)، ونتيجة لدورها في خدمة الجيش المصري حصلت راوية على 3 جوائز عسكرية، وهي وسام 6 أكتوبر، وسام القوات المسلحة، والجيش الثالث الميداني.


بعد صدور دستور مصر 1956 في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، أصبح للنساء الحق لأول مرة في مصر على أن يدلين بأصواتهن وأن يرشحن أنفسهن في الانتخابات البرلمانية، وبناءً عليه رشحت راوية عطية نفسها لعضوية مجلس الأمة (الاسم السابق لمجلس الشعب المصري) في الانتخابات التي وقعت سنة 1957 عن محافظة القاهرة.


وبالفعل نجحت بالحصول على 110,807 أصوات، ودخلت التاريخ باعتبارها أول امرأة في مصر والدول العربية كلها تنجح في الانتخابات البرلمانية وتصبح عضو في البرلمان.


وفي انتخابات مجلس الأمة سنة 1959 خسرت راوية عطية في تجديد عضويتها للبرلمان، انضمت إلى الحزب الوطني الديموقراطي المصري، ورشحت نفسها مرة أخرى لعضوية مجلس الشعب في انتخابات سنة 1984، ونجحت هذه المرة وبقيت عضوة في البرلمان المصري للمرة الثانية، وفي سنة 1993 حصلت راوية عطية على منصب رئيس المجلس القومي للأسرة والسكان.


وفي عام 1993، وقع الاختيار عليها لتصبح رئيس المجلس القومي للأسرة والسكان، إلى أن رحلت في 9 مايو عام 1997 عن عمر 71 سنة.