بالأرقام| خسائر شركات الطيران بسبب وباء كورونا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بات عام 2020 يُصنف بأنه الأسوأ في تاريخ حركة الطيران في العالم، وذلك بعد انتشار فيروس كورونا مطلع العام الجاري الأمر الذي دفع عدد من الدول إلى إغلاق حدودها أما حركة الطيران لمواجهة الموجة الأولى من الوباء اللعين، وشهد فصل الصيف انتعاشه مؤقتة في قطاع الطيران حول العالم بعد ركود دام أكثر من ثلاثة أشهر بسبب الجائحة.

لكن مع اقتراب دخول فصل الشتاء وولوج الموجة الثانية من وباء كورونا في عدة بلدان حول العالم خاصة في أوروبا، فإن الأمر ينبئ بعودة الأمور إلى ما كانت عليه خلال ربيع هذا العام، رغم التأكيدات والدراسات التي تؤكد براءة الطيران من نقل فيروس كورونا بين الركاب.

توقع الاتحاد الدولي للنقل الجويي «الإياتا»، في وقت سابق، أن تبلغ خسائر شركات الطيران الصافية خلال عام 2020 نحو 84.3 مليار دولار نتيجة استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد، وعدم وجود مصل لهذا الوباء العالمي حتى الآن.

انخفاض الإيرادات
وأكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن الإيرادات ستنخفض بنسبة 50%، لتصل هذا العام 2020 إلى نحو 419 مليار دولار مقارنة بـ838 مليار دولار في 2019.

خسائر شركات الطيران
وأوضح الاتحاد الدولي للنقل الجوي « الإياتا »، أن شركات الطيران لن تستطيع التخلص من تلك الخسائر والديون خلال السنوات المقبلة نظراً لتراجع متوسط عدد الرحلات اليومية حول العالم إلى نحو 81%، نهاية الربع الأول من العام الحالي، بسبب توقف الطائرات في المطارات.
منطقة أفريقيا الشرق الأوسط.

ولفت «الإياتا» إلى أن منطقة أفريقيا والشرق الأوسط سجلت عدد رحلات جوية أقل بنسبة 95% في الربع الأول من العام الجاري.
وأكد الإياتا أن ستفقد 1.7 مليون وظيفة في الشرق الأوسط في مجال الطيران والصناعات التي يدعمها الطيران في عام 2020 وهذا ما يقرب من نصف الوظائف المرتبطة بالطيران والبالغ عددها 3.3 مليون في المنطقة.

وستفقد 323000 وظيفة في مجال الطيران وحده في عام 2020وهذا يمثل حوالي 46٪ من 595000 وظيفة مرتبطة بالطيران في الشرق الأوسط.

 سينخفض ​​الناتج المحلي الإجمالي المدعوم بالطيران في الشرق الأوسط بما يصل إلى 105 مليار دولار.  هذا أقل بنسبة 49٪ من مستويات ما قبل COVID-19.

ولاستئناف الطيران في الشرق الأوسط يساهم الطيران في العادة ب 213 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة وقد أدى إغلاق الحدود إلى خفض هذا المبلغ إلى 108 مليارات دولار تلك الخسارة لها عواقب وخيمة ، ليس أقلها خسارة 1.7 مليون وظيفة.

قال محمد علي البكري، نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي في إقليم إفريقيا والشرق الأوسط: "على عكس التوقعات السابقة، تعتبرعودة الحركة الجوية في منطقة الشرق الأوسط بطيئة نوعاً ما، مما يؤدي الى استمرار تكبد القطاع خسائر مالية فائقة.

وتابع البكري حيث كانت التوقعات السابقة تشير الى انخفاض معدلات المسافرين إلى 45% بالمقارنة مع 2019 إلا أن استمرار تفشي الفيروس في بعض الاسواق الرئيسية ومواصلة فرض القيود على السفر وإجراءات الحجر الصحي، تشير أن المنطقة ستسجل فقط ثلث مستوى الحركة الجوية مما كان عليه في العام السابق".

وأضاف البكري: "إن بطئ تعافي قطاع الطيران المدني يستدعي الدول إلى ضرورة اتباع نموذج موّحد لإجراء فحوصات فيروس كورونا السريعة لعودة السفر الجوي مجدداً إلى جانب الحد من الدمار الاقتصادي الناجم عن عدم قدرة الناس على السفر".

أظهر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (الإياتا)، انخفاض معدل انتقال فيروس كورونا المستجد COVID-19 على متن الطائر ة مع إحصاء محدث للحالات منذ بداية عام 2020، حيث تم الإبلاغ عن 44 حالة إصابة بـ"فيروس كورونا" يُعتقد أن انتقال العدوى كان مرتبطًا برحلة طيران (بما في ذلك الحالات المؤكدة والمحتملة  خلال نفس الفترة الاي سافر فيهل حوالي 1.2 مليار مسافر.

ويبدو أن خطر إصابة أحد الركاب بفيروس COVID-19 أثناء وجوده على متن الطائرة، منخفض للغاية مع وجود 44 حالة محتملة محددة للانتقال المتعلق بالرحلة بين 1.2 مليار مسافر، هذه حالة واحدة لكل 27 مليون مسافر.

قال الدكتور ديفيد باول، المستشار الطبي لاتحاد النقل الجوي الدولي: "نحن ندرك إن هذا قد يكون أقل من الواقع، ولكن حتى لو لم يتم الإبلاغ عن 90٪من الحالات، فستكون حالة واحدة لكل 2.7 مليون مسافر ونعتقد أن هذه الأرقام مطمئنة للغاية علاوة على ذلك، حدثت الغالبية العظمى من الحالات المنشورة قبل انتشار ارتداء الكمامات على نطاق واسع".

 جاء سبب انخفاض الأرقام المصابين بكورونا على متن الطائرات لما قامت به شركات إيرباص و بوينج و إمبراير لتصنيع الطائرات للأبحاث الديناميكية المنفصلة التي أجراها كل مصنع في طائراتهم في حين اختلفت المنهجيات بشكل طفيف، حيث أكدت كل شركة أن أنظمة تدفق هواء الطائرات تتحكم في حركة الجسيمات في المقصورة، مما يحد من انتشار الفيروسات.

 وقامت وزارة الدفاع الأمريكية، باختباؤكد انخفاض مخاطر انتقال فيروس كورونا COVID-19 على متن الطائرات.

وكشفت الدراسة الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية، أن خطر انتقال فيروس كورونا المستجد على متن رحلات الطيران منخفض جدا، وأكد الباحثون أنه حينما يكون راكب الطائرة مرتديا للكمامة، فإن ما يقارب 0.003% فقط من جزيئات الهواء التي تتحرك في منطقة تنفسه هي التي تكون ناقلة للعدوى.

وأوضحت الدراسة أن نسبة نقل العدوى بين ركاب الطائرات تظل في هذا المستوى المتدني جدا، حتى وإن كانت مقاعد الطائرة مشغولة بالكامل، وهذا معناه أن خفض الطاقة الاستيعابية ليس ضروريا، كما أوصى من قبل الاتحاد الدولي للنقل الجوي.

وقامت الدراسة التي نفذتها شركة الطيران الأمريكية "يونايتد إيرلاينز" وشركة "بوينج" الأمريكية المصنعة للطائرات، أن هناك راكب واحد مصاب على متن الطائرة، ثم قاست احتمال نقل المرض إلى آخرين، لكن الباحثين لم يأخذوا بالحسبان احتمال قيامه بالتحرك داخل الطائرة.
وتم تمويل الدراسة والإشراف عليها من قبل إدارة النقل التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، وهي مؤسسة تقوم بتسيير رحلات تجارية لفائدة أفراد الجيش الأمريكي وعائلاتهم.

وقال كبير مسؤولي العملاء في شركة "يونايتد إيرلاينز" الأمريكية، توبي إتكفيست، إن هذه الدراسة تكشف أن احتمال الإصابة بالفيروس خلال الرحلات يكاد يكون شبه منعدم.

وتم إجراء التجربة على طائرتين من طراز "بوينج 777" و"بوينج 767"، وكشفت النتائج أن الكمامات ساعدت على تقليل خطر انتشار العدوى عندما يقوم شخص ما بالسعال حتى وإن تعلّق الأمر بأشخاص قريبين منه، وذلك لأن أنظمة معالجة الهواء على متن الطائرة تتيح تصفية ما يقارب من 99.99% من تلك الجزيئات بشكل فعال.

واستغرقت الدراسة ما يزيد عن 6 أشهر، كما حرصت على إجراء 300 فحص خلال 38 ساعة من الطيران، و45 ساعة من الاختبارات على الأرض.

وقدّر الباحثون أن الشخص المعافى من العدوى، يحتاج إلى السفر لمدة تصل إلى 54 ساعة على الطائرة مع شخص مصاب حتى يتلقى جرعة قادرة على الإصابة بالعدوى.