إنهــا مصـــــــر

الحـــرباء!

كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر

 التطرف مثل الحرباء التى تغير جلدها بلون الأرض التى تقف عليها، ويتسلل إلى البسطاء، ويعيش بينهم ويصاحبهم ويصادقهم، ويبرم معهم علاقات عائلية، فليس للمتطرف زى يميزه أوملامح تفرقه عن الآخرين.
 التطرف يعيش بيننا ويجلس معنا على القهوة فى المساء، ويركب نفس المتروويسكن نفس العمارة ويرتدى نفس الملابس، ولكنه يتسلل بهدوء مثل خيوط العنكبوت، التى لا تشعر بها الضحية إلا بعد أن تضيق الخناق حولها.
     يحدث ذلك ونحن ما زلنا نختلف حول تجديد الخطاب الديني، ويرى البعض ذلك من المحظورات، ويمارس آخرون وظيفة حراس التخلف والأفكار الظلامية، وكل يتشبث بالمكان الذى يقف فيه دون حراك.
حرباء التطرف - فى رأيى - تستهدف فئتين:
 ● الشباب: استغلالاً لمشاكلهم وأزماتهم، واقتناصاً لروح التمرد وحب التغيير، فيقدم لهم المتطرفون ألواناً وأشكالاً من "الترغيب والترهيب"، ويختارون لهم صناعاً للفتوى على طراز عصري، يمسحون العقول من اعتدالها، ويذهبون بهم فى طريق التهلكة.
● المرأة: فى فترة الظهيرة بالذات، تحتشد الفضائيات ببرامج دينية همها الوحيد اقتناص النساء، تارة بالموعظة الحسنة وأخرى بالخوف من العذاب، والمرأة بطبيعتها كائن حائر بين الحلال والحرام، وتبحث عن شاطئ أمان.. دينى ونفسي.
يجب ألا نضع أبداً الشباب أمام المفاضلة القاتلة "التطرف أوالانحلال" فكلاهما شر قاتل، فليس بديل التطرف هونموذج الشباب الخليع المنفر، وقصات الشعر الغريبة والملابس القذرة.
 الحرب ضد الإرهاب ليست فقط بمواجهة من يحملون السلاح بالقوة المفرطة، ولكن أيضاً بتمشيط العقول وتطهيرها من الأفكار الملغومة.
< < <
 مصر لن تسمح أن تتحول ليبيا إلى مستنقع للجماعات الإرهابية التى تصدر لنا الإرهاب، فالحدود مع ليبيا 1200 كم، واللى هيدخل مصر مش هيطلع منها هيتدفن فى أرضها.
 الإدارة المصرية تمتلك مخزونًا استراتيجيًا للتعامل مع كافة الأحداث ، والتجارب التى مرت بها مصر كفيلة بأن تأخذ قرارات الدولة فى الوجهة الصحيحة .
 < < <
 حتى لوكانت حوادث قليلة، فالشاب الذى يلف حول خصره حزام ديناميت ، ويفجر نفسه فى أبرياء ،معناه انه مقتنع بأن الموت البشع فيه فرص افضل من الحياة
،وأن الجنة تنتظره وحور العين ومجالسة الأنبياء والصالحين.
 الأديان لإسعاد البشر، وتفجر فيهم طاقات الحياة والمحبة والسلام، ويدخل المجتمع دائرة غيبوبة الوعي، إذا طفا على سطحه من يوظفون الأديان فى الشر.
 الذى يقنع شاباً بأن حزام الديناميت فى الدنيا، هوإكليل زهور فى الآخرة، ويوظف فقر وهموم الغلابة ثروات  تملأ كرشه، ويركب أفخر السيارات.. هونفسه من يرسل أولاده للتعليم فى أوروبا وأمريكا، ويبعث أولاد الفقراء إلى جهنم، ابنه يتزوج أوروبية وأمريكية ويحصل على الجنسية، وأولاد الغلابة إلى سوء المصير ، فغيبوبة الوعى ليست فقط فى شياطين تعبث بالأديان.
 "وَعَى" يعنى "انتبه"، والغيبوبة تحكم على المجتمع بعدم سلامة الإدراك، واليقظة تتطلب نقل الواقع بالحقائق، وعدم تركها رهينة للزيف والخداع.
صناع الوعى: أولهم الإعلام، شرط أن يمتلك هونفسه أسلحة الوعي، وأن يطرق أبواب الواقع ولا يجرى خلف ذيول الغيبوبة، ولا يسهم فى تضليل الأفكار.