يحدث فى مصر الآن..

.. والشتاء على الأبواب

يوسف القعيد
يوسف القعيد

فى قصتى: الشتاء يأتى إلى الضهرية. من الأعمال المبكرة. والضهرية قريتى. كتبت عن الشتاء الذى يدق الأبواب فى موعد معلوم. ومع هذا تفاجأ به أعداد من المصريين، بالتحديد من فقرائهم الذين لا تساعدهم ظروف حياتهم على التلاؤم مع الشتاء أو الحياة فى أجوائه القاسية والصعبة. خصوصاً المحتاجين.
أعرف أن فى مصر منذ أربعينيات القرن الماضى مشروعات قامت بها الدولة ووزاراتها كنا نسميها: معونة الشتاء. تبدلت وتطورت وتغيرت وأضيفت لها إضافات وتحولت إلى طوابع نشتريها عندما نحاول قضاء مصالحنا اليومية.
والمجتمع المصرى يتميز عن غيره من المجتمعات بالتراحم والمودة والترابط والتآخى وإنسانية التعامل. تلك سمة مصرية أصيلة قد لا تجدها فى ليل مصر. وأن معونة الشتاء القديمة استمرت حتى ثورة يوليو. ثم أضيفت لها إضافات جديدة.
وأن من يصرف التموين يدفع معونة شتاء. ومن يتردد على مؤسسات الدولة لقضاء حاجة يضع على طلبه طابع معونة الشتاء. كنا نشتريها عندما نريد تحقيق مصالحنا من الهيئات الحكومية. أو إستخراج ما تحتاجه الأسرة المصرية من مستندات ووثائق.
امتد عائد المبالغ الذى كان يصل للملايين ليُنفق على من يؤلمهم الشتاء. فمن ليست لديهم منازل أو لا يتمتعون بدخول ثابتة. لا بد من مساعدتهم لمواجهة الشتاء. باعتباره فصلاً خاصاً ببرده ومطره وزعابيبه يختلف عن كل فصول السنة.
أعرف أن مشروعات كثيرة أقامتها الدولة المصرية خلال حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى. تستهدف هؤلاء الناس. وهى أكثر من أن يحصيها العد. ولو دونتها جميعاً لما كفتنى المساحة التى أكتب فيها. من هذه المشروعات تكافل وكرامة. وبعض المشروعات يصل لمرتبات ثابتة تجدد صرفها أكثر من مرة. وقد اتخذ الرئيس السيسى مؤخراً قراراً بمدها لشهور أخرى.
لدرجة أننى يمكننى القول وضميرى مستريح أن المناظر التى كنا نشاهدها فى الشتاء من قبل وإلى وقت قريب. ربما لم يعد لها وجود إلا فى أضيق الحدود الممكنة. ولا نراها إلا فى حالات من الندرة التامة. ومع هذا أكتب راجياً أن توجد هذه المشروعات فى إطار يربط بينها. إما من خلال هيئة أو مؤسسة يتركز عملها فى الشتاء ولِمَ لا يستمر خلال فصول السنة الأخرى؟.
قد تقول لى إن الشتاء فصل له خصوصية. وفيه تزداد حاجة المحتاجين حتى وإن كان الاحتياج مستمراً لبعض أيام السنة. إلا أن برد الشتاء والمطر يجعل الاحتياج أكثر من أيام السنة الأخرى. لذلك أتساءل: هل يمكن جمع هذه المؤسسات فى شكل واحد لتعمل من خلال هيئة جامعة؟ لنفعل هذا أولاً ثم نبحث عن المسمى.
هذه الكتابة لا تقوم بديلاً لما يقدمه أهل الخير. والمصرى بطبعه خيِّر ومتضامن مع أخيه المصرى. والدولة التى تحكم مصر الآن تهتم وبلا حدود بالفقراء والمحتاجين. بل إن خططها التى يتم العمل بها ليلاً ونهاراً يمكن أن توصلنا لمصر التى قد لا يوجد فيها محتاج واحد. وحتى نصل إلى هذا الحلم أو تلك اليوتوبيا لا بد أن نمد أيدينا جميعاً لأفراد أو مجتمع أو دولة لهؤلاء المحتاجين.
ما يُقدَم كثير. أبحث عن إطار واحد يشمله.