إنها مصر

قتل الشعوب !

كرم جبر
كرم جبر

أسهل طريقة لقتل الشعوب هى الشعوب نفسها،فعندما يكون الاشرار بعضاً من ابناء الشعب،يسهل اختراقها وتسليحها بأدوات تخريب،اشد مفعولا من الطائرات والدبابات والسيارات المفخخة.
اذا اردت ان تقتل شعبا،سلح بعضه بالاكاذيب والشائعات. ومهد الطرق إلى الاحتجاج والغضب والتمرد،فيتحول الناس إلى العصيان وتتوقف عجلات الانتاج،ولا يعملون ولا يتركون غيرهم يعمل،فينهار الاقتصاد وتسوء الاحوال المعيشية.
الحروب التقليدية تكون بين جيوش نظامية،ولها جبهات محددة ومسارح عمليات مرصودة،اما الحروب الحديثة فأسلحتها سحرية،ناعمة وجذابة ومثيرة،ويحملها كل انسان فى تليفونه المحمول واللاب توب والايباد والكمبيوتر وغيرها،ولا تفارقه فى اى مكان بالليل والنهار.
الطفل يمكن ان يولد غاضبا ومتمردا،ولا يهدأ وهو فى عربة الاطفال،الا اذا اعطته امه الموبايل فيفتحه ويلعب به كالجن،واصبحت ثقافة سوشيال ميديا هى الاب الروحى والمعلم،واشد تأثيرا من البيت والمدرسة.
فعلوا ذلك فى 25 يناير.
اقنعوا شبابنا بأن الثورة هى الحرق والتخريب والتدمير وقطع الشوارع واحتلال الميادين،ولم يقولوا لهم انها ممتلكات الشعب،وكأن الاتوبيس والسوبر ماركت والابنية الحكومية والبنوك وغيرها،من صنع اعداء الوطن،فأحرقوها.
كان بعض الشبان يتفاخرون وهم يلتقطون الصور امام سيارة شرطة احرقوها،او المتحف وهم يسرقوق آثاره التاريخية واصبحت البلاد كلها رهنا للخطر،وهكذا قالوا لهم بلدك ليست ملكك،فأعتدى عليها لتكون من النشطاء الثائرين.
وركب الاشرار الموجة من اعلى نقطة،
ونشطت الجماعات الدموية التى اعادت إلى الحياة أسوأ عصور البشرية،التى كنا نقرأ عنها فى كتب التاريخ ولا نصدقها،فقد عاد من هم أسوأ من التتار الذين حرقوا مكتبة بغداد،واستباحوا النساء وقتلوا الاطفال.
عادوا فى صورة داعش التى لم تجد ادنى خجل انسانى وهى تذبح العشرات فى مجازر يومية،وتعلن عن بدء العمل بأسواق النخاسة لبيع النساء اليزيديات،وتستكمل هدم الاثار التاريخية النادرة،واشعلت الحروب الدينية التى لا ينفد وقودها ابدا.
ووجد الغرب ضالته فى عبارة : لماذا نقتلهم ما داموا يقتلون انفسهم ؟
فى الحروب تنتحر الضمائر وتستيقظ الوحوش،ولم يكتف الاشرار بإيقاظ ذئاب الارهاب فى الدول المستهدفة التى استعصت عليهم،فأرادوا اختراقها بأسلحة ناعمة اشد فتكا واشبه بالمخدرات، وكان شعارهم «اكذب ثم اكذب ثم اكذب فقد يصدقوك». ومن الاكاذيب تتم صناعة الفناء
>>>
أحلى كلام:
وتضيق دنيانا فنحسب أننا
سنموت يأسا أو نموت نحيبا..
وإذا بلطف الله يهطل فجأة
يربى من اليبس الفتات قلوبا..
قل للذى ملأ التشاؤمُ قلبه
ومضى يضيق حولنا الآفاقا..
سر السعادةِ حسن ظنك بالذي
خلق الحياةَ وقسَّم الارزاق.
الامام الشافعى