صور وفيديو | قمة مصر واليونان وقبرص.. تصدٍ لسياسات تزعزع استقرار المنطقة

قمة ثلاثية بين مصر واليونان وقبرص
قمة ثلاثية بين مصر واليونان وقبرص

◄| خبير علاقات دولية: الدول الثلاثة لديها إرادة سياسية لمواجهة الاستفزازات التركية

◄| نائب رئيس غرفة التجارة العربية اليونانية: التنسيق بين الدول الثلاث كان حتميا لمواجهة التطاول التركي


«توافق في الرؤى حول التطورات الإقليمية والدولية؛ وبالأخص في منطقة شرق المتوسط، في ضوء السياسات الاستفزازية المتمثلة في انتهاكات قواعد القانون الدولي والتهديد باستخدام القوة المسلحة والتعدي على الحقوق السيادية لدول الجوار ودعم التطرف والإرهاب ونقل المقاتلين الأجانب إلى مناطق النزاعات»، هذا أبرز ما جاء في كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، خلال المؤتمر المشترك بين مصر وقبرص واليونان، بعد القمة الثلاثية التي جمعت البلدان الثلاثة.

 

الرئيس السيسي - خلال المؤتمر - أكد أيضا على أنه تم الاتفاق على ضرورة التصدي لتلك السياسات التصعيدية التي تزعزع استقرار المنطقة، وأنه تم التأكيد على ضرورة مضاعفة الجهود الدولية لمكافحة ظاهرة الإرهاب بكل حسم وعدم التسامح مع الدول والكيانات الداعمة له تسليحا وتمويلا وتدريبا، مع انتهاج مقاربة شاملة لمعالجة كافة جذوره والأسباب المؤدية له.

 

 

الاستفزازات التركية
وفي ضوء ما قاله الرئيس السيسي عن التعدي على الحقوق السيادية لدول الجوار ودعم التطرف والإرهاب ونقل المقاتلين الأجانب إلى مناطق النزاعات - في إشارة منه إلى تركيا - قال د. أيمن سمير خبير العلاقات الدولية - في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» - إن الدول الثلاثة لديها إرادة سياسية لمواجهة الاستفزازات التركية وهذا كان واضحا من خلال الإشارة إلى رفض الدول الثلاثة لأي تدخلات خارجية سواء في ليبيا أو سوريا، والدول الثلاثة لديهم نية وإرادة حقيقية لمواجهة هذا الاستفزاز التركي من خلال مجموعة من المسارات.

 

واستعرض سمير هذه المسارات، مبينا أن المسار الأول هو تمسك الدول الثلاث بالقانون الدولي، والمسار الثاني هو تمسك الدول الثلاثة بالحفاظ على الموارد والثروات الموجودة في المياه الإقليمية الخاصة بكل دولة وأن الدول الثلاثة مستعدة لمواجهة أي استفزاز تركي، والمسار الثالث هو أن الدول الثلاثة يشكلون جبهة من جبهة عريضة تختلف في وجهة النظر وتختلف في السلوك على الأرض مع تركيا، فتركيا تدعم الإرهاب وهي بذلك تعادي دول كبيرة بالمنطقة مثل روسيا والصين ومنطقة القوقاز والمنطقة العربية وذلك لنقلها الإرهابيين والمرتزقة، وبالتالي عندما يدعو الدول الثلاثة إلى معاقبة الدول التي تدعم وتسلح الإرهابيين فإنها تنضم إلى جبهة دولية عريضة، إضافة إلى كل ذلك الدول الثلاثة طالبت بشكل ضمني وصريح الاتحاد الأوروبي بمنع التعاون وبيع الأسلحة الأوروبية إلى تركيا، بالإضافة إلى أن اليونان مؤخرا طلب من المفوض التجاري الأوروبي بوقف اتفاقية الاتحاد الجمركي بين دول الاتحاد وتركيا وهذا سوف يشكل ضربة كبيرة للاقتصاد التركي المنهار في الأساس.

 

 

واتفق معه د. مجدي حلواني المستشار الاقتصادي والسياسي ونائب رئيس غرفة التجارة العربية اليونانية، الذي قال - في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» عبر الهاتف من العاصمة اليونانية أثينا – إن الصراع في سوريا وليبيا من الصراعات التي تشمل على اهتمام مصري وهذا طبيعي جدا بسبب حماية الأمن القومي المصري، مبينا أن له امتداد يصل إلى اليونان بسبب أخر التطورات التي طرأت بين تركيا وليبيا ومحاولة إيجاد تخطيط للمياه الإقليمية بينهم وهو ما يخلق نوع من التوتر في المنطقة.

 

وأوضح حلواني، أن التنسيق بين الدول الثلاث شمل التحركات السياسية في المنطقة، وخاصة الصراع الليبي والسوري، بالإضافة إلى التطاول التركي فيما يتعلق بالمياه الإقليمية، لافتا إلى أن قبرص واليونان يحاولان إيجاد حلفاء لهم من خلال تقارب أكثر وأكثر مع مصر، وأن هذا التنسيق كان حتميا لأن هناك اتفاق - إلى حد ما - على رد فعل مشترك بالتضامن والتعاون فيما بينهم على تلك الاستفزازات، وهذا شيء جيد.

 

ديمومة القمة الثلاثية
وعن القمة الثلاثية التي تأتي في جولتها الثامنة والمحافظة على ديمومتها من قبل الزعماء الثلاث، أوضح سمير  أن انعقاد القمة في دورتها الثامنة منذ عام 2014 وحتى الآن، يؤكد على وجود إرادة سياسية لدى الدول الثلاثة لتفعيل التعاون في كافة المجالات سواء كانت المجال الاقتصادي أو الإقليمي أو الدولي، كما أن انعقادها بهذه الدورية يعد أحد أبرز أشكال التعاون الثلاثي ليس فقط في شرق البحر الأبيض المتوسط ولكن على مستوى مناطق كثيرة في العالم بما فيها منطقة الشرق الأوسط بالكامل.

 

نائب رئيس غرفة التجارة العربية اليونانية، اتفق مع سمير أيضا، ولفت إلى أنه بغض النظر عن التنسيق التاريخي في كثير من المجالات بين الدول الثلاث، فإن القمة الثلاثية والمحافظة على ديمومة اللقاءات من كافة الأطراف في ظل أن تلك الجولة هي الثامنة، يعكس إصرار قيادات الدول الثلاث على تفعيل دائم وحرص ميداني على أن يكون جدول أعمال هذه اللقاءات ملاحقة من قبل زعماء الدول الثلاثة والإشراف على ما تم في بنودها، لافتا إلى التنسيق الاقتصادي والفني والتجاري وحتى على مستوى الطاقة بينهم، وأن هناك حرص على أن يكون هناك تعاون وتنسيق مشترك فيما يتعلق بما تم اكتشافه من أبار غاز في هذه المنطقة.

 

وأشار حلواني إلى الترابط التاريخي بين الدول الثلاثة، مبينا أن مصر تعد من أهم الدول العربية بل وفي منطقة الشرق الأوسط ككل، وأنها بوابة لأفريقيا، لذلك تسعى كثير من الدول الأوروبية ودول العالم لإيجاد علاقات طيبة ومتينة مع مصر لكي تكون من خلالها معبر وبوابة للدخول إلى دول أخرى.

 

التعاون الثلاثي
وفيما يتعلق بملف العلاقات الثنائية بين الدول الثلاثة، ذكر سمير، أن القمة الثامنة تبني على ما تحقق في القمم السبع الماضية من تعزيز لآليات التشاور والتنسيق السياسي وتعظيم القيم الاقتصادية والتعاون الاقتصادي والذي أسفر عن مشروعات إستراتيجية ضخمة بالفعل، والتي أشار إليها الرئيس السيسي، مبينا أنه ربما تكون هناك مشروعات اقتصادية إستراتيجية كبيرة جدا خلال الفترة القادمة بين الدول الثلاثة. ورأى أن هناك ثلاث ملفات رئيسية في هذه القمة، الأول - يتعلق بالعلاقات الثنائية والثلاثية بين الدول الثلاثة، لذلك رأينا لقاءات ثنائية بين الرئيس ونظيريه القبرصي واليوناني، أما الملف الثاني هو قضايا شرق المتوسط والإقليمية بشكل عام، أما الثالث فهو القضايا الدولية بما فيها الهجرة غير الشرعية.

 

وفي ذلك أوضح حلواني، أن هناك سعي مشترك ويومي يلمسه بشكل دائم في وسائل الإعلام المحلية في اليونان، بخلاف أنه كان هناك زيارات مشتركة وكان هناك زيارات متواصلة لوزير خارجية اليونان إلى مصر وقبرص، وكل هذا يأتي من أجل التنسيق للعمل المشترك، كما أن هناك زيارات لوزير الخارجية لتصب في نفس الاتجاه، وهذه اللقاءات الثلاثية في مكانها السليم وتسعى إلى تشكيل محاور تستطيع من خلالها أن تواجه التحديات والصعوبات الموجودة، لافتا إلى أن ملف الهجرة غير الشرعية يعد قضية أساسية لدول أوروبا، في ظل أن اليونان تعد أحد المعابر الأساسية للمهاجرين.

 

وعن التعاون الأمني والعسكري، بين سمير، أن ذلك يظهر جليا من خلال المناورات والتدريب المشترك بين الدول الثلاث، مشيرا إلى أن الدول الثلاث كانت حريصة على التأكيد على نقطة في غاية الأهمية وهي أن هذا التعاون الثلاثي غير موجهة ضد أي دولة في المنطقة، غير أن الهدف من التعاون هو الحفاظ على مقدرات الدول الثلاثة، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وإشاعة روح التعاون وهذا تجلى في اتفاقيتين في غاية الأهمية وهما اتفاقية تعيين وترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص، واتفاقية تعيين وترسيم أخرى - ولو بشكل جزئي - مع اليونان وهذا إنجاز كبير جدا للدول الثلاثة، يضاف إلى ذلك المشروعات المشتركة بين الدول الثلاث والتي منها، مشروعات التوأمة بين الموانئ المصرية واليونانية، ومشروع خطي الغاز، مشروع الربط الكهربائي المشترك بين مصر وقبرص.

اقرأ أيضا|
20 مكسب اقتصادي للتعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان 

المكاسب الـ31 بعد زيارة الرئيس السيسي لقبرص واليونان

السيسي يؤكد أهمية تضافر جهود دول شرق المتوسط لمواجهة تحديات المنطقة