عامان مضيا على قرارٍ تاريخيٍ اتخذه الأردن في مثل ذلك اليوم مهد لعودة منطقتين أردنيتين لسيادة المملكة الهاشمية بصورةٍ كاملةٍ، واستردادهما من إسرائيل.
وأعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في الحادي والعشرين من أكتوبر عام 2018 إنهاء اتفاقية تأجير منطقتي الباقورة والغمر إلى إسرائيل، وعودتهما إلى السيادة الأردنية مرةً أخرى بعد عقودٍ من الوجود الإسرائيلي.
واستأجرت إسرائيل المنطقتين بموجب اتفاقية السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل عام 1994، وذلك بعد أن كانت تحتل المنطقتين عنوةً، ضمن الأراضي العربية التي احتلتها في يونيو عام 1967.
نصوص المعاهدة
ومعاهدة السلام، التي تم توقيعها عام 1994، بين عمّان وتل أبيب، أقرت بسيادة الأردن على المنطقتين، ولكنها في الوقت ذاته نصت على تأجير المنطقتين لإسرائيل، وقد استخدمهما المزارعون الإسرائيليون، كما كانا بمثابة مزارٍ سياحيٍ لإسرائيل داخل الأراضي الأردنية.
وبموجب ملحقي معاهدة السلام، المعروفة باتفاقية "وادي عربة"، استأجرت إسرائيل نحو 1000 فدان من الأراضي الزراعية في القطاع الجنوبي من حدودها مع الأردن في صحراء وادي عربة.
ونصت اتفاقية وادي عربة بين عمان وتل أبيب، في مادتها السادسة، على سريان تأجير منطقتي الباقورة والغمر لمدة 25 سنة منذ تاريخ دخول معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية حيز التنفيذ عام 1994 وتجديدهما تلقائيًا لمدد مماثلة، ما لم يقم أي من الطرفين بإخطار الطرف الثاني بإنهاء العمل بالمحلقين قبل سنة من تاريخ التجديد.
هذا الأمر قام به الأردن في مثل هذا اليوم، حينما أبلغ إسرائيل إنه لن يجدد مسألة تأجير المنطقتين لها، وأنه سيستعيدهما بصورةٍ كاملةٍ مع انقضاء مدة التأجير في 10 نوفمبر عام 2019.
وفي هذا اليوم من العام الماضي، ودعت المنطقتان إسرائيل إلى الأبد، وعادتا مرةً أخرى إلى سائر التراب الأردني بصورةٍ كاملةٍ.
الباقورة والغمر
قصة الباقورة التي غابت عن أحضان الأردن منذ ما يناهز السبعة عقود من الزمن تبدأ من منتصف القرن الماضي، حينما وقعت في قبضة الاحتلال الإسرائيلي، ومن بعدها منطقة الغمر، التي احتلتها إسرائيل خلال حرب الخامس من يونيو عام 1967.
الباقورة منطقة حدودية أردنية تقع شرق نهر الأردن في محافظة إربد في الشمال، وتقدر مساحتها الإجمالية بنحو ستة كيلو مترات، كانت إسرائيل قد احتلتها عام 1950، لكنها عادت للسيادة الأردنية بموجب اتفاق سلامٍ بين البلدين.
أما الغمر، فهي منطقة حدودية أردنية تقع ضمن محافظة العقبة جنوب البلاد، وتبلغ مساحتها حوالي أربعة كيلومترات مربعة، ومنذ أن وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب يونيو 1967، ظلت تحت سطوة الاحتلال إلى غاية معاهدة السلام 1994، وبقى المحتل فيها إلى أن أدار ظهره لها في 10 نوفمبر 2019، ومضى بعيدًا إلى غير رجعةٍ.
