روسيا تستعد لتجميد مشترك للرؤوس النووية مع الولايات المتحدة

روسيا تستعد لتجميد مشترك للرؤوس النووية مع الولايات المتحدة
روسيا تستعد لتجميد مشترك للرؤوس النووية مع الولايات المتحدة

أعلنت روسيا استعدادها لـ"تجميد" مشترك مع الولايات المتحدة لعدد رؤوسهما النووية من أجل تمديد سريان معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية التي تقترب من انتهاء مفعولها.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء: "لم نتلق أي رد رسمي من قبل الولايات المتحدة على المذكرة التي أصدرناها يوم 16 أكتوبر من العام الجاري وتمت فيها صياغة مقترح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لتمديد معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية مدة عام واحد". لم نر إلا تعليقات منفردة من قبل بعض المسؤولين الأمريكيين في مواقع التواصل الاجتماعي".

وأوضحت الوزارة أن "روسيا تقترح تمديد معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية عاما واحدا وهي مستعدة لتحمل التزام سياسي مشترك مع الولايات المتحدة بتجميد عدد الرؤوس النووية التي يملكها الطرفان خلال هذه المدة".

وأضافت الخارجية الروسية: "يمكن أن يتم تطبيق موقفنا حصرا مع فهم أن تجميد الرؤوس النووية لن يصحبه أي طلب إضافي آخر من الولايات المتحدة".

وتابعت: "في حال اعتبار واشنطن هذا النهج مقبولا، سيمكن استخدام الوقت الذي سيتم كسبه نتيجة تمديد معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية، لإجراء مفاوضات ثنائية شاملة حول مستقبل السيطرة على الأسلحة الصاروخية النووية مع الأخذ الضروري لكل العوامل التي تؤثر في الاستقرار الاستراتيجي بعين الاعتبار".

وطرح الرئيس الروسي يوم 16 أكتوبر مبادرة لتمديد معاهدة "ستارت الجديدة" للحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية مع الولايات المتحدة لمدة عام بشكل غير مشروط.

وقال بوتين في اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي إن انهيار المعاهدة التي تنقضي فترة سريانها في 4 فبراير القادم دون استبدالها باتفاقية مماثلة أخرى سيكون أمرا "مؤسفا للغاية".

لكن مستشار الأمن القومي الأمريكي، روبيرت أوبرايان، رفض عبر "تويتر" مقترح بوتين، معتبرا أن تمديد المعاهدة "دون تجميد ترسانات الرؤوس النووية فكرة محكوم عليها بالفشل منذ البداية".

وتعد النسخة الـ3 من معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية "نيو ستارت" والتي أبرمت بين روسيا والولايات المتحدة عام 2010 تمديدا للاتفاق الموقع عام 1991 في موسكو، الصفقة العاملة الوحيدة بين الطرفين حول تقليص السلاح، وذلك بعد انسحاب واشنطن، يوم 2 أغسطس 2019، من معاهدة نزع الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى.

وأبقت معاهدة "نيو ستارت"، التي ينتهي سريانها أوائل 2021، ترسانتي البلدين عند مستوى يقل كثيراً عما كانت عليه الحال خلال الحرب الباردة، حيث حددت عدد منصات الإطلاق النووية الاستراتيجية المنصوبة عند 700 وعدد الرؤوس النووية عند 1550.

وفي الوقت الذي أكدت فيه روسيا مرارا استعدادها لتمديد معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية مع الولايات المتحدة، لم تعرب إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن رغبتها في ذلك، فيما دعت إلى مفاوضات حول اتفاق ثلاثي أوسع بشأن الأسلحة النووية يضم الصين.