ماري سورات.. قصة أول امرأة تُعدم في تاريخ أمريكا

ماري سورات
ماري سورات

إنه السابع من يوليو 1865 عندما وقفت أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة على منصة الإعدام، وقد سيقت إلى مصيرها المحتوم، كانت هذه المرأة تُدعى ماري سوارت، التي رُسخ اسمها ليس لشيء إيجابي، بل على الإطلاق، بسبب إنها أول حالة إعدام لامرأة في أمريكا.

ونستحضر ذكرى إعدام ماري سوارت، بالتزامن من تحديد الولايات المتحدة هذه الأيام موعد إعدام أول سيدة في البلاد منذ نحو سبعة وستين عامًا.

وأعلنت وزارة العدل الأمريكية، أنها حددت يوم الثامن من ديسمبر المقبل، موعدًا لتنفيذ أول حكم تصدره محكمة اتحادية بإعدام امرأة منذ نحو 70 عامًا، والتي أُدينت بخنق امرأة حامل في ولاية ميزوري عام 2004.

وسينفذ حكم الإعدام في ليزا مونتجومري عن طريق الحقن بحقنة مميتة في سجن "تير هوت" بولاية إنديانا الأمريكية، حسبما تم.

ويقول مركز معلومات عقوبات الإعدام في الولايات المتحدة إن آخر امرأة أُعدمت بقرار محكمة اتحادية كانت بوني هيدي، التي تم إعدامها عبر وضعها في غرفة غاز بولاية ميزوري [طريقة الإعدام وقتها] عام 1953.

وتستعمل الولايات المتحدة حاليًا طريقة الإعدام عبر الحقن بحقنة سامة، لكن وقت إعدام ماري سوارت كان الإعدام عن طريق الوسيلة التقليدية وهي الإعدام شنقًا.

سبب إعدام أول امرأة

إعدام سيدة الأعمال ماري سورات، كان بسبب اشتراكها فيما حدث ليلة الرابع عشر من أبريل من نفس العام، والذي أفضى إلى اغتيال الرئيس الأمريكي السادس عشر إبراهام لينكولن.

في تلك الليلة قام الممثل المسرحي المعروف آنذاك، جون ويلكس بوث، باغتيال لينكولن، عبر إطلاق النار عليه من خشبة مسرح فورد أثناء عرضٍ مسرحيٍ في ليلة جمعة الآلام، فأرده قتيلًا في صباح اليوم التالي الخامس عشر من أبريل، ولكن ما الذي قاد ماري سورات إلى حبل المشنقة جراء تلك الجريمة.

منفذ الجريمة بوث كان على علاقة بماري، وحينما اتخذ قرارًا بنيته اغتيال الرئيس الأمريكي ذهب إلى منزل ماري سورات الخشبي في العاصمة واشنطن، وطلب منها أن تسلم طردًا إلى حانتها في ماريلاند، كما طلب منها أيضًا أن تخبر المستأجر الذي أقام هناك أن يجهز الأسلحة التي وضعها بوث هناك من قبل ليأخذها الآن، وقد أقرت ماري بأنها امتثلت لطلبات بوث وسافرت برفقة لويس فايكمان صديق ابنها، لكي تنفذ ما طلبه منها بوث، ليتسبب ذلك في تورطها في جريمة اغتيال لينكولن.

اُحيلت ماري بعدها للقضاء العسكري رفقة متورطين آخرين في جريمة اغتيال لينكولن، بعدما قُتل بوث بعد 12 يومًا فقط من ارتكابه جريمته، وتم محاكمتهم عسكريًا بدءًا من الأول من مايو، بأمرٍ من الرئيس الأمريكي آنذاك، أندرو جونسون، الذي كان نائبًا للينكولن وخلفه في منصبه.

دامت محاكمة ماري ومتورطين آخرين لسبعة أشهر لتقضي بعدها المحكمة العسكرية بإعدام ماري سورات وسبعة متهمين آخرين، لتصبح أول سيدة في تاريخ الولايات المتحدة يتم إنزال عقوبة الإعدام بها، وليتم تنفيذه يوم السابع من يوليو من العام ذاته.