مستعمرة «المترو».. موجات الباعة الجائلين لا تنتهي رغم الرقابة

موجات الباعة الجائلين لا تنتهي رغم الرقابة
موجات الباعة الجائلين لا تنتهي رغم الرقابة

◄ محطات المترو.. بؤر للتسول ومستعمرة للباعة الجائلين
◄ «المناديل وكشاكشيل الدراسة والماكياج» الأكثر رواجًا
◄ «الأطفال والعجائز» الأكثر ظهورًا
◄ المترو يرد: مصادرة البضاعة وتحرير محاضر لهم يوميًا.. واستمرار حملات المطاردة 
◄ تغليط الغرامة من 15 إلى 50 جنيهًا وللمتسول إلى 100 جنيه
◄ ومصدر بـ«شرطة النقل والمواصلات»: حملات أمنية مُكبرة للقضاء على الظاهرة


ما أن تضع قدماك داخل قطار أو محطة بمترو الأنفاق حتى تتفاجأ بمتسول أو بائع متجول يخرج من «تحت الأرض» ويشق طريقه بين الركاب لعرض بضاعته، مستخدمًا القطار سوق صغير لعرض ما تخفيه حقيبته من أعين رجال الأمن التي تتبعهم في جميع المحطات منعًا لانتشار ظاهرة خطيرة تشوه المنظر الحضاري لهذا المرفق الحيوي الذي تنفق عليه الدولة مليارات لتحسين الخدمة به وتطويره والارتقاء به كخدمة عامة لجميع المصريين.

 

بؤر التسول والبيع
وما بين السطح والأرض، تنتشر عشوائية الباعة الجائلين وبؤر المتسولين سواء داخل القطارات أو المحطات أو فوق وبمحيط المحطات على سطح الأرض، باعتبار تلك الأماكن هي الأكثر ارتيادًا للمواطنين، حيث تشهد إقبال الملايين يوميَا، وهو ما يساهم في إنعاش مهنة التسول والبيع بعشوائية، وعلى الرغم من إنشاء الدولة أسواق حضارية، غير أنهم يعتبرونها بعيدة عن «رجل الزبون» ولا تجذب إقبالًا من المواطنين.

 

ومع بدء العام الدراسي الجديد، تنتعش ظاهرتا التسول والبيع في مترو الأنفاق بسبب الإقبال الكبير لطلاب الجامعات على المرفق، حيث يعرض الباعة مستلزمات الدراسة من «كشاكيل ودفاتر وأقلام»، وكذلك أدوات التجميل والماكياج بأسعار زهيدة، وهي الأكثر رواجًا بين البنات اللاتي تستقل المترو يوميًا، إضافة إلى «بيع المناديل» لاستجداء الركاب وإعطاء حسنة إلى طفلة أو سيدة عجوز.

 

غضب الركاب
ورصدت «بوابة أخبار اليوم» غضب الركاب من هذه الظاهرة، حيث أكدوا أن مترو الأنفاق وسيلة مواصلات حضارية لا يجوز تحويلها إلى سوق عشوائي، موضحين أن هذه الظاهرة منتعشة رغم ملاحقة الأمن للباعة والمتسولين يوميًا، غير أنها رائجة لا تفنى أبدًا وتعتبر مصدر رزق لعدد من الأسر.

 

أما عن محيط محطات المترو، فرصدت «بوابة أخبار اليوم»، تحول محيط محطتي رمسيس وجمال عبدالناصر بوسط القاهرة إلى أسواق عشوائية كبيرة وسط إقبال من المواطنين عليها لكونها أسواق قريبة، وتستمر هذه الظاهرة في ظل تواصل جائحة كورونا، مما زاد من المشكلات نتيجة الازدحام داخل عربات المترو، الذي يزيد بالطبع مع تواجد الباعة الجائلين.

 

غرامة غير كافية
وردًا على الغرامات المسلطة على الباعة الجائلين، أكد أحمد عبد الهادي المتحدث الرسمي باسم مترو الأنفاق، أن شركة إدارة تشغيل وصيانة مترو الأنفاق رفعت قيمة المخالفة للبائع المتجول من 15 جنيهًا إلى 50 جنيهًا وللمتسول إلى 100 جنيه، مما جعل المتسولون يلجئون إلى حمل علب مناديل والتسول بها كي تطبق عليهم غرامة البائع وليس المتسول. 

وقال «عبدالهادي»: إنه على الرغم رفع الغرامة وزيادة الحملات الأمنية لملاحقتهم ومصادرة البضائع التي يتم ضبطها داخل القطارات بدلًا من الاكتفاء بالغرامة إلا أنهم مازالوا يقصدون المرفق.


وأشار إلى أن الحملات الأمنية تقوم بضبط العديد من الباعة الجائلين داخل المترو، مستطردًا بالقول: «لكنهم يسددون الغرامة ثم يعودون لمزاولة نفس النشاط مرة أخرى في عربات المترو لأن الغرامة في النهاية أقل من قيمة إيجار كشك أو محل بالتالي مصادرة البضائع ستكون رادعة لهم أكثر».

 

 

ويتنافى تواجد الباعة الجائلين مع التعليمات الصادرة من هيئة المترو ضمن الإجراءات الاحترازية لمكافحة تفشي كورونا، والتي تنص على منع التكدس والزحام على قطار واحد، حيث يتم الدفع بقطار جديد كل دقيقتين ونصف الدقيقة.

كما تشدد هيئة المترو على منع الانتظار على أرصفة المحطات أو التجمعات داخل المحطات التبادلية منعا لانتشار كورونا، وهو ما يخالفه الباعة الجائلون بصورة دورية.


حملات يومية

وفي الأثناء، أكد مصدر بشرطة النقل والمواصلات، أن الشرطة تشن حملات يأمنية مُكبرة بشكل يومي استهدفت إزالة جميع الإشغالات والباعة الجائلين والمتسولين، المتواجدين على مداخل محطات مترو الأنفاق ومخارجها وداخل عربات المترو، موضحًا أن هناك بؤر لهم داخل المرفق يتم القضاء عليها بشكل فوري.

 

وذكر المصدر لـ«بوابة أخبار اليوم»، أنه يتم يوميًا القضاء على بؤر الباعة الجائلين وتحريز ومصادرة بضاعتهم وإحالتهم إلى النيابة لتحرير محاضر ضدهم، لكنهم لا يرتعدون، ويعودن مجددًا إلى نفس النشاط، مشيرًا إلى أن الحملات مستمرة للقضاء على تلك الظاهرة.

 

ولكن السؤال هنا يطرح نفسه.. هل تقضى تلك الحملات على ظاهرة الباعة الجائلين داخل المترو؟