بين التشكيك وبث الشائعات.. خطوات في أجندة الإخوان لهدم مصر

محاولات مستميتة من جماعة الإخوان الإرهابية لهدم الدولة
محاولات مستميتة من جماعة الإخوان الإرهابية لهدم الدولة

كتب: محمد مصطفى كمال - ميادة عمر - أحمد مراد

 

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، مجموعة من الرسائل المهمة، وذلك خلال الندوة التثقيفية الـ 32 للقوات المسلحة، التي عقدت الأحد 11 أكتوبر، في إطار احتفالات مصر بانتصارات أكتوبر المجيدة.

«إسقاط الدولة»

وقال الرئيس السيسي، إن الحروب المباشرة كانت تستخدم في الماضى لإسقاط الدولة وهزيمتها وعرقلة تقدمها، ولكن الآن هناك أجيالاً جديدة للحروب تتعامل مع قضايانا وتحدياتنا، ويعاد تصديرها للرأي العام في مصر، لتحويل الرأي العام لأداة لتدمير للدولة.

وحذر الرئيس السيسي، المصريين من المؤامرات التى تحاك ضدهم وضد بلدهم والتي تستهدف أمن واستقرار مصر من الداخل والخارج.

«قضية مهمة»

وأشار الرئيس إلي أن القضية الآن هى الحفاظ على الدولة، مضيفاً: «بقولكم كده عشان تدرسوا الكلام ده بمدارسكم.. وتقولوا للجنود يقولوا لأسرهم.. القضية المهمة هى استقرار الدولة علشان تقف على حيلها.. وهذه القضية التي تهمنا بالدولة.. صمود الدولة واستقرارها وثباتها.. الجيل الرابع والخامس من الحرب موجود ومستمر وكل يوم يطلع جديد، وهى قضايا لاستفزاز الرأى العام للتشكيك فى قدرات قيادته والتشكيك فى جيشه». 


«الأبواق الهاربة»


رسائل الرئيس السيسي، سلطت الأضواء على محاولات جماعة الإخوان الإرهابية المستميتة لهدم الدولة المصرية، حيث تسعى لاستغلال كافة أدواتها وإمكانياتها المتاحة لتحريك الشعب ضد القيادة السياسية واستخدام المصريين كأداة لتنفيذ مخططهم القذر. 

لم تترك قيادات الإرهابية وأبواقها الهاربة بابا إلا وطرقت عليه من أجل طلب المساعدة من حلفائهم، لأجل إحداث وقيعة بين المصريين وبعضهم البعض، وبين مؤسسات الدولة، عبر إشعال فتيل الفتنة ودق الأسافين لعلهم يجدوا ضالتهم في تحويل مصر إلى ساحة حرب أهلية. 

«محاولات فاشلة»

ومنذ اللحظات الأولى لبدء الحملات المغرضة المعادية لمصر، أدرك الرئيس عبدالفتاح السيسى أهمية وخطورة معركة الوعي، وقد نبه لها كثيراً فى خطاباته ولقاءاته عبر منابر مختلفة، لاسيما بعدما أصبحت الأكاذيب والشائعات تستهدف عقل ومشاعر المصريين.

وعلى مدى الست سنوات الماضية، وبالتحديد منذ اندلاع ثوة 30 يونيو التى أطاحت بنظام حكم جماعة الإخوان الإرهابية، تعرضت مصر ومازالت لحملات تشكيك وتشويه من أجل نشر الفوضى وهدم مؤسسات الدولة، الأمر الذى جعلها تخوض معركة شرسة لاستعادة الوعى الوطنى والقومى وتقويته لدى المواطنين لمواجهة سموم الأكاذيب والشائعات التى يروجها أعداء مصر فى الداخل والخارج.

«سموم الأكاذيب والشائعات»

وتوضح الخبيرة الإعلامية، د. ليلى عبدالمجيد، العميدة السابقة لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، أن معركة الوعى لا تقل شراسة عن الحرب التقليدية، غير أنه لا يُستخدم فيها دبابات ومدافع وصواريخ وطائرات، وإنما تُستخدم أسلحة أخرى تتمثل فى أدوات الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من المنصات الرقمية التى توفرها التكنولوجيا الحديثة، وذلك عبر بث وترويج سموم الأكاذيب والشائعات بهدف نشر الفوضى والفتن بين أوساط المجتمع المصرى من خلال تزييف وعى المواطنين.

وشددت على ضرورة أن تكون مؤسسات الدولة الإعلامية والتعليمية والثقافية والدينية والشبابية على أتم الاستعداد لخوض هذه المعركة، وهى مزودة بأسلحة تكنولوجيا الاتصال والتواصل والإعلام الحديثة، ومن خلال توفير الأدوات والمنصات الإعلامية والرقمية المطلوبة، فضلاً عن تجهيز كادر بشرى محترف يُحسن قيادة هذه المعركة بكفاءة واقتدار.

وطالبت عميدة كلية الإعلام، بأن تتبنى الدولة استراتيجية إعلامية محددة المعالم والأهداف، وتعمل على تنفيذها مؤسسات الدولة كافة سواء الإعلامية أو السياسية أو الاقتصادية أو التشريعية، على أن تقوم هذه الاستراتيجية بمهمة توعية المواطنين بحقيقة ما يحاط بمصر من مخططات مشبوهة، فضلاً عن العمل على دحض الحملات الدعائية المعادية وتفنيد ما تنشره من أكاذيب وشائعات مغرضة، وذلك بالرد عليها بالحقائق الموثقة والمصورة، مع الاعتماد على وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعى التى تجذب ملايين الشباب فى أعمار سنية مختلفة.

«جبهات المعركة»

من ناحية أخرى، أوضحت د. هدى راغب عوض، أستاذة الإعلام السياسى بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن هناك عدة جبهات لمعركة استعادة الوعى تأتى فى مقدمتها جبهة الإعلام ثم تأتى جبهات الأزهر والكنيسة والمؤسسات التعليمية ومراكز الشباب وقصور الثقافة والأحزاب السياسية، والمطلوب الآن العمل على توحيد جهود كل هذه الجبهات لتحقيق هدف قومى ووطنى يتمثل فى ردع حملات الأكاذيب والشائعات عبر تشكيل وعى جمعى قوى لدى المواطنين يدرك حقيقة ما يُدبر ضد مصر من قبل أهل الشر الذين لا مانع لديهم من تدمير الوطن وتخريب مؤسساته فى سبيل تحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح من يمولوهم.

وأشارت أستاذة الإعلام السياسى، إلى أن التنظيمات والدول المعادية لمصر حاولت طوال الست سنوات الماضية استنزاف قدرات المصريين على الصمود فى وجه سيناريوهات الفوضى عبر نشر الأكاذيب والشائعات لا سيما التى تمس عصب حياة المواطنين، سواء فيما يتعلق بالأسعار أو الخدمات أو المرافق أو فيما يتعلق بإجراءات الإصلاح الاقتصادى، ولكن وعى المصريين نجح فى صد هذه المحاولات، وبالتالى لا بد من العمل على تحصين هذا الوعى فى ظل استمرار حملات التشكيك والتشويه التى تتعرض لها مصر.

«شق الصف»

تؤكد د. هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن العامل الأساسي لانتشار الشائعة هو اختيار فئات إرهابية لنشرها.

وأضافت أنه في هذه الفترة الأخيرة توجد شائعات موجهة من الإخوان ضد الدولة تهدف لشق الصف بين الشعب والدولة فلابد من نشر الحقائق دائما وبصفة مستمرة وتجاهل أي شائعات غير حقيقية حتى لا نعطى مساحة كبيرة للبلبلة وتكون الدولة كالحصن المنيع ضد أي مروج للشائعات ويريد الإساءة للدولة.

«الضغط النفسي»

ومن جانبها أوضحت د.هبة العيسوي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس التي وصفت الشائعة مثل «كرة الثلج» تبدأ صغيرة وعند تركها يتزايد حجمها فمن الضروري إيقافها في جميع مراحلها وبسرعة شديدة، الشائعة قد تؤثر على سلوك الإنسان بالسلب وتعرضه لضغط نفسي شديد و تؤدى لتغيير التصرفات والتفكير وقد تؤدى للعدوان.

«ظاهرة خطيرة»

وأشار اللواء محمد الغباري المدير السابق لكلية الدفاع الوطني والخبير الأمني، إلى خطورة هذه الظاهرة التي تؤثر على المجتمع كله فوصفها كالقنبلة والصاروخ التي تدمر المجتمع،لأنها تعمل على خفض الروح المعنوية للجميع وحدوث انشقاق في المجتمع وتساعد على التفرقة وتزيد من الصراع والعنف بين الناس، والاهم أنها تؤثر على الجانب الاقتصادي للدولة.

وأوضح الغباري أن الشائعات تستخدم من ضمن حروب الجيل الرابع وهى الحرب بالوكالة فتحدث انقساما في الجيش وزرع الإرهاب وهدم الدولة من الداخل، وإيجاد الدولة الفاشلة وتعمل على الحصار الاقتصادي المؤسسي الدولي على الدولة بمعنى أن البنك الدولي يقيس مدى دعم الدولة ماليا بقروض طويلة الأجل ويساعدها حتى الصمود للنهاية.    

 

اقرأ أيضا: «احتلال العقول».. تعرف على حروب الجيل الرابع والخامس التي حذر منها الرئيس