«الذكاء الاصطناعي».. وتوطين صناعة المستقبل في مصر

وزارة الاتصالات وتقنيات الذكاء الاصطناعي
وزارة الاتصالات وتقنيات الذكاء الاصطناعي

في أكثر من مناسبة، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، على ضرورة تأهيل وتجهيز الشباب لاستقبال التقدم العلمي والتكنولوجي، مع إدخال العلوم الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في الجامعات المصرية بل وكافة مناحي الحياة والاعتماد على التقنيات المتطورة، وتحديدا الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في محاربة الفساد، و كان من بشائر ثمار هذا التحول والميكنة لأجهزة ومؤسسات الدولة نجاح الحكومة المصرية في تصويب الدعم المقدم إلى المواطنين، فمن خلال الذكاء الاصطناعي تم رفع 2 مليون بطاقة بكل بساطة بها مشاكل مثل التكرار، بالإضافة إلى ترشيد استهلاك المياة للأراضى الزراعية.

وفي ضوء التوجيهات الرئاسية لبناء مصر الرقمية، فقد أعدت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات استراتيجية الذكاء الاصطناعي للمساهمة في رفع مستوى أداء الخدمات الحكومية وتنقية البيانات، وكذا التوسع في إعداد وبناء الكوادر البشرية بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خاصةً من خلال الإسراع من إنشاء أول جامعة معلوماتية متخصصة في مصر، بالإضافة إلى مشروع إنشاء مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة، إلى جانب مشروع إنشاء المحتوى الثقافي الرقمي.

وتمهيدًا لتوطين وتدريب الشباب على هذه الصناعة الكبيرة والمتطورة، فقد تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي بالتعاون بين وزارة الاتصالات و وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في إطار الحرص على دمج تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في المنظومة الرقمية، وترتكز الاستراتيجية على محورين أحدهما يعني بالتوعية بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وإعداد برامج تدريبية متخصصة بالتعاون مع معاهد دولية وشركات عالمية مختلفة لخلق قاعدة من المتخصصين فى علوم البيانات والذكاء الاصطناعي القادرين على مواكبة السوق العالمى فى هذا المجال.

كما وافق مجلس الوزراء على ثلاثة مشروعات قرارات لرئيس الجمهورية، الأول بشأن تعديل بعض احكام قرار رئيس الجمهورية رقم 147 لسنة 2007 الخاص بإنشاء جامعة خاصة باسم "جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا" بإضافة كلية الذكاء الاصطناعي، كذلك إنشاء جامعة خاصة باسم "جامعة فاروس"، وذلك بإضافة كلية علوم الحاسبات، والذكاء والاصطناعي، كذلك إنشاء جامعة خاصة باسم "الجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات"، وذلك بإضافة كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي.

هذا وقد أنشأت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، 6 مجمعات للإبداع التكنولوجي تضم فروع لمعاهد التدريب التابعة للوزارة في جامعات إقليمية وهى المنصورة، والمنوفية، والمنيا، وسوهاج، وأسوان، وجنوب الوادي (قنا)؛ ويضم المجمع معامل تكنولوجية متخصصة فى البرمجيات والأنظمة المدمجة وتصميم الإلكترونيات، وحاضنات تكنولوجية للأعمال، ومساحات عمل مشتركة للشركات الناشئة، بالإضافة إلى قاعات للتدريب المتخصص فى مجالات متعددة منها الذكاء الاصطناعى وعلوم البيانات وأمن المعلومات.

وفي السياق ذاته أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على أن مصر قد خطت خطوات كبيرة في تنفيذ استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي والتي تهدف إلى استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في بناء مصر الرقمية، وأضاف أن مصر لا تدخر جهدا من أجل الاستخدام الأمثل لتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي حيث تم إنشاء المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي المكلف بالإشراف على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات، بالإضافة إلى إصدار قانون حماية البيانات الشخصية والذي يحكم العلاقة بين مالكي البيانات والمستخدمين؛

كما أشار الوزير إلى أنه سيتم إطلاق برنامج شامل لتثقيف جميع موظفي الحكومة حول استخدامات الذكاء الاصطناعي لجعل العمليات الحكومية أكثر كفاءة وشفافية، موضحا أنه تم انشاء مركز الابتكار التطبيقي لتنفيذ عدد من المشروعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي منها الترجمة الآلية، والكشف المبكر عن اعتلال الشبكية السكري، وكذلك مشروع الحساب الدقيق لمياه الري اللازمة للزراعة والذي تم اختياره للعرض في نسخة هذا العام من منتدى باريس للسلام.

كما وتعمل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التي يتولى حقيبتها الدكتور عمرو طلعت،  على مشروع لإدارة أملاك الدولة باستخدام منظومة من الميكنة، وباستخدام الذكاء الاصطناعي، كما وبدأت بإنشاء مراكز للبحوث التطبيقية في مجال الذكاء الصناعي، بالتعاون مع جامعات عالمية ذات سمعة مرموقة؛ لحل المشاكل ومواجهة التحديات باستخدام الذكاء الصناعي، إلى جانب التعاون مع شركة فرنسية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعرف المبكر على أمراض العين التي يسببها مرض السكري، والتعاون مع شركة أمريكية للتعرف على كيفية التخلص من الآفات الزراعية، والتعاون مع شركة صينية لمعرفة اللغات الطبيعية التي يتحدث بها الإنسان، وكل هذا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وقد جاءت كل مساعي الدولة المصرية في توطين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مصر، بالتوازي مع البدء في تدريب الشباب، على علوم التكنولوجيا المتقدمة مثل إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، بل والأمن السيبراني، فقد أطلقت الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مبادرة "مستقبلنا رقمي" والتي تهدف إلى تنمية مهارات الشباب وتدريب 100 ألف شاب في 3 مسارات مهمة تم اختيارهم بعناية شديدة وتشمل التسويق الإلكتروني، وتطوير المنصات الإلكترونية والمسار الثالث هو البيانات وتحديث البيانات والذي يعتبر المدخل الرئيسي للذكاء الاصطناعي. 

كما أطلقت الوزارة مبادرة " شغلك من بيتك" والتى تهدف إلى توعية وتدريب الشباب على مهارات العمل الحُر والعمل عن بعد وإتاحة فرص دخل متميزة من خلال الشراكة مع عدد من منصات العمل الحُر، كما أطلقت مبادرة "قدوة- تك" لدعم المرأة المصرية وتمكينها باستخدام تكنولوجيا المعلومات من خلال دعم مهارات رائدات الأعمال من صاحبات الحرف اليدوية في مجال التسويق الرقمي، والتجارة الإلكترونية.

يأتي هذا بالإضافة إلى مبادرة  إطلاق مبادرة "فرصتنا.. رقمية" التى تشرف على تنفيذها هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)؛ حيث تتيح المبادرة منصة رقمية يتم من خلالها الإعلان عن فرص رقمية من خلال 3 روافد وهى تنفيذ أعمال من خلال التعاقد مع الجهات الحكومية مباشرة، أو من خلال التعاقد مع الشركات المتعاقدة مع الجهات الحكومية، بالإضافة الى مسابقات مهارية تتضمن فرص تدريبية للعاملين فى الشركات الصغيرة والمتوسطة لصقل مهاراتهم فى مجال علوم البيانات والذكاء الاصطناعى تنتهى بتنفيذ أعمال.

لاشك في أن القيادة السياسية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد فطنت منذ البداية إلى أهمية ودور التكنولوجيا والتقنيات المتقدمة في دفع عجلة الاقتصاد، وتحسين وتسهيل الخدمات المقدمة للمواطنين، بهدف الارتقاء بحياة المصريين وإعداد وتمكين الشباب المصري وتدريبه على التكنولوجيات، وهو المسار والاستراتيجية التي تتبناها الدول الحريصة على أن تكون دائما في مصاف دول العالم المتقدم.