فوق الشوك

انتخابات النواب.. وانتخابات الشيوخ

شريف رياض
شريف رياض

رغم أن انتخابات مجلس الشيوخ قد مرت فى هدوء وسط إقبال جماهيرى محدود فإن انتخابات مجلس النواب المرتقبة ستكون مختلفة لعدة أسباب ستتضح من سياق كلامى.
أربعة أيام وتبدأ حملات الدعاية الانتخابية وسباق المترشحين لعضوية المجلس.. أربعة أيام وتضج المدن والقرى بجميع المحافظات وعلى مدى أسبوعين بمؤتمرات ومسيرات الدعاية الانتخابية وتغطى اللافتات جميع الشوارع والميادين وتشتعل وسائل التواصل الاجتماعى بتسجيلات ورسائل المرشحين.. أربعة أيام ويبدأ «الضرب تحت الحزام» بين المترشحين وتنتشر الشائعات التى يستخدمها بعضهم لضرب منافسيهم!
أجواء تعودنا عليها فرضتها ثقافة انتخابات -تنفرد بها مصر- لا تعترف بالمقارنة والمفاضلة بين المرشحين على أساس تاريخهم السياسى وخدماتهم السابقة وبرامجهم المستقبلية وتقوم على مبدأ «العصبية والقبلية» وتاريخ العائلات التى اعتادت احتلال مقاعد البرلمان.. أو الالتفاف حول رجل أعمال ينفق بسخاء لإقامة مشروعات خدمية لأبناء الدائرة.
هذه هى الحقيقة التى لا مهرب منها -على الأقل فى الوقت الحاضر- وعلينا أن نتقبلها ونحاول أن نخرج منها بأفضل العناصر بقدر الإمكان.
لهذا فإن انتخابات مجلس النواب تختلف بطبيعتها عن انتخابات مجلس الشيوخ وبالتالى فإن المشاركة فى انتخابات مجلس النواب لابد أن تأتى أعلى من المشاركة فى انتخابات مجلس الشيوخ لأن الإقبال على صناديق الاقتراع فى انتخابات مجلس النواب مرتبط -كما أشرت- بالعصبية والقبلية أو بما يعرف بنائب الخدمات الذى يستطيع الناخب أن يلجأ إليه لحل أى مشكلة أو رجل الأعمال الذى ينفق بسخاء لإقامة مشروعات خدمية لا غنى عنها لأبناء الدائرة بينما الصورة مختلفة فى انتخابات مجلس الشيوخ الذى لا يتمتع باختصاصات تشريعية كاملة ورأيه استشارى وأعضاؤه ليسوا فى قوة أعضاء مجلس النواب.. وهذا ما حدث طوال السنوات التى طبقنا فيها تجربة مجلس الشورى بين عامى 1980 و2014 بعد 28 عاما من قيام ثورة يوليو 1952 تخلت فيها مصر عن نظام الغرفتين فى البرلمان الذى كان مطبقا قبل ثورة يوليو باختصاصات تشريعية كاملة لمجلس الشيوخ.. عندما ضاعت هذه الاختصاصات غاب عن الناخبين أهمية الغرفة الثانية للبرلمان وعندما عادت عام 1980 مع مجلس الشورى باختصاصات استشارية كان الإقبال على التصويت ضعيفا فى جميع الدورات الانتخابية التى كانت تعقد كل 4 سنوات.
من أسباب سخونة المعركة الانتخابية لمجلس النواب أيضا مقارنة بانتخابات مجلس الشيوخ أنه فى انتخابات الشيوخ كانت هناك قائمة واحدة تخوض الانتخابات بلا منافس لكن فى انتخابات مجلس النواب هناك منافسة ساخنة بين ثلاث قوائم.. فى القاهرة ووسط وجنوب الدلتا تتنافس القائمة الوطنية من أجل مصر مع قائمة تحالف المستقلين «وفى الجيزة والصعيد» وغرب الدلتا تتنافس القائمة الوطنية مع قائمة نداء مصر وفى شرق الدلتا تتنافس القائمة الوطنية مع قائمة أبناء مصر.
أخلص من ذلك أن الادعاءات بأن المشاركة فى انتخابات مجلس النواب ستأتى محدودة كما حدث فى انتخابات مجلس الشيوخ هدفها الأساسى احباط عزيمة الناخبين للمشاركة فى انتخابات مجلس النواب وهى ادعاءات يجب أن نقاومها ونشجع على المشاركة فى الانتخابات بكل الطرق لاختيار أفضل العناصر المتاحة.