حبوا بعض

جلسة صفاء مع ابني

أمنية طلعت
أمنية طلعت

فى جلسة صفاء مع ابني، أخبرنى أنه سعيد باقترابه من دكتور مدحت عبد السميع، الموسيقار المعروف وأستاذ الصولفيج الشرقى فى المعهد العالى للموسيقى العربية، وأنه نادم لأنه لم يحاول التقرب لأستاذه من قبل خوفاً أن يصده مثلما يفعل الكثير من أبناء جيلي، فى كافة المجالات!
تذكرت المسرحي الكبير فادى فوكيه عندما أخبرنى عن أزمته الخاصة بالقطيعة بين الجيل الحالى وجيل الأساتذة، نظراً لتوفر المعلومات على الانترنت وشعورهم بأنهم لا يحتاجون إلى أساتذة!
سألت ابنى إذا كان هذا ما يعتقده بالفعل؟ فأمن على كلامى مضيفاً أن الأجيال الكبيرة تتعالى عليهم ويبخلون بمعارفهم ولا يتقربون منهم ولهذا السبب يلجأون إلى جوجل.
الغريب فى الأمر أننا فى شبابنا لم يكن لدينا بديل سوى السعى وراء الأساتذة لاكتساب المعرفة، فكنا نتحمل صد وتعالى بعضهم، فى حين كان هناك أساتذة أجلاء منحونا علمهم بكرم كبير مثل الدكتور فاروق أبوزيد أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة رحمه الله، وبالتالى مع بديل الإنترنت أصبح العبء الأكبر يقع على عاتق الأساتذة وليس الطلاب لجذبهم ونقل التجربة المعرفية إليهم، فمهما كانت المعارف المتوافرة تكنولوجياً، لن تقدم التجارب الخاصة التى تحمل هويتنا الداخلية.
فهل يمكن لنا أن نغلق الهوة ونصل القطيعة؟