الخديوي إسماعيل يركب «توكتوك».. وهتلر أمام فرن «العيش»

مزج الواقع بالخيال
مزج الواقع بالخيال

يوسف: مزجت الواقع بالخيال.. وأضفت روح العصر للأساطير


إذا رأيت الناصر صلاح الدين الأيوبى قاهر الصليبيين يسير إلى جوارك مرتديا ملابسه الحربية شاهرا سيفه، أو وجدت هتلر يصرخ فىك مطالبك بالتوقف للانصياع إليه، أو شاهدت على جانب الطريق أسرة محمد على باشا الكبير يتحدثون فىما بينهم فاعلم أنك لا تحلم ولم تسافر عبر الزمن إنما تسير فى شوارع القاهرة بجوارك هو الشاب يوسف حمدى، الذى انفعل مع تلك الشخصيات بمجرد ملامسة ملابسها أثناء تقديمه العروض الفنية على المسرح، لكنه وجد فى الشارع مسرحا كبيرا يمكنه من الاستماع إلى ردود أفعال الجمهور على كل ما يؤديه من شخصيات تاريخية وأسطورية.


يقول يوسف حمدى، 20 سنة، لـ«الأخبار» : «كنت أهوى المسرح وأمثل على خشبته منذ صغري، وبحب جميع الفنون من يوم ما اشتغلت فى المسرح وأنا أذهب لتأجير ملابس الشخصيات التاريخية التى أقوم باستعمالها أثناء التمثيل لأنى أشعر بها تتكلم وتعبر عن نفسها وتصبح لها قصة وتاريخ وروايات تدور حول تلك الشخصيات وكان نفسى أعمل عرضا مسرحيا يضم كل الشخصيات دى لكن وجدته مكلفا جدا ومحتاج بروفات كتير.


ويضيف: «وبسبب حبى للتراث والمعالم والقطع الأثرية قررت أن أبدأ بفكرة العودة للسبعينيات وارتداء -الشارلستون- والنزول به فى الشارع والتصوير به فى جلسة تصوير مختلفة إلى أن تحولت الفكرة عندى إلى التجول مرتديا ملابس الشخصيات التاريخية بشوارع القاهرة وتحديدًا فى الأماكن التى تميزت بها كل شخصية والتصوير بها، مع دمج فكرة الشخصية التاريخية بالتغيرات التى يمكن أن تحدث لها خلال العصر الحالى من مشاهد جديدة لم تشاهدها تلك فى زمانها وكيفىة التعامل معها والحياة ورؤيتهم للأشياء وردود أفعال الناس عند الشخصية رؤية تلك الشخصيات التاريخية التى لم يشاهدوها إلا فى كتب التاريخ تسير إلى جانبهم».


ويتابع: «كنت أرغب فى تجسيد فكرة جديدة لشخصيات أنا بحبها وتمنيت أن أراهم كيف يعيشون مما جعلنى أقرأ عن كل شخصية وما كانوا يفعلونه وأقوم بتحويله إلى أفعال نقوم بها فى الوقت الحالى.. فنزولى بملابس الناصر صلاح الدين كان فى البداية لإجراء عمل جلسة تصوير فقط ولكنى وجدت ردود أفعال مختلفة من الجمهور عندما شاهدنى فى الطرقات والمترو ومنطقة وسط البلد ولكنها كانت جميعها نظرات إعجاب ودهشة لجرأة الفكرة فتحول الموضوع إلى تسجيل فىديو للحصول على ردود الفعل على شخصيات يشاهدها الجمهور لأول مرة تتحرك بينهم، فأجريت أول فىديو لصلاح الدين وهو يأكل كما المصريين ويمارس عاداتهم فكسرت حاجز الخجل باعتبارى ممثل مسرح وكسرت حاجز الفكرة، مثلما فعلت فكرة جحا المصرى وجسدت شخصية الخديو إسماعيل وهو يركب التوكتوك ويتعامل مع ابنه وهذا لا يقلل من الشخصية ولكنى أريد أن أدمج الخيال بالواقع، من خلال جعل لكل شخصية فكرة».


ويؤكد: «جاءتنى الفكرة بالنسبة لشخصية هتلر الذى قرأ عنه الجميع أنه من أحرق اليهود فى أفران الغاز، ولكنى أظهرته بشكل بسيط وهو يقف أمام فرن عيش ويلعب بالنار أمام مقهى كما فى الأفراح الشعبية لأنه لن يجد فى مصر من يحرقه، وسأستمر فى تجسيد شخصيات أخرى خلال الفترة القادمة مثل اينشتين والشخصيات الأسطورية، وأحاول تنفىذ الشخصيات الفرعونية فى الأماكن الأثرية والشوارع لترويج السياحة الداخلية بين المواطنين، وكان رد الأسرة أن ما أفعله غريب وطيش شباب ولكنهم تركونى لأنفذ ما أفعله لسعادتى بتجسيد الشخصيات التى أعشقها، وإعجابهم بقدرتى على التقمص للشخصيات».