«حفصة أمبركاب» صاحبة أول قاموس نوبى: ترجمنا الكتيب لـ3 لغات ونوزعه على السائحين مجانا

حفصة أمبركاب
حفصة أمبركاب

 أغانى «أمى» السبب فى مبادرة «كوما وايدى»

 أتمنى الفوز بدعم الشباب والرياضة

فتاة ثلاثينية بملامح مصرية أصيلة، شغوفة بالتطلع والقراءة، قادتها الصدفة إلى أن يصبح اسمها أشهر من نار على علم فى النوبة وأسوان والقاهرة حتى وصل لكل محافظات مصر، سمعت أغنية من والدتها فغيرت مجرى حياتها وقررت إنشاء أول كتيب نوبى للحفاظ على التراث ليكون بمثابة قاموس للغة النوبية إنها حفصة أمبركاب، صاحبة الـ 35 عاما، والحاصلة على دبلوم الاقتصاد فى معهد الدراسات البحوث الإفريقية، التى توضح من خلال حوارها «للأخبار» فكرة الكتيب الخاص بها وأسباب عملها عليه و الصعوبات التى واجهتها و مدى ودعم الدولة لها.

 

و إلى نص الحوار. 


> فى البداية أود أن أعرف ماذا تعنى كلمة أمبركاب ؟
- «أمبركاب» اسم قرية نوبية تعنى كنوز، ومن شدة حبى لها أطلقت على نفسى هذا اللقب فأصبح اسمى حفصة «أمبركاب»، وعمرى 35 عاما، حاصلة على دبلوم فى الاقتصاد فى معهد الدراسات والبحوث الأفريقية ودول حوض النيل وفى الفترة الحالية أقوم بتحضير الماجستير.


> كيف جاءت لك فكرة الكتيب لجمع كلمات أهل النوبة؟


- البداية منذ عام، شاركت فى إحدى الدورات التدريبية، التى أعلنت عن تدريب الشباب على فكرة صناعة الأفلام الوثائقية، فقمت بزيارة أكثر من قرية فى النوبة بمحافظة أسوان، وخلال تسجيل فىلم «الكف النوبي» الذى يمتاز بالارتجال واجهتنى صعوبة فى فهم بعض المصطلحات النوبية، مثل أسماء الحيوانات والأرقام؛ لذلك قررت أن أجمع كل هذه الكلمات فى كراسة خاصة بيّ لتكون مرجعى الأول إذا واجهت هذه المشكلة من جديد ومنها انطلقت فكرة الكتيب الذى حمل اسم «كوما وايدى» . 


> وماذا عن الكتيب نفسه ؟      


- الكتيب عبارة عن 12 صفحة مكون من 230 كلمة، واستغرق العمل عليه ثلاثة شهور وهو مترجم لثلاث لغات وهى العربية والإسبانية والإنجليزية والآن وبعد انتشار الفكرة نسعى أنا وفريق العمل لترجمته إلى الفرنسية والإيطالية؛ حتى يضم الكتاب 5 لغات، لذلك طبعنا 150 نسخة تجريبية من الكتيب وقمنا بتوزيع هذا الكتيب على السائحين بالمجان لنعرفهم بتراثنا وردود الأفعال كانت إيجابية ومشجعة.


> هل استفدتى من التكنولوجيا فى مبادرتك؟


- نعم فأسعى أن يكون هناك همزة وصل مع الأجيال القادمة من خلال الكتيب فالموضوع أكبر من ذلك فأحاول أنا وفريق العمل جاهدين أن نجعل الشباب يستغلون هواتفهم المحمولة لإفادة المجتمع بمعنى إذا شاهدوا فىلم «الكف النوبى» الذى صنعته مع والدتى بأدوات بسيطة عن طريق المحمول ويحكى عن ذلك الفن النوبى التراثى ، يشجعهم على عمل فىديو لا يتعدى الـ 5 دقائق ليطلع الناس على أسرار النوبة من خلال ادوات بسيطة وسهلة سواء كانت شرح أكلة أو لعبة أو عادات وتقاليد. 


> وماذا عن مبادرة «كوما وايدى»؟ 


- والدتى سر نجاحي، فهى التى أوحت ليّ باسم المبادرة «كوما وايدي» وتعنى «حواديت زمان»، فمنذ عامين كنتُ أسجل فىديوهات لوالدتى أثناء غنائها باللهجة النوبية وأشاركها مع أصدقائى على موقع التواصل الاجتماعى الفىس بوك، ونالت إعجابهم لكن كانت هناك بعض الكلمات التى تقف أمامهم ويسألوننى عن معناها، لذلك قمتُ بترجمة الأغانى وشرحها بالعربية. 


> ما هى أغرب الكلمات التى واجهتك أثناء جمع الكتيب؟ 


- الموضوع نسبى ويختلف من شخص لآخر، ولكنه يتوقف على الحصيلة النوبية لدى كل شخص، أما أنا واجهتنى مشكلة فى الأرقام كانت بالنسبة لى متعبة للغاية والحيوانات أيضًا. 


> وهل تلقيت دعما من أى جهات حكومية ؟


- هناك برنامج يسمى «تنمية أبناء الصعيد» تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة وهم يقدمون لنا دعما تنظيميا من خلال نشر وترويج الفكرة لتنفىذها بدون معوقات، بالإضافة إلى الدعم اللوجيستى الخاص بالتصاريح المختلفة، والبرنامج يضم 200 مبادرة ووصلت إلى مرحلة النهائيات لاكون ضمن 50 مبادرة وأتمنى أن تكون مبادرة «كوما وايدي» ضمن افضل ٣ مبادرات.


> وما هى خططك القادمة ؟ 


- أستعد حاليًا لإطلاق مسابقة بين الأطفال وهى رسم عادات أو تقاليد أو موقف معين فى النوبة على ورق، ومن ثم أقوم بترجمته إلى اللغتين النوبية والعربية ليكون موثقا بالصور، وعلى الجانب الآخر أعمل على تقوية العلاقة بين الجد والحفىد من خلال مسابقة فى جميع القرى النوبية تُجرى بين الأجداد والأحفاد هدفها الحصول على مصطلحات أخرى عن النوبة وتوثيقها.