الخروج عن الصمت

أحلام يقتلها الواقع

محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد

بقلم/ محمد عبد الواحد

فى كل مرة أعود إليها أتمنى أن أراها وقد تزينت، لبست أحلى ثيابها، تدلى قرطها الذهبى من أذنها ليظهر جمال وجهها. اتدرون لمن يكون هذا الغزل العفيف، لمحبوبتي المحله الكبرى.
يملأ السرور قلبى وأشعر بالسعادة عندما تقف شامخة فى مسابقة أعدت لاختيار ملكات الجمال.. وأحدث نفسى هى الملكة وعن جدارة من يستطيع منافستها  فليعتل المسرح كى نرى مفاتنه ويستطيع القاصى والدانى أن يقول هى بدون نقاش.
وما هى إلا لحظات أستيقظ من نومى ووجهى تعلوه ابتسامة وكأنى خارج لتوى من الجنة، وما أن تطأ قدماى أعتابها تتغير ملامح وجهى وأنظر يمنة ويسرة أبحث عنها، وما أراه بعينى هو صورة تغاير الأحلام، صورة لامرأة عجوز انحنى ظهرها لا تستطيع أن ترفع قامتها، وجهها كأنه خريطة رسمت عليها مأساة الأيام والأهوال التى تعرضت لها وكلما حاولت أن ادقق أكثر تنزلق قدماى فى حفرة أشعر بعدها بالتواء فى مفصل القدم، فأحاول أن اترك عرض الشارع حتى لاتصدمنى جمهورية النمل المسماة بالتكاتك، وكلما حاولت أن اريح نفسى ولو للحظات برفع الكمامة عن وجهى أشتم رائحة تجعلنى أندم على هذه اللحظة التى حاولت فيها رفعها ويتكرر المشهد مرات وكأن تلال القمامة زينة من زينتها ومسكها طافح فى كل مكان يتناغم مع رائحة القمامة وكأنها منافسة شرسة بين شركات العطور.. حاولت الهروب إلى مكان آخر كان يسمى بمكان الاحلام حيث الهدوء والأشجار ورقى سكانه وانوثته الطاغية بمسماه الأنثوى السبع بنات نفس الحالة مع تغير بسيط.
شوارعه ممهدة بعض الوقت وبعدها ترى الطريق به بقع من حفر هنا وهناك وبدلا من تلال القمامة تجدها أكواما على ناصية بعض الشوارع وهناك ممر يؤدى بك إلى الصرح العملاق شركة مصر كنا نعد نفسنا بالأبطال للمرور منه حتى وإن كان اليوم يوم جمعة ولكن انتابنى شعور بالصدمة وانا ارى هذا الممر الضيق وكأنه بكل ساكنيه اموات وبسؤال صاحب محل على ناصية هذا الممر الذى لا تستطيع أن تطلق عليه شارعا لأن عرضه لا يتخطى الثلاثة أمتار قال وكأنه يبكى: تحولنا إلى قبور يوم أن أعلنت وفاة الشركه حاولت بسرعة أن أنهى مهمتى هناك مع ألم بدأت أشعر به فى أم رأسى وتمنيت وقتها أن استغرق فى النوم وانا ارى جمالها دون أن استيقظ لأرى قبحها وانكشاف عورتها.