بين الناس

التشكيك فى وعى المصريين

أحمد مجدى أبوطالب
أحمد مجدى أبوطالب

منذ حوالى تسع سنوات وبالتحديد فى يناير 2011، تحرك الشعب المصرى  على قلب رجل واحد، نزل الجميع فى ميادين مصر المختلفة مطالبين بضرورة الخروج من النفق المظلم، لم يكن وراء نزول المصريين آنذاك سوى عقولهم التى حركتهم دون املاءات من أحد.. جاء ذلك فى الوقت الذى كان لسان حال القيادة السياسية فى البلاد «خليهم يتسلوا».
بمرور الوقت تماسك الناس أكثر وأكثر رافضين أن تمر تلك الأيام دون أن يكتب ويسجل التاريخ أن المصريين نجحوا فى الوصول إلى الحرية وخلع نظام استهزأ بعقول الشعب ووجدانهم، أيام صعبة مرت علينا جميعا ولكنها كللت بنجاح باهر فقد نجحت الثورة وأصبحنا حديث العالم.
ومنذ حوالى عام ظهر مصرى يمكث بالخارج يتضح من رسائله المفلسة أنه مغيب، يدعو المصريين الى النزول والاحتشاد ثائرين فى وجه الدولة ونظامها مطالبين بالحرية المغتصبة على حد قوله، إلا أن دعوته هذه لم تلق القبول مما دعاه الى الظهور والاعتذار والإعلان عن عدم خوضه فى أمور البلاد مرة أخرى، ولم يمض عام إلا وظهر نفس الشخص مرة أخرى مكرراً دعوته ظنا منه وممن وراءه أن تحسم كلماته ورسائله الأمر  لصالحه هذه المرة.. وهنا ظهر وعى المصريين، أبى الشعب أن ينساق وراء تلك الدعوات الهدامة، فحينما تحرك الناس فى يناير 2011 كان الأمر لا يحتمل الانتظار أو التفكير فقد عانى الشعب كثيرا.
سنوات مثلت عبئا على المصريين، ظلت الاجساد تنهشها الأمراض، كان الغنى يزداد غنى والفقير يزداد فقرا، انطلق الشعب بعد أن تمدد اليأس الى النفوس.
إن إرادة الشعب وقوته لايقف أمامهما أى شئ فإذا أراد الناس التعبير عن  آمالهم كانت لهم الغلبة بالتأكيد.
شئنا أو أبينا، فإننا نتفق على أن المصريين لديهم الحث الوطنى الكافى لتفويت الفرصة على أى متربص أيا كان من هو، فلابد أن يعى هذا الشخص أو غيره ممن يحاولون التشكيك فى عقول ووعى المصريين أنهم لايحركهم سوى عقولهم فهى عقول تعى جيدامن يريد الخير للبلاد ومن يتكلم لأهواء شخصية أو مصالح خارجية.