بسم الله

التغيير سنة الحياة

محمد حسن البنا
محمد حسن البنا

أسعدنى ما جرى من تغييرات فى الصحافة القومية. التغيير سنة من سنن الكون. ليس بدعا ، ولا خيالا. بل حقيقة يتطلبها الواقع المؤلم للصحافة ، والذى يعلمه الجميع. عن الخسائر الاقتصادية حدث ولا حرج ، الأرقام صادمة ، المديونيات تكبل أيدى القيادات الصحفية ، الفساد الذى ارتكبه سابقون دمر الصحافة القومية ، وحولها إلى مستنقع بيروقراطى تواكلى ، غير منتج. البحوث العلمية أكدت إمكانية الخروج من المأذق ، ووضعت المقترحات والحلول ، بل ووضعت الخطط التنفيذية للإصلاح. لكن العقلية الحاكمة للمؤسسات لم تكن خالصة النية ، واستمرت فى ارتكاب الأخطاء. لهذا كان التغيير لقيادات جديدة ، وكان ايضا التقدير لقيادات سابقة نجحت ومنحت الفرصة للاستمرار واستكمال النجاح. وهو ما نشكر عليه الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة الصديق المهندس عبد الصادق الشوربجى.
واضح أنه سبق التغييرات تقييم شامل للمؤسسات الصحفية من الهيئة الوطنية. وتم التغيير بناء على نتائج هذا التقييم. لهذا ، ولأن التغيير سنة كونية وثقافة علمية ، وجب علينا شكر من رحل وقدم جهدا مخلصا لخدمة مؤسسته واصداراتها. كما وجب علينا الترحيب بمن جاء للإصلاح ، أو استمر ليحقق مسيرة النجاح التى بدأها بإخلاص. كما أن هناك عنصرا مهما فى التغيير وهو الشباب. دائما ما نشجع الشباب لتولى القيادة ، ودائما ما ندربهم على القيادة الناجحة ، ودائما ما نعطيهم من خبراتنا ، لهم أن يأخذوا منها ما يناسب عصرهم. الحياة تتطور بسرعة ، وتتبدل الخيارات أمامهم. لكن البحث العلمى يبقى هو الخيار الرابح دائما ، والذى ينتج عنه توصيات وخطط تنفيذية نواجه بها العقد والأزمات.من هنا أنصح زملائى القدامى والجدد بأن يتمسكوا بالحلول العلمية للمشكلات التى تواجه المؤسسات. والبداية الناجحة بإخلاص النية واعلاء مصلحة المؤسسة على المصالح الشخصية. والتمسك بالادارة الرشيدة والتى تعتمد على الشفافية والمصارحة والمساواة والعدالة وتكافؤ الفرص ، واللامركزية والمحاسبة والمساءلة، هذه أسس النجاح. وتمنياتى لهم بالتوفيق.
دعاء: رب اجعل أيامنا كلها سعادة ، رب بدد الأحزان ، وأبرئ الأسقام ، وابسط الأرزاق ، وحسن الأخلاق ، وانشر الرحمات ، وامح السيئات ، تباركت يا رب العالمين.