حكايات| إقليم «ناجورنو قرة باغ».. هنا بدأ النزاع بين أذربيجان وأرمينيا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

من جديد، أضحى العالم يعيش أجواء السطح الملتهب على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، البلدين اللذين لطالما عاشا أجواءً ملبدةً بالصراع، يبرز إقليم ناجورنو قرة باغ في قارعة طريق النزاع بين الجانبين.

وفي مسرح الأحداث اليوم، قالت وزارة الدفاع في إقليم ناجورنو قرة باغ الانفصالي إنها دمرت أربع طائرات هليكوبتر و15 طائرة مسيرة و10 دبابات لأذربيجان خلال اشتباكات اندلعت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد.

وفي وقتٍ لاحقٍ، أعلن إقليم ناجورنو قره باغ الانفصالي، المدعوم من أرمينيا، مقتل 16 من جنوده، إلى جانب إصابة ما يربو على مائة آخرين في اشتباكات مع القوات الأذرية.

استنفار من الجانبين

وأعلنت أرمينيا الأحكام العرفية والتعبئة العامة لسكانها من الذكور اليوم بعد الاشتباكات مع أذربيجان بشأن إقليم ناجورنو قرة باغ.

وفي الجهة المقابلة، قال حكمت حاجييف، مساعد رئيس أذربيجان، إن برلمان البلاد صادق على تطبيق الأحكام العرفية في جميع أنحاء البلاد وفرض حظر التجول اليوم الأحد.

ومع رفع كلا الجانبين درجة الاستنفار القصوى لمواجهة أية تهديدات محتملة من الجانب الآخر، نلقى نظرةً على ذلك الإقليم، الذي يعد ورمًا لم يتم استئصاله بعد، جعل من الدولتين الجارتين في حالة عداءٍ مستمرةٍ.

إقليم ناجورنو قرة باغ

ويقع إقليم ناجورنو قرة باغ، محل النزاع، وهو جيب جبلي داخل أذربيجان، تحت إدارة سكان منحدرين من أصل أرميني أعلنوا استقلاله خلال صراع بدأ مع انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

وبالرغم من اتفاق لوقف إطلاق النار جرى إبرامه عام 1994، لا تزال أذربيجان وأرمينيا تتبادلان الاتهامات بشن هجمات حول الإقليم الانفصالي وعلى الحدود بينهما.

وبين حين وآخر، تقع هجمات متفرقة بين الجانبين دائمًا ما تسفر عن سقوط قتلى في صفوف الجانبين.

ويعتبر الإقليم نفسه جمهورية مستقلة ولكنها لا تحظى بأي اعترافٍ دوليٍ، فيما تصر أذربيجان على تبعية الإقليم ضمن أراضيها.

أصل تاريخي للنزاع

وللنزاع جذور تاريخية أيضًا، ترجع لنحو قرنٍ من الزمن، وبالتحديد عام 1923، إبان الحقبة السوفيتية تحت إمرة جوزيف ستالين، الذي عمد إلى التفريق بين الإثنيات (العرقيات) وإشعال نار العداء بينها وتفتيت قواها، فأجبر الأقلية الأرمينية على الضم داخل حدود أذربيجان، وبحدود إدارية تُرسم لتجعل كل ما يحيط بها أذربيجانيًا رغم رغبة السكان في التبعية للطائفة العرقية الأرمينية.

السلطات السوفيتية، التي كانت أرمينيا وأذربيجان تنضويان تحت لوائها، وضعت قنبلة موقوتة تتمثل في منح الأرمن المجبرين على العيش في أذربيجان في قره باغ، الحكم الذاتي، في إقليم ناجورنو قرة باغ.

ومع سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، وإعلان إقليم ناجورنو قرة باغ الانفصال عن أذربيجان بصورةٍ أحاديةٍ، لا يزال الصراع بين الجانبين يشبه بفوهة البركان النشط، الذي يُنتظر فورانه في أي وقتٍ، وهو ما تجلى اليوم الأحد، ليسطر الجانبان صفحةً جديدًا في النزاع المستمر، الذي لا يكاد يخلو من الدماء المُراقة.