نقطة فى بحر

شباب يرفض جلباب أبيه

محمد درويش
محمد درويش

محمد درويش

للشيخ الشعراوى وصف لما ادعاه من أشركوا بالله بقولهم هذا ما وجدنا عليه آباءنا، تساءل الإمام هل لو كل منا صار نسخة طبق الاصل من أبيه جيلا بعد جيل هل كان العالم سيتقدم والدنيا ستتطور؟ ونستطيع أن نطابق ما قاله الإمام على حال الانتخابات سواء مجلس الشيوخ التى أعلنت نتائجها الشهر الماضى أو مجلس النواب التى نستعد لها حاليا.
الشباب ظهر دوره بوضوح فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو المجيدة،  لم ينضم الى حزب الكنبة كما فعل معظم الآباء وكان أول من استجاب لدعوة إسقاط النظام فى 2011 ودعوة إسقاط الدولة الفاشية فى 2013، رفض العيش فى جلباب أبيه ودافع عن مستقبله ومستقبل أجيال أخرى من بعده هم أولاده وأحفاده.
ربما لم يكن الخروج فى 25 يناير و30 يونيو محتاجا الى ملء استمارة أو تسجيل أسم فى قائمة بمجرد الرغبة فى ذلك مقارنة بأن ينتهج الشاب طريقًا يلتمس فيه ان يكون له مقعد فى السلطة التشريعية أو التنفيذية خاصة فيما يعترى الاولى من الحاجة الى المال الوفير أو ما يطلقون عليه المال السياسى، ومن هنا انطلق فكر القيادة السياسية بالدعوة الى عدة مؤتمرات للشباب وكانت الفرصة الذهبية بأن يبزغ نجوم يهيمون عشقا فى حب الوطن ويتيهون فخرا بالفرص الكبيرة التى أتاحها لهم راعى نهضة مصر الحديثة الرئيس عبدالفتاح السيسى.
من هذه المؤتمرات خرج شباب الى مناصب تنفيذية كانت تمثل الدهشة للآباء الذين عاشوا فى جلباب واحد ولا يتخيلون أن هناك من دون الثلاثين عاما يمكن ان يصبح نائبا للمحافظ.
ومن السلطة التنفيذية الى السلطة التشريعية جاءت تنسيقية الأحزاب ليستظل بها عدد كبير من الشباب اتاح لهم قانون الانتخابات الجديد ان يظهروا الى النور وان يضمن لهم مقاعد قد نراها قليلة قياسا الى نسبة الشباب إلى عدد سكان مصر ولكن أول الغيث قطرة، فما تحقق من الحصول على خمسة مقاعد فى مجلس الشيوخ وأن تضم قائمة مجلس النواب 26 شابا فهذا يعنى اتاحة فرصة لم تكن فى الخيال ويحقق بها شبابنا أملهم فى ألا يعيشوا فى جلاليب الأباء.
أستاذنا يسرى الجندى
هو علم من أعلام فن المسرح فى مصر، من حسن حظى أننا صرنا أصدقاء عندما بدأ يكتب مقالاته فى صفحة الرأى بالأخبار والتى تحولت الى يوميات يكتبها الجمعة الاولى من كل شهر. لم ألتق بالرجل العظيم ولكن عادة ما تدور بيننا حوارات ألمس منها هموم المثقف العروبى المصرى حتى النخاع وأدرك معه كيف يكون الحوار بين الاستاذ والتلميذ. عادة ما يأتينى صوته شجيا بما يدور حولنا، زاهدا فيما سيأتى ناسيًا ما قد مضى.
أستاذى حفظك الله وحفظ لنا قلمك وفكرك نبراسا للحائرين ودافعا للمحبين.