حوار| رئيس جامعة الفيوم: اهتمام القيادة السياسية بالتعليم غير مسبوق وقريباً جامعة أهلية بالفيوم

محرر البوابة أثناء حواره مع رئيس الجامعة
محرر البوابة أثناء حواره مع رئيس الجامعة

كانت أزمة كورونا سببًا في تطبيق التعليم عن بعد، حرصًا على التباعد الاجتماعي، لكن رغم أن الأزمة أرغمت العديد من الجامعات على ذلك إلا أنه بعد تطبيق هذا الأمر قررت الاستمرار بالتعليم الهجين حتى بعد انتهاء الجائحة. 

الدكتور أحمد جابر شديد رئيس جامعة الفيوم الذي تولى مهام منصبه قبل عام تقريبًا، يرى أن أزمة كورونا عجلت بتطبيق التعليم الهجين وسيستمر حتى بعد انتهاء الفيروس، خاصة بعد ردود الأفعال الايجابية من الطلاب عن طريقة التعليم المنفذة حديثًا.

ويوضح أن القيادة السياسية تولى اهتمامًا غير مسبوق بالتعليم العالي، والبحث العلمي، بما فيه الحرص على إنشاء الجامعات الأهلية وتوفير تخصصات تلبى سوق العمل وتشغيل الشباب فور تخرجهم.

ويضيف: أن الجامعة حصلت على موافقة المجلس الأعلى للجامعات لإنشاء جامعة الفيوم الأهلية وتم تشكيل لجنة لوضع تصور لإنشائها، وحرص الجامعة على عقد اتفاقيات وشراكات مع جامعات دولية لتنمية الدراسات العليا في الجامعة.

 

دراسات عليا في أوروبا.. ولا عودة لنظام التعليم التقليدي بعد كورونا

ـ الجامعات المصرية تقوم بدور كبير في كل محاور التنمية خصوصا بعد اهتمام القيادة السياسية بالتعليم العالي وفتح مجالات جديدة والمرحلة الحالية من أفضل المراحل التي تعيشها وزارة التعليم العالي والمراكز البحثية مما أعطى فرصة للجامعات في البدء في اتخاذ خطوات تطوير في كل المجالات للقيام بها، وأي جامعة لا تستطيع استغلال هذا الدعم السياسي متمثلا في الرئيس ووزير التعليم العالي سوف تخسر جزءا كبيرا جدا من تطورها في المرحلة القادمة.

 

وكيف انعكس ذلك على جامعة الفيوم؟
ـ نحن من أوائل الجامعات التي استغلت فرص الدعم السياسي والتعليمي سواء في إنشاء كيانات تعليمية وبرامج جديدة وعقد اتفاقيات مع جامعات دولية وأخرى مع المجتمع الخارجي لتطوير دور الجامعة في خدمة المجتمع المحلى، والجزء الذي اهتمت به الجامعة لتحقيق رغبات أهالي الفيوم في إنشاء كيانات تعليمية جديدة متميزة لمواكبة احتياجات سوق العمل وتتميز بقلة عدد طلابها بحيث لا تمثل ضغطا على المنظومة التعليمية داخل الجامعة.

 

وما خطة الجامعة لضم كليات جديدة؟
ـ أول الكيانات الجديدة كلية العلاج الطبيعي، حيث كان هناك نقص في العيادات الخاصة بالعلاج الطبيعي في الفيوم، وكنا حريصين على سد هذا العجز عن طريق إنشاء الكلية وتمت الموافقة ونأمل في أن يتم قبول الطلاب ولو حتى عن طريق النقل، بالإضافة إلى إنهاء الإجراءات الخاصة بإنشاء كلية خاصة بالثروة السمكية لتكون الكلية رقم 6 على مستوى الجامعات المصرية، وكلية طب الأسنان هذا التخصص الذي كان نادرا في الفيوم أصبح الآن من أكثر التخصصات انتشارا عقب إنشاء كلية طب الأسنان بالفيوم والتي تمتلك جهازا حديثا هو الأول على مستوى جامعات شمال الصعيد يسمى «الكاد كام» يقوم بتصوير الأسنان وعمل التركيبات الصناعية أثناء تواجد المريض على الجهاز في غضون دقائق بعدما كان ينتظر المريض لمدة أسبوع، وكنا حريصين في مجلس الجامعة الماضي على بدء اتخاذ الإجراءات التنفيذية بإنشاء كيانين هما كلية الألسن والفنون التطبيقية ونأمل في الانتهاء من الموافقة عليهما من وزارة التعليم العالي. 

 

التوجه الرئاسي بإنشاء جامعات أهلية هل كان دافعا لكم لإنشاء هذه الجامعات؟
ـ بكل تأكيد، توجه القيادة السياسية بضرورة إنشاء الجامعات الأهلية هدفها ليس الربح ولا تنتمي إلى قطاع الجامعات الخاصة والقيادة السياسية رؤيتها أن يكون هناك توأمة وضرورة التواصل مع جامعات أجنبية لها سمعة عالمية لتحقيق تعليم جيد وبرامج تعليمية مميزة والتركيز يكون فيها على البحث عن تخصصات جديدة تلبى احتياجات سوق العمل ولذلك كانت هناك استجابة سريعة من معظم الجامعات الحكومية ومنها الفيوم والتي تقدمت بطلب للمجلس الأعلى للجامعات للموافقة على إنشاء جامعة أهلية تتبع الفيوم.

 
وفي اجتماع المجلس الأخير وافق على إنشاء جامعة أهلية تتبع الفيوم ولدينا ميزة في أننا من أوائل الجامعات التي حصلت على قطعة أرض من هيئة الاستثمار بمساحة تفوق 235 فدانا لإنشاء كيانات تعليمية عليها ومعها تم نقل الترخيص والأصول من أصول الجامعة الأساسية وتم تشكيل لجنة على أعلى مستوى من المتخصصين لوضع التصور الخاص لإنشاء الجامعة الأهلية والتخصصات والجامعات الأجنبية التي سيتم عمل شراكة معها. 

 

 وما التخصصات التي ستوفرها جامعة الفيوم الأهلية؟
ـ هناك توجه بإنشاء برنامج خاص بهندسة السيارات والإعلام وتكنولوجيا الاتصال وقطاع السياحة والآثار معا وتوجه فى اللغات والترجمة ليكون لدينا خريج مميز في اللغات المختلفة، وبرامج خاصة بكلية الطب لأن معظم الشباب الباحث عن فرص تعليمية خارج مصر يهدف للالتحاق بالقطاع الطبي وسنكون حريصين على عمل برنامج مميز خاص بالقطاع الطبي وفى المرحلة الأولى تركيز الجامعة على هذه البرامج. 

 

ومن أين سيتم تمويل الجامعة الأهلية؟
ـ التمويل من الجامعة وسيسمح بدخول القطاع الخاص كطرف للتمويل ولكن بضوابط، بالإضافة إلى مساهمة الدولة بجزء كبير لدعم توجه القيادة السياسية.

جائحة كورونا هل كانت سببا في تغيير نظام التعليم القديم؟
ـ العالم كله يعانى من جائحة كورونا، وهو ما يمثل صعوبة في التعلم المباشر «القديم»، ولذلك كنا حريصين على اقتراح طرق جديدة للتعلم وهو ما يطلق عليه في الوقت الحالي «التعلم الهجين» وهو عبارة عن فكرة وضع آليات جديدة لطريقة توصيل المعلومات إلى الطالب بعيدا عن أن تكون وجها لوجه وهو التعلم عن بعد وكل كلية مطالبة بالتعلم «الأونلاين» وتم تقسيم الكليات إلى قطاعين قطاع الكليات العملية والنظرية.


وكل كلية ستحدد نسبة لحضور الطلاب ومنها الكليات العملية سيكون للطالب تواجد أكبر من النظرية، وسيتم الاستعداد لذلك عن طريق بنية تحتية في الجامعة وتم تجهيز معملين كل معمل به 300 جهاز كمبيوتر بالإضافة إلى المعامل الأخرى، وستتم الامتحانات عن طريق النظام الإلكتروني وسيعرف الطالب نتيجته مع إلغاء دور العنصر البشرى في التقييم والتصحيح للطلاب. 

الجامعة حققت نجاحا كبيرا في علاج فيروس كورونا؟
ـ الجامعة كان عليها دور كبير للوقوف خلف الدولة وكنا من أوائل الجامعات التي خصصت أماكن للعزل، واستقبلت الجامعة مئات الحالات أثناء الجائحة، وخدمنا ما لا يقل عن 44 ألف شخص في الجامعة من أساتذة وعاملين وطلاب. 

عقب انتهاء كورونا هل سيتم العودة إلى النظام التعليمي القديم؟
ـ لن يتم العودة إلى النظام التعليمي القديم مرة ثانية حتى لو انتهت كورونا خاصة في البرامج التي أثبتت نجاحا خاصة وأن الطلاب بدؤوا المطالبة بذلك، ونحن يجب أن نطور في النظام كما تفعل كل دول العالم المتقدمة.

ماذا عن تصنيف جامعة الفيوم؟
ـ منذ عام عقب تقدمي لرئاسة الجامعة كان لدى هدف من أن تكون الجامعة لها ظهور مميز فى التصنيفات العالمية واحتلت المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية في تصنيف الفيزياء وبعض التصنيفات الأخرى تقدمنا للمركز السابع على مستوى الجامعات المصرية.

تغير مفهوم التعليم المفتوح إلى التعليم المدمج.. فما الفرق بينهما؟
ـ الأول كان يتيح فرصة تعليمية لعدد كبير جدا من المواطنين ومع الوقت بعدما رأى المجلس الأعلى للجامعات أنه بدأ يخرج عن السياق تم تعديل بعض النظم وقواعد القبول والامتحانات والبرامج وتم تعديل الاسم إلى التعليم المدمج وهناك اشتراطات أساسية لطرح برامج التعليم المدمج ويتم تطبيق قواعد التعليم الهجين فيها ويجب أن يكون لدينا المقررات التى تدرس لأي برنامج بالشكل الإلكتروني، وتم توسيع فرص الالتحاق بهذه البرامج.

وماذا عن الاتفاقيات الدولية التي أبرمتها الجامعة؟ 
ـ تم حصر عدد الاتفاقيات الدولية بين جامعة الفيوم والمراكز البحثية الأخرى وجدت أنها تتخطى 50 اتفاقية وهو عدد كبير وفوجئنا بأن هناك بعض الاتفاقيات لم يتم تنفيذ بنودها وكنت حريصا على دراستها جميعا على أن تفعل الاتفاقيات السارية فقط، ومعظم الاتفاقيات مع جامعات أوروبية، ولدينا برنامج خاص بالعلم الحديث مثل النانوتكنولوجى والبايوتكنولوجى ومعظم الاتفاقيات في مجال الدراسات العليا ويفوق العدد 15 جامعة أوروبية لدينا اتفاقيات معها لبرامج دراسات عليا مميزة في المجالين السابقين، وبعض الاتفاقيات وقعتها كلية الهندسة مع المركز الثقافي البريطاني وجامعات في السويد وفرنسا، وسوف يتم الاستغلال في توقيع برامج تتماشى مع سوق العمل المصري مع جامعة الفيوم الأهلية ودخولها كبرامج مميزة للعمل في الجامعة الأهلية.