حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: نظرية «المقاولة» !!

محمد البهنساوى
محمد البهنساوى

 سيناريو مكرر لحرب قذرة.. فبعد أن فشلت المواجهة الصريحة توجهت الحرب للفضاء الإلكترونى وأدواته الافتراضية.. وها هى جولتها الأخيرة فيديو للفاشل محمد على يدعو المصريين للتظاهر.. تبعه تمهيد نيرانى للمعركة بقنابل افتراضية على مواقع التواصل.. واكبه حرب نفسية باختلاق قصص وفبركة فيديوهات لخلق هياج افتراضى.. وجاء الدعم اللوجستى والإمدادات عبر أثير قنوات التحريض والسوشيال ميديا.. مستغلين جدلا طبيعيا حول تصالح مخالفات البناء.. وطالعتنا عناوين من نوعية.. «دعوة لثورة شعبية ضد السيسى».. «محمد على للجزيرة: سينزل 5ملايين مصرى».. ويمتد الوهم لنرى موضوعات «مصر بعد 20سبتمبر.. والاصطفاف الشعبى لإسقاط السيسى ».


حالة افتراضية خلقتها «حقيرة» الدوحة ومرتزقة أنقرة وأبواق الإخوان وكتائبهم الإلكترونية.. لكن الواقع جاء مغايرا بشوارع وميادين مصر المحروسة وهدوء غير معتاد.. ليلقن الشعب هؤلاء وللمرة المليون درسا لكنهم إما بالغباء الشديد الذى يمنعهم من فهمه.. أو بالتآمر والخيانة الذى يدفعهم لتجاهله.. والمؤكد انه للسببين معا.. والنجاح الأكبر الذى حققه أو بالأحرى أثبته هؤلاء أنهم ومموليهم غثاء سيل.. وأن هناك اصطفافا وطنيا كبيرا للمصريين خلف دولتهم ورئيسهم..اصطفاف مبنى على أسس قوية.. أولها الدرس الذى تعلموه من تبعات كارثية لثورة يناير وعدم إلقاء مصير بلدهم بيد هواة وراغبى سلطة وتجار دين.. وشعورهم بما يحدث ببلدهم من تنمية وبناء ومحاربة فساد ويقينهم أن هناك زرعا سيجنون ثماره عاجلا أو آجلا يستحق ما يكابدونه مؤقتا من ثمن صعب.


نعود لجولة 20 سبتمبر الوهمية.. ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فسيعاودون الكرة.. وهنا أعجبنى وصف «مقاولة» الذى أطلقه البعض على هذه الأفعال.. فلو كانوا يبحثون عن ثورة أو تغيير أوضاع يرونها صعبة بمصر لأدركوا مهما بلغ غباؤهم أن محاولاتهم يائسة.. لكنها مقاولة وهم كأنفار أجراء رابحون مهما كانت نتيجتها.. والمقاولة نظرية تحكم عناصر الحرب القذرة التى تدور رحاها بالمنطقة منذ فترة واشتدت بمصر بعد ثورة 30 يونيو.. مقاولة دم وخراب كبرى أتت أكلها المر بعدة دول واستعصت عليها ومازالت مصر..المقاول الرئيسى فيها قوى عظمى معروفة تخطط لإعادة تشكيل العالم ومنطقتنا بالقلب منه.. ومقاول من الباطن تجسده تركيا وإسرائيل إن لم تكن الأخيرة مع المقاول الرئيسى.. يليهم مقاول أنفار يورّد العمال.. يقبض الكثير ويمنحهم الفتات ومقاولى الأنفار ما أكثرهم هنا ممن يرمون شباكهم لجذب الأجراء مغلفة بالدين تارة والمال أخرى.. أما الأجراء فمتنوعون لا يختلف فيهم من يحمل السلاح فى وجه الجيش والشرطة والشعب بسيناء وغيرها عن ذلك القابع خلف شاشة يوجه منها سلاحا مسموما لتدمير العقول وبث الفرقة والفوضى.. ونقف عند الممول فهو هنا فيشبه الرجل المعدم الجاهل الذى ورث فجأة ثروة كبرى فكره المحدود يمنعه من استثمارها.. كما أنه يسعى لمخالطة الكبار ولو كخادم جلستهم.. ليصبح صيدا ثمينا لكل المقاولين السابقين.. كل هذا ينبئ عن الدوحة.


ختاما كنت أتساءل بعد الفشل الذريع أمس الأول.. هل سيعود هؤلاء لغيهم؟.. وطبقا لنظرية المقاولة بالتأكيد سيعودون.. وإنا أيضا لمتربصون وعائدون!!.