أمنية

هى مصر

محمد سعد
محمد سعد

بعد سبع سنوات عجاف من الصراع وإلقاء الاتهامات الباطلة والكذب، ورعاية الإرهاب واحتضانه، ربما عاد الرئيس التركى رجب طيب أردغان إلى رشده وأعرب الجمعة الماضية عن استعداد بلاده للحوار مع مصر، لكنه فى نفس الوقت أعرب عن حزنه للعلاقات الوثيقة بين اليونان ومصر.
لم تكن تصريحات الرئيس التركى هى الوحيدة التى صدرت عن مسئولى انقرة، فقد سبقه بيوم وزير خارجيته جاويش اغلو بأن بلاده مستعدة للحوار مع القاهرة، بل وأنه زاد من الشعر بيتًا عندما قال إن مصر لم تنتهك أبدًا فى أى وقت الجرف القارى لتركيا فى اتفاقيتها التى وقعتها مع قبرص واليونان بخصوص مناطق الصلاحية البحرية رغم الانتقادات التركية للاتفاقية.
ربما أقدم الرئيس التركى ورجاله على دراسة التاريخ والجغرافيا وعلم قدر ومكانة مصر، وعلم أن مصر جاءت ثم جاء التاريخ، فربما وهو يطالع كتب التاريخ علم انه ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺸﺎﻋﺮ اليونانى هوميرس ينظم ﻣﻠﺤﻤﺘﻪ الإلياذة ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻣﺔ الرمانية ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺎزاﻟﺖ ﻓﻰ ﺟﻮف اﻟﻌﺪم وحين ﻛﺎن هوميرس ينظم ﻣﻠﺤﻤﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ ﻗﺪ أﻣﻀﺖ ﻣﻦ تاريخها أربعين ﻗﺮﻧﺎً ﺗُﻨﺸﻰء أدﺑﺎً وﺷﻌﺮاً وديانة، بل وعندما كان العالم والخلق أجمع يسكن الجحور وينامون فى العراء كان أجدادى يسكنون القصور والقلاع والمعابد التى بنيت من الذهب والفضة.
فالأرض الوحيدة التى تجلى الله عليها وتكلم فيها هى مصر،والدولة الوحيدة التى ذُكرت فى القرآن صراحة هى مصر والدولة التى اقترن اسمها فى القرآن بالامن والامان هى مصر والدولة التى اقترن اسمها بخزائن الارض فى القرآن هى مصر، والدولة التى اقترن اسمها وشعبها بمباركة الله فى الانجيل هى مصر والدولة التى علمت العالم الكتابة ونشأ فى أهلها سيدنا إدريس أول من خط بالقلم فى التاريخ هى مصر والدولة التى لجأ اليها سيدنا ابراهيم من ظلم أهله هى مصر، والدولة التى لجأ اليها سيدنا يعقوب واخوات يوسف من المجاعة هى مصر، والدولة التى لجأت اليها السيدة العذراء وسيدنا المسيح عليهما السلام هى مصر، والدولة التى لجأ اليها آل بيت سيدنا محمد بعد ما تم مطاردتهم وتقتيلهم والتنكيل بهم فى العراق والشام هى مصر، حتى أن السيدة زينب دعت لمصر وشعبها الدعاء الشهير « يا أهل مصر نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله وأعنتمونا أعانكم الله وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا» والسيدة هاجر المصرية هى من خرج من رحمها سيدنا اسماعيل أبو العرب جميعا، والدولة التى أوصى بها وبأهلها خيرا النبى محمد هى مصر. وعندما تحدث الله تعالى عن بلاد العرب فقال « تلك القرى» وعندما ذكر مصر فقال « فأرسل فى المدائن حاشرين أى أنه عندما كان العرب يسكنون الخيام والعراء ويطلق على بلادهم قرى كانت مصر مدنا عظيمة بكل ما تحمل كلمه مدينة من معنى فى الرقى والتحضر والعلم والمعرفة والنظافة والقوة العسكرية والاقتصاد.
مسك الختام
الى الجميع اعلموا وانتبهوا أن حين انحنت مصر وظنوا أنها انكسرت كانت فقط تربط بيادتها استعداداً للحرب، عشت ياوطنى وشعبى وأجدادى وأحفادنا مرابطين مناضلين مضحيين من أجل ارض مصر وجعل رايتها خفاقة أبية فبتاريخها وعظمتها وشموخها هى مصــر، وإلى وطنى الحبيب اقول لها احبك يا مصر فلا تحزنى على زمان جحود حقود فتنته أشد من حقيقته، من زمان ازقناك فيه هموم السنين سنعود وسنبنى الأمجاد يا وطنى أحبك يا مصر.