تنظر للمستقبل وتسلح عقول شبابها بالتكنولوجيا..

ملف| «مصر الرقمية».. 3 مبادرات جديدة لتوطين المهارات التكنولوجية في مصر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أعد الملف: أمنية يحيى
 

خطوات وأشواط غير مسبوقة قطعتها مصر على مدى الخمس سنوات الماضية فى طريق التحول إلى «دولة رقمية» عبر مساع حثيثة لبناء قدرات الإنسان المصرى بشكل يواكب التطور التكنولوجى الذى يشهده العالم حاليا.. وفى إطار اهتمام الدولة بتأهيل الشباب المصرى وصقل مهاراتهم، طرحت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 3 مبادرات جديدة توفر لآلاف الشباب فرصا تدريبية بالتعاون مع كبرى الشركات والمنصات العالمية.. ودراسة متخصصة على أعلى مستوى فى مجال تكنولوجيا المعلومات.

وفى السطور التالية تفاصيل هذه المبادرات الثلاث.

وزير الاتصالات: ندعو الشباب للانضمام لـ«مستقبلنا رقمي» للحصول على تدريبات والالتحاق بسوق العمل بمرتبات مجزية

أكد الدكتور عمرو طلعت أن وزارة الاتصالات مازالت فى مرحلة استقبال مزيد من الطلاب للالتحاق بمبادرة «مستقبلنا رقمى».

وأوضح أنه مازالت هناك فرصة للاستفادة من الكورسات الأون لاين على يدى خبراء متخصصين فى مجالات تكنولوجية مختلفة مثل التسويق الرقمى وعلوم البيانات وبناء المواقع والمنصات التكنولوجية وذلك من خلال الموقع  الالكترونى المدون على الانترنت الذى يوضح فيه كل التفاصيل والاستفسارات www.egfwd.com.

كما أكد وزير الاتصالات انه للاستفسارات  والشكاوى فيمكن التواصل على الخط الساخن 16248 .

تدرس 4 تخصصات وتمنح شهادة مزدوجة

«مصر المعلوماتية».. أول جامعة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

تعد مبادرة «جامعة مصر المعلوماتية» EUI داخل مدينة المعرفة بالعاصمة الادارية أول جامعة فى أفريقيا والشرق الأوسط متخصصة فى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التى ستفتح أبوابها فى العام الدراسى 2021- 2022، بتكلفة اجمالية ٢ مليار جنيه وتقدم 4 تخصصات هى: الهندسة وعلوم الحاسب وتكنولوجيا الأعمال والفنون الرقمية، وستكون الدراسة فيها للحصول على شهادة مزدوجة، بمعنى أن الطالب سيحصل على شهادة من الجامعة بالإضافة إلى شهادة من إحدى الجامعات الدولية المرموقة التى تعقد وزارة الاتصالات معها حاليا اتفاقات شراكة، وأول اتفاقية شراكة عقدت مع جامعة ليردو الأمريكية التى تعد الجامعة رقم 7 فى أمريكا فى الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات.

مروان حمدى: لا محسوبية ولا واسطة فى المبادرات الرقمية وأدعو الشباب للالتحاق بها

مروان حمدى أحد خريجى مبادرة «مستقبلنا رقمى» وهو طالب عمره ١٨ عاماً، خريج إحدى المدارس الحكومية المصرية، مهتم ولديه شغف كبير بعلوم البرمجة ومثله ومثل أى شاب كان يتصفح منصة الفيس بوك ليتلقى إعلانا خاصاً بالمبادرة التى تقدمها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبعد معرفة التفاصيل من خلال موقع الوزارة تقدم ليحصل علي التدريب الذي لم يقترن بواسطة أو محسوبيات فضلاً عن أن اجراءات الالتحاق بها لم تكن صعبة على الاطلاق علي حسب قوله.

ويقول مروان حمدى فى تصريحات خاصة لـ «أخبار اليوم»: إنه سعيد بهذه التجربة وهذا التكريم ووقوفه أمام الرئيس مؤكداً أن المبادرة ساعدته كثيراً فى الوصول إلى حلمه بالتعامل مع منصات عالمية كان يصعب الوصول إليها مسبقاً. وأكد مروان أنه التحق بكلية الحاسبات والمعلومات جامعة عين شمس وأصبح «مبرمجاً» قبل أن ينهى دراسته حيث يتعاون الآن مع كبرى الشركات العالمية ليلتحق بالعمل قبل أن ينهى دراسته وأصبح يحقق الآن دخلا شهريا يصل إلى ١٠٠٠ دولار.

وأضاف مروان: شاركت فى مبادرة «مستقبلنا رقمى» تحديداً فى مجال تطوير المنصات الرقمية، ولم تكن الخطوات صعبة أو مقترنة بمحسوبيات وكنت سعيداً بسبب اهتمام وزارة الاتصالات بالمبادرة، وفى الوقت نفسه الحصول على تدريب بمؤسسة عالمية بحجم منصة Udacity، وكذلك الحصول على شهادة عالمية منها وأشار إلى أنه تم اختياره بعد التدريب ليلتحق بالبرنامج وكان من ضمن ١٠٠ طالب تم اختيارهم من ٣٥٠٠، موضحاً أن المرحلة التى تبعتها انه تم اختيار ٤٢ شخصاً من ال ١٠٠ لمقابله وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت الذى اختاره ليلتقى الرئيس فى هذا اللقاء المميز، مؤكدا فخره بعرض تجربته أمام رئيس الجمهورية، الذى يبدى اهتماما كبيرا بالمبادرة وأى فرص مماثلة لتدريب الشباب وتوفير فرص العمل.

وأوضح مروان أن جوانب الاستفادة لم تكن مقتصرة فقط على الناحية التقنية بل إنه استفاد أيضا بمفاهيم الالتزام والجدية فى العمل مثل كيفية تنظيم الوقت وإدارة المفاوضات بالإضافة إلى التعرف على منصات العمل الحر التى تمكن من خلالها من الالتحاق بوظيفة وتحقيق دخل منها، وذلك بعد ان انهى مدة الكورس الشهرين خلال ٢٠ يوماً فقط وذلك نظراً لشغفه الكبير بعالم البرمجة ورغبته فى التعامل مع تلك المنصات التى لم يتمكن من اقتحامها من قبل فى عالم العمل الحر على الانترنت.

وأكد مروان أن العالم بأكمله يتحول فى الاتجاه الرقمي، ولابد من مواكبة هذه التعيرات ودراسة مجالات جديدة مثل صناعة البيانات والذكاء الصناعي، بالإضافة إلى العمل على تطوير أنفسنا باستمرار، ومبادرة «مستقبلنا رقمى» فرصة لتحقيق ذلك.

«بناة مصر الرقمية» برنامج تدريبى للمتفوقين

تستهدف مبادرة  «بناة مصر الرقمية» شريحة أخرى من الشباب المصري وهي شريحة المتفوقين فى تخصصات هندسة الحاسبات وعلوم الحاسبات، لكى يحصلوا على شهادات الماجيستير من الجامعات الدولية المرموقة، فى برنامج تدريبى مكثف لمدة عام، يقترن فيه التدريب الأكاديمى بالتدريب العملى مع إحدى الشركات العالمية العاملة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويقترن به أيضا التدريب لرفع القدرات اللغوية، وبرنامج مكثف لرفع المهارات القيادية، ومهارات التواصل، ومهارات العمل الجماعى، وغير ذلك من المهارات التى يتطلبها سوق العمل فى الوقت الحالي.

ويستهدف البرنامج ١٠٠٠ دارس فى العام ويخصص لدراسة علوم الروبوت والأمن السيبرانى والذكاء الاصطناعى والفنون الرقمية.

ويقدم البرنامج شهادات معتمدة عالمية فى مهارات القيادة وريادة الأعمال وشهادات مهارات اللغة الانجليزية وشهادات معتمدة فى مجال تكنولوجيا المعلومات ودرجة الماجستير العملى فى مجال الاتصال وتكنولوجيا المعلومات.

«مستقبلنا رقمى».. فرص تدريبية لـ100 ألف شاب

تستهدف مبادرة «مستقبلنا رقمي» إلحاق الشباب بسوق العمل فى وقت قصير، من خلال تدريب 100 ألف شاب وشابة خلال عام ونصف العام بتكلفة تصل إلى 300 مليون جنيه.

المبادرة تؤهل الخريجين للمنافسة فى سوق العمل الحر وهى عبارة عن مجموعة من المنصات العالمية التى تطرح فيها مشروعات مختلفة ويتبارى المتخصصون فى مختلف دول العالم للفوز بهذه المشروعات وتنفيذها فى محل إقامتهم «اون لاين».

وترتكز مبادرة «مستقبلنا رقمى» على ثلاثة محاور رئيسية لتأهيل الشباب المصري، وهى: المحور الأول التدريب التقنى الخاص من خلال ثلاثة تخصصات هى: علوم البيانات، والتسويق الرقمي، وبناء وتطوير المنصات الرقمية، والمحور الثانى هو مهارات العمل الحر، فالشاب المصرى يجب أن يستحوذ على مهارات وملكات للمنافسة فى هذا القطاع، وبالتالى فالمبادرة تناسب أطيافًا مختلفة من شبابنا أيًا كانت خلفياتهم التعليمية، والمحور الثالث من المبادرة هو مجموعة من الأدوات التى توفرها الشركة العالمية التى تتعاون معها وزارة الاتصالات، تتمثل فى تزكية هؤلاء الخريجين لدى مواقع ومنصات العمل الحر الرئيسية فى العالم، لكى تثق فيهم هذه الشركات وتزكيهم عند عملائها وهو ما يخلق فرصا للعمل غير مرتبطة بالموقع الجغرافى للعمالة.

وتقوم مبادره «مستقبلنا رقمى» على مبدأ التعليم التفاعلي، كى يستطيع الشباب تلقيها فى محل عمله أو إقامته، لكن هذا التعليم الرقمى الذاتى لا يمنع أن يساعد الطلاب مجموعة من الخبراء العالميين لشرح ما قد يصعب فهمه، من خلال توجيه الشباب الأسئلة التى يستعصى عليه فهمها ومحاورتهم عبر الانترنت، إلى جانب طرح معلومات وافرة فى كل تخصص بالاضافة إلى أنها منح مجانية تقدم للافراد الراغبين، ووصل عدد خريجى مبادرة «مستقبلنا رقمي» حتى الآن إلى أكثر من 5 آلاف شاب وشابة، فضلا عن 34 ألف متدرب حالياً.

وخلال منصات العمل الحر يلتقى عليها المهنيون المستقلون free lancers وهم خبراء يتعاقدون مع الشركات فى مختلف دول العالم لتنفيذ مشروعات بعينها دون اشتراط ارتباط وظيفى طويل الأجل، ويبلغ عدد منصات العمل الحر نحو ٦ ملايين منصة كما يقدر حجم السوق العالمى لها ٣٦ مليار دولار. وتنقسم مبادرة «مستقبلنا رقمى» إلى ثلاث مراحل لينتقل الطالب بين هذه المراحل وهو مبتدئ ومتخصص ومحترف ويتم تقسيم مراحل التدريب على التدريب التقنى المتخصص ومهارات العمل الحر وتعظيم فرص العمل، حيث يبدأ التدريب التقنى باختيار تخصص ما بين ثلاثة تخصصات وهى: التسويق الرقمى وبناء وتطوير المنصات والمواقع الرقمية، أما بالنسبة لمهارات العمل الحر، فيتم بالتدريب على تقوية المهارات الخاصة مثل: اعداد السيرة الذاتية وصياغة سابقة الاعمال وتقديم شهادات العملاء، ثم التدريب على مهارات التواصل والتفاوض وهى إعداد العروض والتسعير والتفاوض. أما بالنسبة للمحور الثالث وهو تعظيم فرص العمل فيحق للمتدرب خلاله الحصول على شهادة عالمية فى احد التخصصات التكنولوجية لربط الخريجين بمنصات العمل الحر العالمية وحصول الطالب ايضا على شارة مميزة لخريجى المبادرة لتعزيز ثقة العملاء فى قدراتهم وربط الخريجين بمنصات العمل الحر.

إسلام ناجى:«مستقبلنا رقمى» جعلت «مرتبي» بالدولار

الطالب الذى فاز بمبادرة «مستقبلنا رقمى» وتم تكريمه من قبل الرئيس أيضا فكان اسلام ناجى، وهو تجربة مختلفة ايضا فهو خريج معهد فنى صناعى ولكن شغفه بعلوم التكنولوجيا وايمانه بمستقبل العمل الحر كان كافيا لالتحاقه بالمبادرة بعد الاعلان عنها من قبل وزارة الاتصالات.

ويقول اسلام ناجى انه ينصح الشباب التى تتخرج من كلياتها بعدم التمسك بالبحث عن الفرص التقليدية لان فرص العمل الحر متواجدة ويمكن ان يستفاد بها ايضا العاملون فى الوظائف التقليدية ساعتين او ثلاث ساعات يوميا.

وأضاف ناجى انه يعمل داخل شركة ولكن نظرا لشهادته فوق المتوسطة وعدم حصوله على مؤهل عال فلم يكن له تدرج وظيفى ولا راتب مجز له، حيث يصل راتبه الشهرى داخل الشركة إلى ٢٧٠٠ جنيه بينما يحصل على ١٧٠٠ دولار شهريا من العمل الحر وذلك بفضل تلقيه كورسات مبادرة «مستقبلنا رقمى» مؤكدا انه يعمل الأن مع شركات فى كندا وامريكا والامارات.

وقال ناجى: سعيد بتكريمى وفخور بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسعيد بأنه من اوائل خريجى المبادرة وينصح الشباب بالبحث والاستمرارية فى التدريب والاعمال الحرة.

سها أبواليزيد:الكورسات مجانية.. وفتحت أمامى فرص عمل حر

سها أبو اليزيد، ٢٦ عاماً، من ميت غمر، درست فى كلية الإعلام قسم اللغة الانجليزية جامعة القاهرة، تعمل فى إحدى الشركات الخاصة فى مجال التسويق الالكترونى، ونظراً لحبها لعملها قررت أن تصقل خبراتها بكورسات إضافية حتى وجدت كورس مبادرة وزارة الاتصالات الذى أكدت إنه كان الأفضل على الاطلاق فى كل الكورسات التى تابعتها قبل ذلك.

وأكدت «سها» أن تجربتها بمبادرة «مستقبلنا رقمى» تتميز عن غيرها من البرامج المتاحة أون لاين بعدة مزايا أبزرها: محتوى جيد وثرى تشرف عليه مؤسسة عالمية، كما تتمتع المبادرة بجدية واهتمام كبير من وزارة الاتصالات والمشرفين على المبادرة، علاوة على أنها مجانية فى حين أن هناك دورات مماثلة تكلفتها مرتفعة جداً.

وقالت سها إنها استفادت من المبادرة فى الجانب التقنى بشكل كبير، مشيرة إلى إتاحة المبادرة دورة لتعليم العمل الحر يمكن من خلالها توفير فرص عمل حر أون لاين، ووجهت الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى لحرصه على توفير دورات عالمية مثل مبادرة مستقبلنا رقمى للشباب، كما وجهت الشكر للدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات على اهتمامه بالمبادرة وحرصه على استفادة الشباب منها، والالتحاق بوظائف.
وأضافت سها أن لقاء الرئيس جعلها تشعر بسعادة بالغة من هذا الدعم متمنية ان يصل هذا الدعم لأكبر عدد من الشباب، موضحة ان الكورس عبارة عن ٣ مسارات المسار الخاص بها الذى اختارته فى التسويق الرقمى كان عبارة عن ٣ مراحل كل مرحلة مدتها من اسبوعين الى ٣ شهور ولكنها أنهت كل المراحل فى شهر ونصف الشهر بسبب التواصل المباشر مع المحاضرين من خلال المجتمع المتميز الذى خلق لهم وجعل التواصل اسهل فى الوصول الى المعلومات .

وقالت سها إنه الى جانب عملها أصبحت تتلقى عقوداً لعمل حر عبر الانترنت يصل العقد إلى ٥٠٠ دولار وذلك الى جانب عملها.