عاجل جدا

ذكريات من تاريخ وطن

غادة زين العابدين
غادة زين العابدين

 لم أتصور أن يكون حوارى العلمى مع الطبيب المصرى العالمى د.هشام حسن بداية لظهور هذه التجربة الأدبية الممتعة،لم أتخيل وقتها أننى سأرى اسم أستاذ الكبد الشهير بجامعة أريزونا الأمريكية، يتصدر كتابا ثريا يحمل خواطر وتأملات نادرة فى الفن والسياسة،هو كتاب "ذكريات من تاريخ وطن".
ود.هشام حسن،طبيب عالمى بارع فى مهنته، وصل لمنصب رئيس قسم كبد الأطفال بجامعة أريزونا، وساهم فى العديد من الأبحاث العلمية فى مجاله، ورغم كل مشاغله العلمية،فهو أيضا مفكر وقارئ وكاتب وعازف،ومن هواة جمع وتوثيق التراث الفنى المصرى، ومن محترفى تحليل وربط هذا التراث بالأحداث السياسية والاجتماعية..
خلال حوارى معه عن أمراض الكبد،فاجأنى د.هشام بموهبته الأدبية فى الكتابة،ومعلوماته الممتعة عن تاريخ الفن والفنانين المصريين، والتى سجلها فى خواطر خاصة، وتركها حبيسة درج مكتبه.
وقتها شجعته على خروج هذه الخواطر للنور فى صورة كتاب،وتحمس د.هشام للفكرة،لكنه رأى أن انشغاله بالعمل لن يسمح له برفاهية التفرغ لإنجاز الكتاب،وأن مرضاه أولى بوقته.
ومضى عام على حوارى معه،ودخل العالم أزمة كورونا، وبعد مرور شهرين من الأزمة،تلقيت اتصالا منه يخبرنى بإنجاز كتابه خلال فترة العزل المنزلى.
الكتاب يتناول رصدا ذكيا،للفترة التى عايشها الكاتب قبل هجرته لأمريكا،مع انتهاء عصر السادات،ويتعرض للحركة الفنية فى تلك الفترة وتفاعلها مع الأحداث، ويؤكد من خلال معلومات فنية نادرة أن السياسة والفن يتأثر كل منهما بالآخر، وينعكس التأثير على المجتمع.
يقول الكاتب:" كانت أول مواجهة بين السينما السياسية والسلطة خلال فيلم لاشين،اول عمل سياسى فى تاريخ السينما المصرية،والذى ألزمت الرقابة صناعه بتغيير النهاية وهدم بنائه الدرامى لتسمح بعرضه.وبعد العدوان الثلاثى أدرك عبد الناصر اهمية السينما وطلب من فريد شوقى تقديم فيلم عن العدوان الثلاثى.وبعد هزيمة ١٩٦٧،اتجه الشباب للموسيقى الغربية وظهرت فرق الغناء الغربى مثل "المعاطف السوداء" لمؤسسها اسماعيل بن توفيق الحكيم، و"القطة الصغيرة" لعزت أبو عوف وعمر خيرت وهانى شنودة.
ومع الانفتاح تغيرت تركيبة المجتمع وبرزت طائفة الحرفيين، وتغيرت الساحة الفنية،وظهر نجوم يناسبون العصر مثل عدوية وكتكوت الأمير وانتعشت ملاهى شارع الهرم. ويستمر الكتاب فى سرد ممتع، ولغة سهلة،وربط ذكى للأحداث الفنية والسياسية. الكتاب اضافة حقيقية لمكتبة التراث الفنى المصرى،بقلم طبيب مصرى عالمى.