حق ربنا

جحود الورثة

عصام حشيش
عصام حشيش

عندما تنتقل من بيت إلى بيت جديد هل كنت تترك فى بيتك القديم شيئا تعتز به؟ اكيد لا..وكذلك الانسان الذكى عندما ينتقل من الدنيا إلى الآخرة يحب ان يصطحب معه احب ما لديه..فاجعل اموالك تسبقك إلى هناك وتوسع فى الإنفاق قبل ان يأتى يوم يندم الانسان فيه على كل جنيه تركه وراءه لورثته هم يستمتعون به وهو يحاسب عليه..واقول هذا الكلام الآن بسبب ما رأيته بنفسى من جحود ابناء رفضوا سداد دين ابيهم من امواله التى تركها فى ايديهم لدرجة ان احدهم قال اذا كان هو لم يسدد رغم ثرائه حنسدد احنا !!لم يأت على خاطرهم بيع اى اصل ورثوه لتستقر نفس ابيهم ولا تعلق اعماله بين السماء والارض انتظارا لسداد دينه..لم يعبأوا بهذا..وتصور ان الاب يقف امام الله فى موقف صعب يحاسب على كل مليم جمعه فى حياته من حلال او حرام والحساب عذاب بينما ورثته يستمتعون ولا يفكرون فى مصير ابيهم..لذلك انادى بالإكثار والسخاء فى الصدقات فهى اموالك انت تنفق منها على من تعول وتودعها فى حسابك الشخصى ليوم تشخص فيه الابصار..فالمرء تحت ظل صدقته يوم القيامة..وثق ان الصدقات لن تنقص من اموالك شيئا تصديقا لما قاله الرسول بل ستنميها وتبارك فيها..ولكن الشيطان يخوفك ويدفعك للاحساس بأنك احوج إليها من الفقير..بينما العكس هو الصحيح فأنت اكثر احتياجا لثواب صدقات من الفقير الذى تعطيها له.
إلهام من الله
لو رأيت نفسك تكثر من الاستغفار ومن التسبيح ومن ذكر لا اله الا الله محمد رسول الله فاعلم ان الله يحبك وانه اجرى على لسانك ما يحبه ليكافئك به..واذا رأيت نفسك غافلا عن الذكر ولا يأتى على بالك ان تكثر من التسبيح والاستغفار فاعلم بأن فى قلبك قسوة وان الانسان البعيد عن الله هو صاحب القلب القاسى..ولا يندم انسان يوم القيامة قدر ندمه على تفريطه فى الذكر رغم علمه بقدر العطاء الهائل للذاكرين..وقد سأل النبى صلى الله عليه وسلم اصحابه يوما عن ارفع اعمالهم واذكاها عند ربهم وافضل لهم من انفاق الذهب والفضة بل وافضل لهم من ان يجاهدوا بالسيف فى سبيل الله.. فتعجب الصحابة وسألوا ماهو الذى افضل لهم من كل تلك الأعمال العظيمة..فاجابهم النبي: ذكر الله..
قولوا لا اله الا الله..