تساؤلات

قم يا بهاء

أحمد عباس
أحمد عباس

تعرف مثلا كيف يكون الشىء مصريا!
أنا أقول لك.. كأنك مثلا ترتدى جلابيتنا المصرى الفلاحي، آه، أم ياقة واسعة، وكم فضفاض. أو مثلا كأنك تصحو على رائحة خبيز صباحى طازج على ظهر قبة فرن، معجون بالسمن الفلاحي، كذلك هو صوت بهاء سلطان، ولا صوت يضاهيه، وصوت بهاء غريب، ناعم رغم قوته، سهل، سهل جدا، سلس يطلع من حنجرة لها ليونة قوية.
وموضوع بهاء سلطان أوسع بكثير من أن خلافا كبيرا وقع بينه وبين منتجه الفني.. فهذه مسائل قانونية لا أفهمها، ولا أستطيع أن أرى القضية من قشورها، الموضوع له علاقة بحالة «ذبول»، كما تذبل أشياء كثيرة فى الطريق، انطفأ بهاء، «اتكعبل» فى الدنيا، وكلنا «بنتكعبل»، وأنا أفهم جيدا كيف يكون الناس مضيئين، مضيئين جدا، ثم فى لحظة واحدة، والله لحظة واحدة ليس أكثر، ينفض العالم من حولك.. ويحدث انطفاء!
طيب شوف يا عم بهاء كده..
واحشنا يا بهاء، فينك يا عمنا، شد حيلك، غني، عايزين ألبوم ٥٠ أغنية، مستنينك، انجز، واحشنا، يعنى وبعدين معاك!
هذه عينة فقط من آلاف التعليقات التى تجيء يوميًا على منشورات صفحة بهاء سلطان، من أشد المتابعين أنا للتعليقات، على أى بوست مهما كانت مدى أهميته، أو تفاهته، وصحة مصدره أو عدمها، أهتم غالبًا بقراءة سريعة للتعليقات والمشاركات، هذا جزء من اهتمامى بموضوع البوست نفسه، وهذه هى المرة الأولى يا بهاء أرى فيها تعاطفا حقيقيا غير مفتعل مع شخص، وقضية، وفن، وانسان. الناس مهتمة ببهاء سلطان جدا، وتتابع قضيته بدأب، وتنتظر انصافه وخروجه من مأزقه، وهو يحاول، وأنا بحبك يا بهاء.
اطمئن يا بهاء، كلنا يتعثر، فالطريق وعرة جدا، والناجون منها قلائل، كلنا لديه وقعاته، وأخطائه، ونتائج أعماله، لكن اطمئن.. فيه ناس كتير بتحبك بجد. قم يا بهاء، قووم يا جدع، قوم الأغنية الوطنية طعمها جميل بصوتك، وياليت أغنياتنا الوطنية تعرف الطريق إليك، والمواويل تُحبك، والابتهالات تنتظر حنجرتك، وصوتك أجمل فى تلاوة القرآن الكريم، استحضر نية تسجيله بصوتك.
هذا بهاء يجب ألا ينطفئ أو يذبل، أو يُحبس، أو يُحتكر، أو يُسجن، أو أن يكون مطرب أفراح!
هذا بهاء يجب أن ينجلي، ويجلجل، ويُشرق، ويشدو، ويفرح، ويفرحنا!
قم يا بهاء.. قوووم يا جدع