د.أشرف الشيحى رئيس الجامعة الصينية: مصر تجاوزت جائحة كورونا بأقل الخسائر

د.أشرف الشيحى رئيس الجامعة الصينية
د.أشرف الشيحى رئيس الجامعة الصينية

» قادرون على المنافسة عالمياً لجذب الطلاب الوافدين لجامعاتنا


«التعليم الإلكترونى وقدرة الطلاب على التعامل معه، وكيفية إدارة أزمة جائحة كورونا خلال المرحلة الماضية، ومخاوف الموجة الثانية وتأثيراته على التعليم العالى» أزمات مختلفة شرحها تفصيليا د.أشرف الشيحى، رئيس الجامعة الصينية فى حواره مع «الأخبار»، بالإضافة إلى استعراضه معوقات البحث العلمى فى الجامعات الخاصة.


» فى البداية ما تقييمك لإدارة الدولة لأزمة كورونا فيما يتعلق بالتعليم العالى؟
- هى أزمة غير مسبوقة، وبالتالى لم تكن بأجندة إدارة الازمات بالوزارة المكونة من خبراء مهمتهم التنبؤ بالأزمات التى ربما تحدث والقيام بالإجراءات الوقائية لمنع ذلك، وكذلك التعامل معها حال حدوثها سواء كانت على مستوى الأمن والأمان أو السلامة العامة أو مشاكل تسريب الامتحانات أو ما شابه من تلك الأمور، لكن تلك الأزمة لم يتوقع حدوثها على مستوى المنظومة ككل، فكانت إدارتها تجربة فريدة.
وطوال الفترة الماضية لا يمكن لأحد أن يتنبأ بموعد نهاية الأزمة وهنا يكون اتخاذ القرار صعبًا، لذا يجب أن نعذر كل المسئولين الذين وجب عليهم اتخاذ قرارات دون وجود معلومات كافية أمامهم، والحقيقة أن وزير التعليم العالى أدار الأمر بصورة طيبة حتى وإن اعتقد البعض أن هناك قرارا جاء متأخرًا فالسبب أن اتخاذ القرار يتطلب معرفة الصورة بشكل واضح وهذا الفارق بين المسئول والمواطن.

التعليم الهجين
» هل ترى أن هناك قرارات صدرت متأخرة؟
- بشكل عملى مسئول لا، لكن كان هناك تساؤل مستمر عن كيفية أداء الامتحانات، وموعدها، ومصير الدراسة، وهل الجامعات جاهزة للتعليم الأون لاين أم لا، وهنا يجب النظر إلى أن المنظومة الجديدة والتحول المفاجئ جعل هناك قرارات كثيرة يجب التأنى قبل اتخاذها، وحين ننظر بعد 6 أشهر من بداية ظهور الجائحة، فإن إدارة الدولة نجحت فى تجاوز الأزمة بأقل الخسائر، واستفادت بشكل كبير فالتعليم النمطى كان يجب أن يتغير فى ظل التطور التكنولوجى وإلا نكون غير جادين، ويجب التنبيه على أن التعليم الهجين هو الأفضل وليس الإنجراف بشكل كامل نحو التعليم « أون لاين» أو تجاهله بشكل كامل، ومع أداء الامتحانات بالجامعة.
» ولماذا لا نلجأ للامتحان الإلكترونى؟
- لا يوجد ضمان بأكبر جامعات العالم وأكثرها تقدما على الأمان كامل للامتحان الإلكترونى على الرغم من كل الاحتياطات التى تتخذ تظل هناك نسبة إمكانية الاختراق موجودة، وعلى مستوى الجامعة فهذا ما أكدنا عليه خلال الفصل الدراسى الصيفى، إذ نبهنا الطلاب أن المقررات المتاحة للدراسة فى هذا الفصل هى التى يمكن تدريسها أونلاين لكن فى الوقت ذاته ستكون الامتحانات حضوريا بمقر الجامعة، ومن يخف على أمانه الشخصى بسبب الفيروس عليه التقدم باعتذار وسنقبله وهو ما تم بالفعل مع بعض الطلاب.
 

» ما تقييمك لأداء الجامعات نفسها فى التعامل مع الأزمة؟
- جميعنا تفاجأنا بنسبة مختلفة، وفى الجامعة الصينية توقعنا هذا السيناريو وذكرنا فى محاضر مجلس الجامعة أنه لن يكون هناك بديل سوى التعليم الأون لاين، ووجهنا أعضاء هيئة التدريس بالبدء فى تسجيل محاضراتهم قبل قرار تعليق الدراسة فى منتصف مارس لكننا احتجنا أن نزيد قدرات شبكاتنا، فهناك من كان مستعدا بصور مختلفة وجامعات أخرى لم تكن جاهزة فاجتهدت للمرور بالأزمة وهو ما نجحت فيه بشكل كبير.

الموجة الثانية
» كيف ترى مخاوف الموجة الثانية من الفيروس؟
- نحن الآن أكثر استعدادًا وعلى علم أن هناك مشكلة قد تحدث ولدينا خبرة فى إدارة الأزمة إذا ساءت الأمور، وفى حال وصول الأمر إلى وضع يخشى فيه الطالب الذهاب للجامعة سنلجأ للتعليم المدمج، لكن فى جميع الأحوال ستكون الامتحانات داخل أروقة الجامعة.
» هل الطالب المصرى مؤهل للتعليم المدمج؟
- إذا كان غير مؤهل فليتأهل، يجب ألا نلجأ للحلول السهلة، وأن نعمل على تغيير ثقافة الطالب، فمع أول أيام الدراسة تسألنى الدفعات السابقة عن الكتاب، ويفاجئون بعدم وجوده واعتمادنا على بنك المعرفة المصرى، ومكتبة دجيتال بالجامعة تمتلئ بالمراجع، أما من ينتظر كبسولة تعليمية مثلما حدث فى الثانوية العامة فلن يجدها، ومن خلال التجربة فالطالب يتعجب فى البداية لكنه فى النهاية يدرك أنه لا بديل عن التعلم الجاد، وهو هدفنا فنحن لا نحصل أموال بالجامعة من أجل إصدار شهادات وإنما لتوفير مناهج جيدة وأساتذة أفاضل.


» ماذا عن وضع البحث العلمى فى الجامعات الخاصة؟
اغلب الجامعات الخاصة أنشئت على أنها جامعة تعليمية فى المقام الأول، لكنها فى النهاية يجب أن يتواجد بها البحث العلمى، فكلاهما يكملان بعضهما البعض، ويجب أن تبدأ منظومة التعليم البحث العلمى، وهناك جامعات خاصة أكثر رسوخا نجحت فى إخراج بحوث علمية، وكذلك الجامعة الصينية على الرغم من عدم مرور إلا 4 سنوات تقريبا على إنشائها لكن بدأت فى إصدار أبحاث علمية باسمها.
 

» ما استراتيجية الجامعة الصينية لتأهيل طلابها لسوق العمل؟
سوق العمل منظومة متغيرة وتزداد تطورا من خلال الثورة الصناعية وستخفى وظائف للأبد، وهنا يجب أن نتساءل كيف أؤهل الخريج لسوق العمل وهو من نعمل عليه من خلال السعى لتخريج طالب يعرف كيفية التعلم المستمر بعد الجامعة والبحث عن مصادره واستخدام الانترنت وتزويد قدرته على البحث عبر الإنترنت وتنمية قدرته على التقييم وأن يبنى قناعات شخصية، وتزويده بمهارات القرن الـ 21 مثل اللغات وريادة الأعمال وتحويل الأفكار إلى محتوى علمى والتى إن لم تتوافر سيواجه عقبة كبرى فكيف يتوقع أحد الا يتغير العلم  خلال السنوات التالية ويغير من شكله أكثر من مرة.

المنح الدراسية
» كيف تدير الجامعة الصينية ملف المنح الدراسية؟
- نوفر أكبر عدد من المنح بعدة أشكال فمنها ما نواجهه للمحافظات النائية التى تحتاج للتعليم الجامعى، وأخرى لأبناء شهداء الجيش والشرطة ونقبل الطلبة منهم دون حد أقصى تقديرا لدورهم لمصر، وللعديد من المتفوقين، فضلا عن المنح المقدمة لذوى الاحتياجات الخاصة، والتعاون مع وزارة الخارجية من أجل توفير منح لدول حوض النيل طبقا لرؤيتها.
 

» هل من الممكن ان تكون مصر جاذبة للسياحة التعليمية؟
- على مستوى العالم بعض الجامعات تشترط الحصول على 25 ٪ من إجمالى طلابها للأجانب وهى نسبة ضخمة لكن القدرة على استقطاب طلاب من جنسيات مختلفة أصبح أحد تحديات التعليم العالى حاليا، فإذا كنت قادرًا على استقطاب أعضاء هيئة تدريس وطلاب من دول مختلفة وهذا يعنى أنك على الخريطة العالمية، وهناك دول مثل إنجلترا جزء من اقتصادها القومى قائم على السياحة التعليمية على الرغم من أنها أعلى مصروفات فى العالم فبعض الجامعات فيهاتجاوزت نسبة طلابها 25٪ وافدين وهذه نسبة ضخمة.


» وهل مصر قادرة على تكرار السيناريو الإنجليزى؟
- هى رؤية دولة وتتحقق على مدار سنوات لزيادة أعداد الوافدين وتخصصاتهم، وأنا على ثقة تامة أن الوزير د. خالد عبد الغفار، يقدم كل الدعم لاجتذاب الطلاب للجامعات المصرية، وخاصة بعد أزمة كورونا والتغيرات السياسية حول العالم أجمع ما يصعب فرصة العرب للحصول على إقامة ودراسة بالخارج، وهنا يمكن أن نكون سوقا بديلة لطلاب الخليج، إذا قدمنا تعليما راقيا ومتميز فما المانع أن يتعلموا بمصر وخاصة أن البيئة مشابهة، وهذا جزء من رؤية الدولة أثناء الإعداد لجامعة الجلالة والملك سلمان بأن تخرج بشكل منافس على المستوى العالمى وبالتالى تستطيع جذب الطلاب الوافدين.