رئيس الجامعة الروسية: الطالب المصرى مؤهل للتعليم عن بعد و«الأعلى للجامعات» يحدد احتياجات سوق العمل

د.شريف فخرى رئيس الجامعة الروسية
د.شريف فخرى رئيس الجامعة الروسية

» المنهج الروسى مبنى على الجزء النظرى بشكل كبير
» البنية التحتية فى الجامعات الحكومية مناسبة للتعليم الهجين وكورونا يسرع  الاعتماد عليه

قضايا التعليم لا تنتهى ولا سيما مع ظهور أزمة كورونا، والتى أعادت تشكيل الخريطة التعليمية مرة أخرى، وأنتجت نماذج لم تكن موجودة من قبل، وهو ما يستدعى محاورة الخبراء ومسئولى الجامعات حول تقييمهم للفترة الماضية وسبل نجاحهم فيما هو قادم.. «الأخبار» تحاور د. شريف فخرى رئيس الجامعة الروسية الذى أكد أن التجربة أثبتت نجاح التعليم الهجين، وأن الطالب المصرى مؤهل بشكل كافٍ لهذه العملية.

<  ما هى استعدادات الجامعة للعام الجديد؟
ـ وزارة التعليم العالى قررت أن تكون الدراسة خلال العام المقبل بما يسمى «التعليم الهجين» فى ضوء ما تم رصده وتحليله عما تم تقديمه فى الفصل الدراسى السابق، والتعليم الهجين هو الدمج الأمثل للتعليم عن بعد مع التعليم فى حضور الطلاب للجامعة والحقيقة أن التعليم المدمج أو الهجين كان مسألة وقت، لكن جائحة كورونا سرعت من اعتمادنا عليه، والجامعات كانت تعد نفسها لهذا الأمر لكن بحذر أو عدم ارتياح سواء من الطلاب أو من أعضاء هيئة التدريس، لكن بعد ممارسة الأمر على أرض الواقع اكتشف الجميع أنه لم يكن صعبا وأن جزءا كبيرا من الإمكانيات اللازمة لتطبيقه موجودة بالفعل، وما نفعله حالياً استكمال العملية لجعل المنظومة فى أحسن وضع. 
أدوات محاكاة
< وما تقييمك لتجربة التعليم عن بعد فى الفصل الدراسى الماضى بالجامعة الروسية؟ 
ـ بالنسبة للجامعة المصرية الروسية كانت المشكلة فى بعض العمليات التطبيقية ولكننا تداركنا الأمر بالاستعانة بأدوات محاكاة فى بعض التخصصات ومنها الهندسة واستخدام فيديوهات لتوضيح بعض المواد، لكن بعض المقررات لا يمكن أن تتم عن بعد مثل ما حدث بكلية طب الأسنان، والتى اضطررنا للتأجيل لحين استقرار الأوضاع، ونستكملها حاليا أما بالنسبة للدفعة التى تم تخريجها فهناك اقتراح أنه يتم تقييم أداء الطلاب عن السنوات الماضية.
< هل الطالب المصرى مؤهل لعملية التعليم عن بعد؟ 
ـ الطالب المصرى ممتاز ولا ينقصه شيء، وحين يركز فى الدراسة ينتج بشكل رائع، ولدينا نماذج متفوقة كثيرة بالخارج، فالمشكلة ليست فى الطلاب المصريين، إنما بسياسة السوشيال ميديا ونظرية القطيع، فما إن يذكر أحد أن هذا الأمر لا يصلح سيأتى خلفه الآلاف دون أى تركيز أو تجربة أو معرفة عن تفاصيل الأمور، وهو ما جعلنا على مستوى الجامعة نفتح قناة إضافية للتواصل المباشر بين الطلاب ورئاسة الجامعة للاستماع إلى مقترحاتهم من خلال الإيميل بالإضافة للتواصل الطبيعى الموجود بالكليات من خلال أعضاء هيئة التدريس الذين تفانوا للغاية لإنجاز عملهم فى المهمة، وهو ماظهر من خلال الاستبيان حول نجاح التعليم عن بعد فى الجامعة وكانت أسوأ نتيجة رضا الطلاب وارتياحهم بنسبة 80٪، بينما سجلت استبيانات أخرى نسبة تقبل وصل لـ 95٪.
وهناك تخصصات لم نكن نتخيل أنها من الممكن أن تتحول للتعليم عن بعد مثل الهندسة المعمارية، والتى فوجئت أنها تمت بهذه الطريقة، وصراحة فكل ابدع فى تخصصه لتتم العملية بصورة مرضية، وتعلمنا أشياء جديدة بناء عليها نحضر للعام القادم.
منظومة مناسبة
< هل ترى إن تجربة التعليم عن بعد مفيدة للجامعة الحكومية أم تواجهها عوائق ؟
ـ لا استطيع التحدث فى هذا الأمر باستفاضة لكن ما أعرفه أن جميع الجامعات الحكومية بها منظومة بنية تحتية لتكنولوجيا المعلومات مناسبة جداً، وقد تكون المشكلة خارج الجامعة، ففى الجامعات الخاصة الطالب لديه الحد الأدنى من الإمكانيات سواء انترنت، أو جهاز «كمبيوتر» إنما فى بعض الجامعات الحكومية اضطرت لإرسال «سيديهات» للطلاب وهذا ليس عيبا فى الجامعة بل ميزة لأنها تسعى أن تصل للمتلقى بكل الطرق والذى يأتى العجز منه وليس من الجامعة.
<  ما أبرز مميزات المنهج الروسى؟
ـ كل مدرسة علمية فى العالم ولها خواصها وأنا كمهندس فى الأساس لا يمكننى الحديث إلا عن المدارس العلمية القريبة من الهندسة، وما رأيته طوال رحلتى أن المنهج الروسى مبنى على الجزء النظرى بشكل قوى جداً، وهو مشابه لما يقدمه الفرنسيون والألمان، أما فى أمريكا فيطغى الجزء التطبيقى فما يهمه أن تعمل الآلة، ومن واقع الدراسة النظرية وفهم الأمور نظريا بدقة ثم الانتقال لمرحلة التطبيق العملى أفضل.
< هل من الممكن أن تتحول الجامعات الخاصة بمصر لوجهة للسياحة التعليمية؟
ـ بالتأكيد على مستوى الجامعة نعمل على هذا ووقعنا اتفاقيات مع اثنتين من كبرى الجامعات بروسيا والتى بها تخصصات إنسانية، ونقدم برنامجا لطلابها خلال الصيف لمدة شهر يدرسون خلاله اللغة العربية بمقر الجامعة فى مصر وننظم لهم جولات للتعرف على الأماكن السياحية وآثار مصر وتاريخها، وخلال مدة تواجدهم يكونون قد تعاملوا وتفاعلوا مع المصريين والحقيقة أنهم يكونون أشبه بالقوى الناعمة لمصر فى الخارج، وبالنسبة لطلاب الجامعة نحاول أن ينفتحوا على ثقافات العالم الخارجى وخاصة روسيا ومن خلال أن يرى الطالب مجتمعا مختلفا وطريقة غير التى اعتادها ومقاييس للعمل والأخلاقيات مختلفة عن مصر وهو شىء يوسع إدراكه.
طلاب فاعلون
< كيف يتم تأهيل طلاب الجامعة إلى سوق العمل؟
ـ المجلس الأعلى للجامعات هو القادر على تحديد صورة رسمية لسوق العمل واحتياجاته، ونحن نتبع اللوائح المعتمدة من المجلس، ونحاول أن نجعل طلابنا مؤهلين جيداً لسوق العمل وخاصة إننا التزمنا بتقديم محتوى جيد وتقييمنا المستمر، بالإضافة إننا بدرجة كبيرة نحاول أن نجعل طلابنا لهم حرية القرار ليتخرجوا فاعلين فى المجتمع، فضلا أننا نحاول تحفيزهم فى المجالات التى يدرسونها، ولنا تجربة فى ذلك الأمر مع طلاب كلية الهندسة الذين يشاركون منذ عامهم الأول فى معارض للروبوتات وذلك بناء على طلبهم أن يعملوا ابتكارات بأيديهم وموافقتنا لهم، وهو ما تكلل نجاحه بعدما أعلنت أكاديمة البحث العلمى فى 2018 عن رالى السيارات الكهربائية.
وتقدم وقتها 15 مجموعة من 15 جامعة مختلفة، ونجح فريق الجامعة المصرية الروسية لعبور التصفيات والوصول للمراحل النهائية بعد تمكنهم من ابتكار سيارة وصلت لمرحلة السباق، وكانت الجامعة الوحيدة هى من تمثل الجامعات الخاصة، وفى العام التالى، كنا ضمن31 جامعة ونجحنا بفضل طلابنا فى الحصول على المركز الثانى على مستوى مصر.