«الطبق الفارغ» هل يحل أزمة الغذاء؟

نوال مصطفى
نوال مصطفى

طبقا لأحدث إحصائيات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» يهدر البشر فى العالم ثلث كمية الغذاء التى يتم إنتاجها كل عام. وقدرت الإحصائيات كمية هذا الهدر بما يساوى 1.3 مليار طن من الغذاء.
يحدث هذا فى ظل وجود مجاعات فى أكثر من دولة من دول العالم، ونقص شديد فى الغذاء فى دول أخرى. هذا التناقض الحاد بين تصرفات بشر لا يقدرون النعمة التى وهبهم الله إياها وبين احتياج بشر آخرين محرومين من الحد الأدنى من الغذاء يمكنهم من مواصلة الحياة دفع العديد من الدول إلى التفكير فى تلك المشكلة العالمية الخطيرة، ومحاولة الوصول إلى عدد من المبادرات والحلول للتعامل معها.
فى الصين مثلا أطلقت عدة جمعيات أهلية مبادرة «الطبق الفارغ» وأقنعت معظم المطاعم بتبنيها، وتتلخص الفكرة فى أن يقدم المطعم عددا أقل من الأطباق لزواره، ويدعوهم إلى مشاركة الطعام بعدد أطباق أقل بواحد من عدد الموجودين على المنضدة الواحدة. يعنى لو عددهم أربعة يقدم المطعم ثلاثة أطباق لأنه فى معظم الأحوال يتبقى من كل شخص كمية من الطعام فى طبقه يتم التخلص منها كفضلات.
كذلك اهتم الباحثون فى العالم بتلك القضية ومؤخرا قرأت تقريرًا جميلًا يتضمن حلولا عملية يمكن لأى إنسان أن يمارسها فى حياته؛ تفيده وتفيد الآخرين فى الوقت نفسه. تضمن التقرير ست نصائح يمكن لأى إنسان اتباعها للقيام بدوره الإنسانى تجاه غيره من البشر. فما هى تلك النصائح؟
النصيحة الأولى: تسوق بذكاء وواقعية، وأفضل طريقة لممارسة ذلك هى كتابة كل ما تحتاج إليه فى ورقة قبل الذهاب إلى السوبر ماركت أو البقالة، حاول ألا تبالغ فى الكميات حتى لا تفسد، فقط ما تحتاج إليه خلال أسبوع على الأكثر.
النصيحة الثانية : تجنب التخزين السيئ لأنه يؤدى إلى هدر الطعام، ادرس أفضل طرق الاحتفاظ بما أحضرته فى الثلاجة أو دواليب المطبخ.
النصيحة الثالثة: خطط لوجباتك اليومية لمدة أسبوع واشتر فقط ما يكفى لإعدادها، كذلك راقب الكميات ولا تسرف فى الطعام، بل حاول أن تلتزم بنظام صحى متوازن تستخدم فيه ما تم شراؤه دون أن تضطر إلى رمى ما فسد منه فى صندوق الزبالة.
النصيحة الرابعة: احفظ ما تبقى من طعامك بصورة صحيحة لو كنت تعد طعاما ليومين، حتى تأكله فى اليوم التالى بنفس الشهية التى كانت لديك فى اليوم الأول لطبخه.
النصيحة الخامسة : كن مبدعا فى مطبخك.. حاول استخدام ما لديك من أغذية فى صنع أطباق شهية لا يبقى منها شيء، وحتى لو تبقى قليلا منه سارع بإهدائه إلى شخص يحتاج هذا الطعام ولا يستطيع الحصول عليه.
النصيحة السادسة : تعرف على تاريخ الصلاحية لكل شيء تشتريه، وحاول أن تشترى المنتجات التى لا تزال تملك وقتا طويلا قبل انتهاء تاريخ صلاحياتها.
هناك بالطبع طرق لا حصر لها فى خفض الهدر فى طعامك إلى الحد الأدنى، لكن أهم شيء فى رأيى هو مراقبة تصرفاتنا فى التعامل مع هذه النعمة، وعدم التهاون فى التعامل معها بلا مبالاة. علينا جميعا أن نتشارك مع الفقراء والمحتاجين طعامنا، فهذه متعة وسعادة لا توصف. وعلينا أن نحمد الله كثيرًا على تلك النعمة فلا نبددها ولا نتركها تفسد فيكون مصيرها صناديق القمامة!.
هدر الطعام قضية أخلاقية وإنسانية قبل أن تكون اقتصادية، اجتماعية، بيئية. قد يتساءل القارئ: وما علاقة البيئة بالموضوع؟ العلاقة تنبع من انبعاث غاز الميثان من تعفن الأغذية وهو ما يساهم فى تغير مناخ العالم!.
ما رأيك؟ هل قررت أن تعدل سلوكياتك تجاه الطعام؟ وهل ستعمل بالنصائح الست؟.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي