أستاذ أورام يكشف أسباب ارتفاع معدلات الوفاة في مرضى سرطان الرئة

الدكتور ياسر صلاح الدين عبد القادر- مدير مركز السرطان في جامعة القاهرة
الدكتور ياسر صلاح الدين عبد القادر- مدير مركز السرطان في جامعة القاهرة

 

اختتمت فعاليات النسخة الثالثة عشرة من منتدى الأورام في أفريقيا والشرق الأوسط، بمشاركة أكثر من 250 أخصائي رعاية صحية من مختلف أنحاء المنطقة.

تناول المنتدى مجموعة من المواضيع الرئيسية والنقاشات المتعمقة في مجالات سرطان الثدي وسرطان الجهاز البولي التناسلي وسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة NSCL والتي تشكل نسبة تزيد على 40% من إجمالي الإصابات بالسرطان ضمن بعض المناطق الجغرافية في المنطقة، كما تطرّق المنتدى إلى الممارسات السريرية التي تتيح التدبير المثالي للمرضى المصابين بهذه الأمراض.



وفي كلمته خلال المنتدى، أعرب نائب الرئيس والمدير الطبي لشركة الدواء العالمية المنظمة للندوة في أفريقيا والشرق الأوسط د.ياسر الدرشابي، عن فخره بهذا اللقاء خلال فعاليات النسخة الثالثة عشرة من المنتدى، على الرغم من التحديات الكبيرة التي تفرضها جائحة كورونا، وبالاستفادة من التقنيات الرقمية المتطورة، أتاحت الندوات التفاعلية عبر الإنترنت مشاركة أحدث ما توصلت إليه الأبحاث، إلى جانب التحليلات والنقاشات المتميزة حول مستقبل طب الأورام، والتي من شأنها توفير خيارات علاجية أفضل للارتقاء بحياة المرضى.

وأضاف: "لا تقتصر ابتكارات شركتنا على العلاجات والاكتشافات العلمية الرائدة، بل تشمل أيضاً الطريقة التي نقدم هذه العلاجات للمرضى بهدف تلبية احتياجاتهم، وقد نجحت مبادرات تعزيز وصول الأدوية للمرضى التي أطلقناها في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط في إحداث فارق إيجابي ملموس لعدد كبير من مرضى الأورام وتحظى جهود الشراكة والدعم المقدم من الهيئات التنظيمية بدور رئيسي ومستمر في تعزيز وصول المرضى".

واختتم الدرباشي: "نعمل في إفريقيا والشرق الأوسط بوتيرة عالية لتقديم علاجات وأدوية مبتكرة بهدف تلبية احتياجات المرضى غير الملباة في جميع بلدان هذه المنطقة".

وفي هذا السياق، قال الأستاذ المتخصص بالأورام في مركز الأورام التابع للمدينة الطبية بجامعة الملك سعود في الرياض البروفيسور جان مارك نابولتز: "تمثّل مثل هذه المنتديات فرصة فريدة تجمع أفضل العقول في القطاع لمشاركة رؤاهم وآرائهم، فضلاً عن تعزيز الوعي والوصول إلى الأدوية والطرائق العلاجية المبتكرة".

وتابع: "نحن بحاجة إلى المزيد من المنصات والمنتديات بغية دعم المرضى في المنطقة خلال معركتهم مع السرطان، وخاصة سرطان الثدي والذي يُعد واحداً من أكثر الأمراض المسببة للوفيات، ويسجل معدلات انتشار عالية في المنطقة، وندرك من خبراتنا المتعمقة أن التشخيص المبكر يقود إلى زيادة معدلات الشفاء وتقليل تكاليف العلاج، ويزوّد المرضى وعائلاتهم بجودة حياة أفضل".

ومن جانبه، قال رئيس قسم أمراض الدم والأورام في كليّة الطبّ في جامعة القدّيس يوسف في العاصمة اللبنانية بيروت البروفيسور مروان غصن: "تُجسد التكنولوجيا عامل تمكين هام للغاية في مجالنا، ويسرني اللقاء خلال المنتدى مع مختلف هيئات القطاع الأوسع والاطلاع بصورة أعمق على المعارف العلمية والتحديثات القائمة على الأدلة التي قُدمت خلاله".

واستطرد: "يستند المشهد المستقبلي لمجال طب الأورام على تعزيز نتائج المرضى، ولا شك بأننا سنتمكن من الوصول إلى هذا الهدف عبر التعاون فيما بيننا.. وتنشأ أنواع سرطان الجهاز البولي التناسلي ضمن الجهاز التناسلي الذكري والأنثوي، بالإضافة إلى الغدد الكظرية التي تشكل جزءاً من الجهاز البولي التناسلي.. وفي حالة سرطان المثانة النقيلي على سبيل المثال، يعاني المرضى المسنون للأسف من أمراض مصاحبة أخرى تجعل اختيار العلاج محدوداً.. واليوم، يمكن للمرضى من خلال اعتماد مزيج من العلاجات المستهدفة تعزيز جهازهم المناعي والحصول على حياة أفضل".

وأكد البروفيسور مروان غصن، أن إدخال العلاج المناعي سيساعد في السيطرة على الخلايا السرطانية وتدميرها سواءاً تم استخدامه بمفرده أو بالاشتراك مع العلاجات الكيميائية التقليدية الأخرى أو العلاجات المستهدفة، مشيرا إلى تطلع العالم لهذه العلاجات بالكثير من الحماس لأنها تفتح آفاقاً جديدة وأملاً للمرضى.

وبدوره، قال مدير مركز الأورام التابع لكلية الطب بجامعة القاهرة في مصر د.ياسر صلاح الدين سعيد عبد القادر: "من الضروري للغاية مشاركة البيانات والابتكارات والطرق الفعلية المتبعة لمحاربة هذه الأمراض، ويتعين علينا الالتزام بالتعاون فيما بيننا كأعضاء من المجتمع الطبي الأوسع، بهدف ضمان الاستمرار في محاربة هذه الأمراض المميتة التي تصيب الملايين على امتداد المنطقة".

وشدد د.ياسر عبدالقادر، على أن العوامل المرتبطة بأسلوب الحياة، مثل التدخين، تبقى السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة، مؤكدا أن معدلات الوفيات في حالات سرطان الرئة تحقق نسب عالية، بسبب صعوبة كشفه في مراحله المبكرة، فقد يستغرق سنوات عديدة حتى ينمو، ولا يكون مترافقاً مع أي أعراض في بدايته.

ونوه د.ياسر عبدالقادر، إلى أن سرطان الرئة غالباً ما يكون قد بدأ الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم عند بدء ملاحظة الأعراض، ولكن لحسن الحظ، وبفضل وسائل التشخيص والفحص المتطورة، بالإضافة إلى توفر علاجات حديثة لمستقبل عامل نمو البشرة (EGFR+) وسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة (NSCLC)، أصبح هناك أمل جديد للمرضى، وتبقى حملات التوعية بمضار التدخين عاملاً حاسماً لتحقيق النجاح.