قصص وعبر| حكاية الندل.. وبنت الأصول

صورة موضوعية
صورة موضوعية

أصبحت حياتها خواء لا بهجة فيها، ترسل دموعها في صمت على خديها، تظهر خلفها نظرة حزينة منكسرة، تنتقل في خطواتها داخل محكمة الأسرة، متحاملة في مشيتها، وتقتلعها بين الخطوة، والخطوة، كمن أنهكه التعب، ونال منه الإعياء فخارت قواه.


وأمام أعضاء هيئة مكتب تسوية المنازعات، وبصوت متهدج، تسبقه دموع حسرة وندم قالت: لقد تزوجت منذ ٤ أعوام، بعد قصة حب، وأنجبت طفلة، ووقفت بجانب زوجي، ومساعدته في متطلبات الزواج، وبعد ذلك فوجئت بأنه شخص آخر، حيث أخذ يفرض سيطرته في كل كبيرة وصغيرة، وكأنه سي السيد، ويرفض حتى الحديث معي أو مناقشته في أي أمر، وبدأت المشاكل، بسبب تدخل عائلته بيننا، وشعرت بأنه يعاقبني بعد أن رفضت أن أضمنه للحصول على قرض من إحدى البنوك بضمان المحلات التي تمتلكها والدتي، والتي رفضت هذا الأمر، لكنني من شدة حبي له، وافقت وقمت بمساعدته، دون أن تعلم والدتي، بالفعل حصل على القرض.


ومرت الأيام واعتقدت بأنه سوف يغير معاملته لي، لكنه حول حياتي إلى جحيم، حيث امتنع عن دفع الأقساط، واستولى على الشقة، وأخبر أحد رجال الشئون القانونية بالبنك بأنه لم يقم بدفع أي أقساط، "وروحوا احبسوها".


مما اضطررت لدفع القسط، وانهمرت في بكاء شديد، قائلة: لقد وقعت الصدمة فوق رأسي كالصاعقة، عندما علمت بأنه، حصل على القرض، وتقدم لخطبة فتاة أخرى، لم يكحل النوم عيني، وهالني ما تردد على سمعي، وما إن واجهته بحقيقة خطبته من فتاة أخرى بأموال أمي، وبكل بجاحة لم ينكر الأمر، بل وتطاول علي بالضرب، وطردني من المنزل، وطلبت منه الانفصال في هدوء حتى لا تتأثر طفلتي بالمشاكل التي حلت بيني وبينه، لكنه رفض أيضا، قائلا: عندك محكمة الأسرة.


وأجهشت في بكاء مرير تطلب الخلع من هذا الزوج والذي وصفته بالندل، ونسي وقوفها بجانبه، ولم تتوان يوما في إسعاده، وندالته، وتتساءل هل يوجد ماهو أقبح من هذه الصفة، لأنه يريد الاستيلاء على شقتي، ليس ذلك فقط بل سيتزوج من قام بخطبتها على عفشي، ومنقولاتي، هل هناك جبروت بمثل ذلك الندل، لذا أطلب الخلع منه، لاستحالة العشرة معه.