حكايات| كنز «البيضة الروسية».. رحلة غامضة لأمريكا استغرقت 100 عام   

بيضة بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني
بيضة بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني

قارئ لمجلة تيليجراف، يطالع صفحاتها فتقع عيناه على عنوان «بيضة بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني قد تكون في منزلك؟»، لينتفض من كرسيه نحو إحدى غرف منزله ويفتح الخزانه، ليجد الكنز المخبئ بمنزله لسنوات دون أن يعرف.


القارئ المجهول، وجد هذه البيضة في سوق للأدوات المستعملة بالولايات المتحدة مقابل 13 دولارًا فقط، دون أن يعرف أنها في الحقيقة هدية صانع المجوهرات الروسي بيتر كارل فابرجيه إلى القيصر ألكسندر الثالث في عيد ميلاده، وعمرها يتخطى الـ100 عام، والآن بيعت بملايين الدولارات، وأصبحت أغلى ساعة على وجه الأرض.


بيتر كارل فابرجيه، هو صانع مجوهرات روسي، واشتهر بتصميم هذه البيضة التي سميت بـ«بيضة فابرجيه» مستخدما معادن نفيسة وأحجار كريمة.


السر على الإنترنت

سردت شبكة «بلومبرج»، أحداث القصة، إذ قام الشخص المجهول صاحب البيضة، بالبحث عبر الإنترنت، باستخدام كلمات البحث «فاشرون وكونستانتين» و«بيضة» باللغة الإنجليزية، ليجد أن يملك البيضة الذهبية المزينة بالأحجار الكريمة وبداخلها  ساعة «فاشرون»، وأنه أصبح صاحب ثروة طائلة.


وبحسب المتاح من المعلومات، فإن البيضة الكنز نُقلت في عام 1922 من المتحف الروسي الملحق بالكرملين الروسي حيث كانت إحدى المصادرات من القيصر بعد سقوطه، إلى مسؤول كبير،  ثم ظهرت في صور تعود لعام 1902 خاصة بمعرض للمجوهرات، لتختفي بعد ذلك أكثر من 40 عاما دون أي أخبار جديدة. 


معرض للصور

بعد 40 عاما اطلع على الصور خبيرا تحف متخصصين في تصميمات فابرجيه، خلال مزاد أقيم عام 1964 في صالة، وذهلا بالصورة، وتأكدا أنها بيضة فابرجيه المفقودة، وعلما أن تلك البيضة بيعت بقرابة 2500 دولار .


ولم يستطع الخبيران من معرفة كيف سافرت هذه البيضة الذهبية من روسيا (الاتحاد السوفييتي آنذاك) إلى الولايات المتحدة الأمريكية.


مالك البيضة المجهول، فور علمه بقيمة البيضة، اتصل بإحدى شركات الأنتيكات الأمريكية والتي لديها باع طويل مع منتجات فابرجيهن والتي قد عرف بها من مقال الصحيفه ذاته، والتي لم تفوت الفرصة واشترتها نيابةً عن عميل مجهول آخر.


سعر خيالي

الغريب أن سعر البيضة تخطى توقعات الصحيفة، إذ بيعت بـ 30 مليون دولار، لتصبح الساعة الأغلى في التاريخ، وقيل إن السعر النهائي قد يكون أعلى من ذلك لكي يتم إقناع مالكه المحظوظ بعدم عرضها للمزاد.

الشركة التي أفرجت عن معلومات الصفقة وقصتها، وهي شركة «وارتسكي»، لم تفصح عن اسم البائع أو الشاري، إذ أن مالكها صاحب الملايين الآن لم يرد أن يعرف أحد بالمبلغ الهائل الذي حصل عليه.