يوميات الأخبار

ربما أسئلة غير متوقعة!

مفيد فوزى
مفيد فوزى

مفيد فوزى

لم أكره عبدالناصر ولكنى كرهت نظامه المتسلط. وبكيت بمرارة لرحيل عبدالناصر لأنه غرس الكرامة فى تربة الشعب المصرى.

(١) ماذا لو ظن الناس أن وباء الكورونا قد أنهى مهمته الثقيلة فى مصر وغادر مصر ولا مبرر للماسك أو الغسيل لليدين بالكحول ولا داعى للتباعد البدنى؟
ـ فى ظنى أن الموت المشدد ينتظرهم.
(٢) ماذا لو مرمطنا اللغة العربية وأدخلنا اللغات الأجنبية فى حياتنا ويفط المحلات بلغة غير عربية؟
ـ على المدى الطويل نفقد هويتنا.
(٣) ماذا يعيش أكثر: صداقة بطعم الحب أم حب بطعم الصداقة؟
ـ الصداقة بطعم الحب رهان على الديمومة. أما الحب بطعم الصداقة فربما طالته أمراض الحب..
(٤) هل صحيح ما يقوله الحى الشعبى «بصلة المحب خروف»؟
ـ نعم صحيح، لأنه المحب والمبالغة مشروعة.
(٥) من يحكم العالم؟
ـ القرار الأمريكى الساكن فى الحارة الصهيونية ونواجهه بأشكال مختلفة وأسماء متنوعة.
(٦) هل الرجال يحبون الثناء مثل النساء؟
ـ وربما أكثر. عندما تمتدح امرأة ذكاء رجل أو ذوقه فى ملابسه أو قدرته على التمييز بين النفيس والخسيس فإنه ينتشى.
(٧) ماذا لو أحب رجل امرأة ما بعد صدمة عاطفية بفترة قصيرة؟
ـ سيواجه بهذا الهروب.. صدمة عاطفية ثانية.
(٨) هل ذهبت إلى طبيب نفسى؟
ـ الصديق الحقيقى طبيب نفسى بارع. فقط أفتح فمى وأبوح. والصديق يفتح مسام أذنيه ويصغى لى. وقديما قالوا «الصداقة بكاء بعيون الآخرين»!
(٩) من أردت أن تزورها فى محبسها؟
ـ أردت أن أزور الصديقة المهذبة سحر الهوارى ولا علاقة لى بنشاطها الكروى وأعلم أنها أول من كونت فريق كرة نسائى. لكنها صديقة.
(١٠) هل وراء موت سعاد حسنى جريمة؟
ـ لو أُلقيت من الدور ٧ فى عمارة لنزلت مهشمة لكنها عند الوفاة الأقرب كسبب لاستخدام مكثف لأقراص التهدئة. ربما كان سبب رحيل صلاح جاهين بنفس السبب. ولكن لا جريمة والله أعلم على عكس ما تردد شقيقتها المكلومة.
(١١) ما حب محمد عبدالوهاب الحقيقى؟
ـ أتصور بعد زواج ثلاث مرات فإن نهلة القدسى هى حب عبدالوهاب وقال لى مرة فى لحظة صفاء «أنا ونهلة اتخلقنا لبعض». وعندما عدت للبيت هاتفنى قائلا: «احذف العبارة اللى قلتها لك، ده جنس عنيد».
(١٢) هل ساعد سعاد حسنى الأمراء العرب أثناء محنتها فى الغربة؟
ـ لأول مرة أبوح باسم الأمير فيصل بن فهد الذى طلب أن أكون واسطة فى قبول تبرع الأمير دون الإشارة لاسمه مطلقاً. وقد اعتذرت له ورشحت نور الشريف وذهب نور فى طائرة خاصة إلى باريس حيث كانت تقيم سعاد فى فندق مغربى ورفضت الهدية وبكت أمام نور الشريف وقالت: رئيس وزراء مصر أوقف معونته لى، وكذلك المساعدة الصحية. وعاد نور الشريف إلى الرياض معتذراً للأمير.
(١٣) هل الزواج مؤسسة اجتماعية فاشلة؟
ـ يعتمد الأمر على أعضاء المؤسسة. فربما فشل من الشهر الأول وربما تلازم طول العمر. الأمر تتحمله المرأة أكثر.
(١٤) ما العنوان الذى رفضه وزير العدل فى زمن عبدالناصر وأنت تأخذ موافقته عليه؟
ـ الرحمة فوق القانون.
(١٥) ما القوة لديك؟
ـ القوة هى الاستغناء وشكراً لأشواك العمر فقد علمتنى الصلابة أكثر.
(١٦) هل للعمالقة صغائر؟
ـ نعم، حب الخادمات والفتيات الصغيرات غير المجربات. وامنع نفسى عن الخوض فى السيرة الذاتية احتراماً لأى ضعف إنسانى يوصف بأنه صغائر.
(١٧) ما أشهر صراعات مطربى جيلك؟
ـ كان هناك «صراع مكتوم» بين عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وكان هناك «صراع علنى» بين أم كلثوم وعبدالحليم وكان هناك «صراع بالتلاسن» بين عبدالحليم ومحرم فؤاد وعبدالحليم وفريد الأطرش.
(١٨) ما المثل العامى الذى بهرتك عبقريته؟
ـ سمعته من د. حسام بدراوى ورددته جدته
«الواطى لو كشفته.. يبجح..
«ولو واجهته.. يأبَّح..
«ولو بعدت عنه.. يلقح..
«ويشوف عدوك فين ويقعد معاه.
(١٩) لمن الغلبة بعد كورونا ـ لعالم أم فيلسوف؟
ـ للفيلسوف لكى يضىء معرفتنا بذاتنا وماذا طرأ عليها فى حين رسب العالم فى الاختبار.
(٢٠) ظاهرة صحيحة ترصدها وتريد أن تبوح بها؟
ـ ظاهرة «هدر» للمياه العذبة، مياه الشرب وسوء استخدامها، ولازالت قضية سد النهضة سداً أمام حلول عادلة لا توافق هوى إثيوبيا.
(٢١) أجمل عبارة تحفظها لم يطلها النسيان؟
ـ قال لى مرة نزار قبانى: «يا مفيد أنت نقلت الجرس الموسيقى إلى نثرك».
(٢٢) أيهما أهم «الصورة» أم «البرواز»؟
ـ لحسن حظنا والسيناريوهات الإلهية فإن القيادة السياسية لا تهتم بالبرواز ولو كان مذهباً وتهمها الصورة ولو كانت مجرد ظلال قاتمة.
(٢٣) هل تستطيع ككاتب أن ترضى كل الناس؟
ـ تعلمت منذ بداية علاقتى بالحرف أن إرضاء كل الناس رهان على مستحيل، فكل شىء نسبى.
(٢٣) ما هى حادثة تهور لا تبارح ذاكرتك؟
ـ كنت طالبا بكلية الآداب قادماً من بنى سويف وفى محاضرة للدكتور رشاد رشدى أمسكت بشعر زميلة تجلس أمامى لأنى لم أصادف هذه السلاسل الذهبية من قبل ولولا زميلى «محمد حقى» الذى حذرنى وهو ملحقنا الإعلامى فى أمريكا فيما بعد. لتعرضت إلى فاصل توبيخ من د. رشدى قد لا أحتمله.
(٢٥) وزراء إعلام تعاملت معهم فى جيلك؟
ـ عبدالقادر حاتم: المكافأة على الإبداع.. د. جمال العطيفى: قابل للمناقشة. كمال أبوالمجد: قيمة التفاهم. صفوت الشريف: علامة ومنظومة متكاملة. أنس الفقى: التشجيع مذهبه.
(٢٦) ما المثل العامى الذى تتعامل معه بأريحية؟
ـ المثل هو «صاحبك على عيبه» لا يوجد أحد على كتالوج خاص. وهو مثل مريح للغاية.
(٢٧) من كان أكثر دفئا فى رحلتك والدك أم والدتك؟
ـ أمى كانت «المخ» وأبى كان «العضلات». عرفت العقاب من كف أبى، لكنه علمنى الصلابة وعرفت الكف التى تربت على ظهرى بحنان من أمى.
(٢٨) هل كرهت عبدالناصر لأنك فصلت فى زمنه؟
لم أكره عبدالناصر ولكنى كرهت نظامه المتسلط. وبكيت بمرارة لرحيل عبدالناصر لأنه غرس الكرامة فى تربة الشعب المصرى.
(٢٩) لماذا أحببت المشير طنطاوى وتعلق صورته فى بيتك؟
ـ لأنه يقدرنى كمحاور كل التقدير وهو صاحب الحوار الوحيد فقط طيلة حياته العسكرية. وأعتز بأدواره فى اللحظات الصعبة.
(٣٠) هل أنت إنسان سعيد؟
ـ أنا إنسان سعيد، أشقى بعقلى. أتعذب من ذاكرتى. أقفز كعصفور لكلمة حلوة وأهزم اليأس وأقاوم الإحباط. أتكئ على إيمانى، وأكتشف أن السعادة هى تعاسة أقل.
(٣١) اسمع! ما قيمة جيلك؟
ـ أنا من الجيل الذى من يشغل منصبا ذا أهمية «ملو هدومه» ويستحقه عن جدارة. أنا من الجيل الذى استمتع بكرة صالح سليم وفاروق جعفر وتعليق محمد لطيف. أنا من الجيل الذى لم يعرف أن رمضان صبحى غادر الأهلى، فحاصرتنا الزلازل والبراكين وتغير المناخ.
(٣٢) الجامعة العربية؟
ـ الطريق إلى بيتى فى المهندسين يمر بشارع جامعة الدول العربية.