وزارة السياحة والآثار تقرر ترميم قصر السلطانة ملك.. تعرف على قصته

قصر السلطانة ملك
قصر السلطانة ملك

قررت وزارة السياحة والآثار، مؤخرًا وبعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، ترميم وإعادة توظيف قصر (السلطانة ملك) بحي مصر الجديدة.

وفى ضوء ذلك كانت دراسة الباحث الآثارى الدكتور حسين دقيل، الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية عن السلطانة ملك، ولماذا يشتهر القصر باسم (قصر السلطان حسين كامل)؟.

ويشير الدكتور حسين دقيل، إلى أن قصر السلطانة ملك يقع في مواجهة (قصر البارون) بحي مصر الجديدة وقد تم إنشاؤه في عهد الأمير (حسين كامل) قبل أن يصبح سلطانًا على مصر فقد كانت السيدة (ملك حسن طوران) ذات الأصول الشركسية هي الزوجة الثانية للأمير حسين حيث تزوجها عام 1887 في إسطنبول قبل أن يتولى السلطنة خلال الفترة ما بين 1914 – 1917 فيصبحا معا (سلطان وسلطانة) .

وأضاف الدكتور حسين دقيل، بأن السلطان حسين هو نجل الخديوي إسماعيل وكان قد تولى عدة مناصب قبل توليه حكم مصر، منها منصب وزير الأشغال، ووزير المالية، ثم قام الإنجليز بتنصيبه سلطانًا على مصر في 19 ديسمبر عام 1914 وحتى وفاته في 9 أكتوبر عام 1917، خلفًا لابن شقيقه الخديوي عباس حلمي الثاني بعد أن خلعه الإنجليز عن حكم مصر.

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، الضوء على هذه الدراسة، موضحًا أن قصة بناء القصر تعود إلى أن الأمير حسين والأميرة ملك كانا يحضران معرضًا للتصميمات المعمارية في باريس فأعجبهما طراز للمهندس الفرنسي الشهير (ألكسندر مارسيل) وكان الأمير على علاقة طيبة بالمليونير البلجيكي (إدوارد جوزيف إمبان) الذي أنشأ مدينة مصر الجديدة فطلبا هما الاثنان من المهندس الفرنسي بناء قصرين بالمدينة الجديدة فبنى للمليونير البلجيكي (قصر البارون) وبني للأمير حسين قصر (السلطانة ملك).

ويتابع بأن القصر ظل سكنًا للأميرة ملك وبناتها الأميرات الثلاث، بديعة وقدرية وسميحة، منذ عام 1909 وحتى العام 1914 وعندما تولى الأمير حسين حكم مصر انتقلوا معه إلى سراي عابدين وعقب وفاة السلطان حسين عام 1917 عادت إليه مع ابنتها الأميرة (سميحة حسين)، وكانت تتمتع السلطانة ملك بنفوذ كبير حتى في عهدي الملك فؤاد والملك فاروق.

وينوه الدكتور ريحان، من خلال الدراسة إلى أنه في عام 1956 بعد وفاة السلطانة ملك، آلت ملكية القصر للدولة وذهبت الأميرة سميحة إلى قصر آخر بالزمالك وتم بيع محتويات قصر السلطانة ملك من تحف في مزاد علني ثم أصبح مدرسة للثانوية بنات وفي عام 2000 تم تسجيل القصر كأثر بقرار مجلس الوزراء رقم 1621.

ويتميز القصر بجمعه ما بين طرز معمارية عدة، فهو مزيج من طرز العمارة الإسلامية والباروكية، وهو ما يظهر في التكوين الخارجي لبُرج القصر المشابه لتكوين المئذنة، ويظهر كذلك من خلال القبة الباروكية التي تتوسط سقف بهوه الرئيسي، كما يتضح هذا المزج أيضا في تصميمات الغرف الداخلية للقصر وممراته.