هل تكتب المنصات نهاية السينمات؟

محمد قناوي- بوابة اخبار اليوم
محمد قناوي- بوابة اخبار اليوم

لاشك أن السينما قبل جائحة كورونا تختلف تماما عن السينما ما بعدها؛ فقد أغلقت بسببها صالات السينما، وتأجل تصوير الأفلام، والجمهور يبحث عن البديل ووجده من خلال المنصات الرقمية أو غيرها؛ ولا يعرف كم سيبقى هذا البديل؛ وهل سيعود الجمهور لدور العرض السينمائى مرة أخرى وبنفس الكثافة التى كانت قبل هذه الجائحة أم أن هاجس هذا الوباء سيطارده ويدفعه للابتعاد عن السينمات لينجو بنفسه من خطر الإصابة به؟ وهل يبحث صناع السينما عن وسائل أخرى وطرق انتاج جديدة؟ وهل تكتب المنصات نهاية السينمات؟ ويستغنى المشاهد عن الذهاب للسينما ويكتفى بالمنصات الالكترونية ؟ تساؤلات مطروحه بقوة فى السوق السينمائى ليس مصريا فقط بل عالميا؛ ولا أحد يملك الاجابة عليها فى الوقت الحالي؛ ولكن الشيء الوحيد الواضح أن الجمهور أصبح يبحث عن حالة الأمان ولن يغامر بالدخول لدور العرض السينمائى اذا استمر هذا الوباء طويلا. وقد شهدت منطقتنا العربية عرض فيلمين على إحدى المنصات الرقمية"شاهد"vip هما:"صاحب المقام" و"الحارث" والأخير بدأ عرضه أمس فقط وهذان الفيلمان صنعا خصيصا للعرض السينمائى؛ لا الرقمى فى محاولة من صناعهما لتلافى الخسائر التى يمكن أن تحدث لهما اذا استمر وجودهما فى العلب وفى الوقت نفسه طرح فيلم واحد فى موسم عيد الاضحى فى دور العرض السينمائى وهو"الغسالة" لم يحقق ايرادات تذكر بسبب تطبيق نسبة 25 % من طاقة مقاعد السينمات بسبب الفيروس؛ وهذه الأفلام الثلاثة من نوعية الأفلام قليلة التكلفة ويمكن أن يغطى قيمة بيعها للمنصات الرقمية ميزانية انتاجهم؛ ولكن الافلام ذات الميزانيات الكبيرة ماذا تفعل؟ فلا يمكن للمنصات ان تشتريها بقيمة تساوى ميزانية انتاجها؛ ولا دور العرض يمكن أن تغطى تكاليف انتاجها من خلال شباك التذاكر.. لذلك فهى تواجه أزمة حقيقية؛ ولكن إذا نظرنا إلى خريطة انتاج الأفلام الجديدة والتى تم اعتمادها ما بعد جائحة كورونا نجد انها تنتمى لنوعية الافلام التى يمكن بيعها للمنصات الرقمية لدرجة أن أحد المنتجين الكبار أعلن عن إنتاج 10 أفلام جديدة خلال الفترة القادمة ميزانيتها محدودة ؛ وهو ما يشير الى إمكانية بيعها للمنصات لتعرض عليها بدلا من دور العرض؛ واعتقد ان هذه هى الخطوة القاتلة فى كتابة نهاية دور العرض السينمائى.