نقطة فوق حرف ساخن

عمرو الخياط يكتب| «رابعة» صنم الخرافة الإخوانية

عمرو الخياط
عمرو الخياط

«رابعة» شعار الإخوان الإرهابيين.. يستخدمونه كمدلول رمزى بلونه الأصفر.. وهو الذى يعبر عن المكنون النفسى لهذه الجماعة الإرهابية.. يعبر عن مدلولات بعينها وهى تعبير حقيقى عما بداخل أعضاء هذه الجماعة.. من الاضطهاد.. وغل.. وجبن.. وبالرغم من ذلك فقد وصل هذا الشعار الآثم إلى مكانة شبه مقدسة فى أدبيات الجماعة الإرهابية حتى صار ملصقاً رسمياً لهم فى جميع تعاملاتهم حتى وصل الأمر إلى أن سميت قناة تليفزيونية بذات الشعار.

هنا يمكن أن نتوقف عند وثنية هذه  الجماعة.. وقدرتها على الكذب والتدليس وإلغاء العقل لأعضائها.. دون أى سند أو منهج وقدرتهم الزائفة على بناء الوهم على غير الحقيقة.. حتى صار الشعار طقس جميع أعضاء الجماعة يستخدمونه ليدللوا على مدى انتمائهم للتنظيم وتسطير مشهد إعلامى مزيف بعد أن قدس أعضاؤه الفكرة والرمز كهوس تنظيمى ليكشف عن حالة من الانسحاق العقلى الكامل لأعضاء التنظيم الإرهابى واستسلامهم لحالة من الانعزال والتبعية وعدم قدرتهم على التفكير الفردى.


الجماعة الإرهابية بعد حالة الانكشاف السياسى التى وصلت إليها بعد أن تمكنت فى غفلة من الزمن وفى ظل حالة حراك ثورية اجتاحت البلاد وفوضى عارمة شاركوا فيها بقصد الوصول إلى الحكم حتى ولو على حساب جثث المصريين ومصر بالكامل.. وهو ما جعلهم يستندون إلى شرعية الدماء من أجل الانتقام بعد كشف حقيقتهم.. وخلقوا لتحقيق هذه الشرعية أساطير وخرافات كثيرة.. لتزييف التاريخ ليتناسق مع طريقتهم فى التفكير منذ أن تأسست الجماعة أيام البنا مرورا بسيد قطب والأحداث التى مروا بها فى تاريخهم.


واعتقدت  الجماعة الإرهابية بفعلهم   الدموى فى رابعة.. أنها ستكتب فى أدبياتها فصلاً جديداً فى تاريخها تهدف منه إلى ما يمكن أن تسميه ملحمة أسطورية على غير الحقيقة من أجل السيطرة على عقول الأجيال القادمة.. فى ملحمة خداعية جديدة من ملاحم الخداع الذى استمرت فيه الجماعة منذ تأسيسها وحتى الآن.. للسيطرة على كل من ينضم إليها بالتضليل والكذب والأهم تأكيد فكرة الانسياق التام لكل من ينتمى إليها وإلغاء عقله وتفكيره ليصبح العضو فيهم متلقياً دائماً ومنفذاً طوال الوقت لما يملى عليه من قياداته حتى ولو كان على حساب حياته.


تلك هى الحقيقة الثابتة التى يجب أن ندركها جميعا.. فإن الجماعة الإرهابية التى لا تعترف بالوطن ولا بالحدود.. تستخدم أرواح أعضائها كأداة قتل وترويع من أدوات التنظيم.. لتصبح جماعة غير إسلامية نشأت من أجل تشويه الإسلام الذى حرم قتل النفس، ودعا إلى المحبة والسلام فأتوا هم ليلصقوا بالإسلام الإرهاب والقتل وحولت أعضاءها إلى وثنيين يسعون إلى دماء أبناء مصر من الجيش والشرطة ليقدموها قربانا لقيادتهم دون أن يكون لهم ثابت أخلاقى أو إنسانى أو عقائدى.


هناك فى ميدان رابعة سابقاً.. ميدان المستشار هشام بركات حالياً.. سيطرت على الجماعة بعد أن استشعروا انتهاءهم وثورة المصريين عليهم.. حالة من التكفير والانتقام.. تكفير.. الشعب المصرى الذى هدم فكرتهم وحمى الدولة المصرية وانتقام ممن ثار عليهم.. وأدى إلى تدمير الجماعة ووأد تنظيمهم. هناك فى الاعتصام الشهير نشأت الجماعات الإرهابية التى قامت فيما بعد بالأعمال الإرهابية ضد الوطن.. والتى لم تفرق بين أى من أطياف المجتمع.. نشأت بيت المقدس.. ومنها تفرعت تنظيمات كثيرة وقاموا بعمليات إرهابية مروعة ضد المصريين.. من بينها محاولة اغتيال وزير الداخلية وتفجيرات متعددة شملت مديريات الأمن ودور عبادة.. ومن قلب الاعتصام أيضاً تشكل تنظيم «أجناد مصر».. الذى قاده همام عطية.. وهم من قاموا باغتيالات كثيرة لضباط من الشرطة وجميع أعضائه كانوا مشاركين فى الاعتصام وتلقوا تعليماتهم داخله.. وبعد أن تم فضه قاموا بأفعالهم المتفق عليها من قبل.


ومن قلب الاعتصام ظهر علاء السماحى الذى كوّن هو الآخر تنظيم ما يطلق عليه «حركة حسم» والتى تولت هى الأخرى عمليات تورطت فيها فى اغتيال المصريين من شرطة وقضاة، وهرب قائد التنظيم وترك أعضاءه يواجهون مصيرهم المحتوم بعد القبض عليهم.. وهو أيضا ما فعله يحيى موسى الذى كون تنظيم «لواء الثورة» الذى اغتال النائب العام السابق «هشام بركات».. وهرب هو الآخر إلى الخارج ليترك أعضاء تنظيمه يواجهون الإعدام ولعنات الشعب المصرى وهو يستمتع بحياة رغدة فى الخارج ويصدر أوامر الاغتيالات والقتل وهو ممدد على وسائد الحرير خارج مصر.


هنا.. يجب أن نعلم عن يقين أن الإخوان الإرهابية هى الأصل فى جميع التنظيمات الإرهابية الأخرى التى قامت بكافة أنواع الأعمال الإرهابية وأنهم لن يكونوا فى يوم من الأيام كياناً شرعياً بالرغم من أنهم وصلوا فى غفلة من الزمن إلى الحكم؛ ولكنهم عاشوا وسيظلون كياناً غير شرعى يهوى ويعيش فى الخفاء، يديرون القتل ويسفكون الدماء بروح باردة مستبيحين ما يقومون به لتحقيق غايتهم دون أن تطرف لهم عين، أو يطالهم الندم على ما فعلوه.. مصدرين للعالم أنهم مضطهدون ومظلومون وهم الظالمون والقتلة.