حبوا بعض

النظافة من الإيمان

أمنية طلعت
أمنية طلعت

تحتاج نسبة ليست بالقليلة من المصريين إلى الوقوف مع أنفسهم قليلاً، حيث اعتاد أغلبنا انتقاد الآخرين دون أن يسأل نفسه سؤالاً واحداً، هل أنا كامل؟
الكمال لله وحده، ولكن نحتاج على الأقل أن نتمتع بأبسط القواعد الإيمانية التى نرددها بألسنتنا طوال الوقت دون فعل، فمنذ وعيت على الحياة وأنا أقرأ (النظافة من الإيمان) على كل الأسوار المدرسية، ولكنى لم أجدها على الأرض، فنحن الشعب الذى يلقى بالقمامة بجوار الصندوق المخصص لذلك، ونحن الشعب الذى يفاخر بأنه ينظر الله فى البر والبحر فيلوث ما يرى الله فيه! ونحن الشعب الذى يسب حكومته ليل نهار لأنها لا تنظف الشوارع، فما إن نظفتها حتى لوثها ليعود ويلقى باللوم على الحكومة!
لا أنسى يوما كنت أجاور أحد الزملاء سيارته، حيث تكرم بإيصالى إلى منزلى بعد يوم عمل شاق، وتوقف فى الطريق محضراً بعض الشطائر لنسد بها جوعنا، وبعد أن أنهينا التهام الطعام وضعت الحقيبة البلاستيكية التى تضم المخلفات على أرضية السيارة، فانحنى ليلتقطها بصعوبة رغم خطورة ذلك أثناء القيادة ثم ألقى بها من النافذة!صعقنى أداؤه فصرخت: ماذا فعلت؟ فأجاب: لا أحب سيارتى متسخة! فتعجبت لأنه ينظف سيارته لكنه لا يمانع من قيادتها وركنها فى شارع متسخ!