بدون تردد

المشاركة واجبة «٢»

محمد بركات
محمد بركات

قد يتصور البعض أن مجلس الشيوخ، الذى تجرى الآن الاجراءات والخطوات اللازمة لقيامه، تنفيذا للاستحقاق الدستورى بعودة البرلمان لنظام الغرفتين، واحدة للنواب والأخرى للشيوخ،، هو اضافة غير ضرورية ولا هامة بالنسبة للمؤسسة أو السلطة التشريعية.
ذلك تصور يجانبه الصواب طبقا لما هو قائم على أرض الواقع، وما هو معمول به فى الكثير من  دول العالم، فى قاراته المختلفة سواء فى أوروبا وآسيا وأفريقيا وصولا الى الولايات المتحدة الامريكية وأمريكا اللاتينية.
كما انه ايضا ليس بدعة أو فعلا جديدا على الساحة السياسية المصرية أو نبتا مستحدثا على الساحة البرلمانية،..، بل هو على العكس من ذلك تماما، له جذور ضاربة فى التربة السياسية المصرية مع بدايات وجود الدولة الحديثة وتولى محمد على مقاليد السلطة وما تلا ذلك من تطور فى عهد اسماعيل، وصولا الى النص عليه فى الدستور ليصبح مجلس الشيوخ من المعالم الاساسية على الساحة البرلمانية فى الدولة المصرية.
ولا مبالغة فى القول بوجود حالة من الاجماع شبه التام بين الخبراء والمتخصصين على أهمية وضرورة وجود مجلس الشيوخ بجوار مجلس النواب باعتبارهما ركنين اساسيين للسلطة التشريعية يكملان بعضهما، وهو ما يؤدى الى اثراء للحياة السياسية الديمقراطية.
ويرى هؤلاء وأنا معهم ان مجلس الشيوخ هو مستودع  وبيت الخبرة  والحكمة، والدراسات المتأنية لكافة القضايا والقوانين والتشريعات قبل واثناء عرضها على مجلس النواب وهذا يمثل اضافة جيدة ولازمة بل وضرورية للسلطة التشريعية.
 من أجل ذلك تصبح المشاركة واجبة من عموم المواطنين فى انتخابات مجلس الشيوخ الجارية حاليا. حتى يكون مجلس الشيوخ معبرا عن ارادة المواطنين، ومحققا للطموحات فى مؤسسة تشريعية قوية تليق بمصر والمصريين.