قضية ورأى

رصيد مصر

حسام العادلى
حسام العادلى

حسام العادلى

تبدأ خيوط الهيمنة على الشرق الأوسط الجديد فى الولايات المتحدة الأمريكية، وفِى سبيل ذلك تتخذ شكل حرب بالوكالة فى المناطق النفطية، أعفت منها اسرائيل وكلّفت بها تركيا لقدرتها على التلويح بالمشروع العثمانى كغطاء -عقائدى شرق أوسطى ملفّق- يلقى رواجًا بين الأصوليين وأتباعهم البسطاء، فبدأت تحركات للجيش التركى وحليفه تنظيم داعش فى سوريا والعراق وليبيا، مقابل السماح للخزانة التركية الخاوية بامتصاص شيء من رحيق الثروة المغتصَبة، وفى حرب الوكالة تلك تقوم شبه الدولة القطرية بدور الممول مقابل تحقيق أهدافها الانتقامية التاريخية من دول الخليج الكبرى، بينما تظهر الدولة المصرية بوصفها العقبة الوحيدة التى تمنع إحكام السيطرة على الرقعة النفطية الكبرى فى العالم بشكل كامل، باعتبارها القوة العسكرية والسياسية الكبرى المتماسكة فى الشرق الأوسط وفِى البحر المتوسط؛ ليس من الغريب - بمنطق الضغط الاستراتيجى على الدولة المصرية - أن تواجه تهديدات مباشرة تمس أمنها القومى من الجهات الحدودية الأربع فى نفس التوقيت. تتكفل الدولة المصرية القوية بحماية حدودها عسكريًا وكذلك امتدادات الأمن القومى المتجاوز لحدودها، ولكن الجبهة الوطنية الداخليّة -رصيد مصر- تبقى مهددة؛ بعدما اتخذ الإخوان الهاربون والتكفيريون من تركيا وقطر منصات إعلامية تهاجم اليقين العام فى مصر وتحرض الشعب على القيادة الوطنية، تنجح هذه العناصر من الخونة والعملاء المأجورين فى التسلل إلى جحافل الجماهير البسيطة عن طريق تقديم نفسها للجمهور بوصفهم معارضين وطنيين حريصين على مصلحة الوطن. بخلاف أن كل المواقع الإخبارية المصرية التى يتابعها ملايين المواطنين مخترقة بآلاف من الحسابات المزيفة، تهاجم كل ما تقدمه مؤسسات الدولة من أنباء، تسفِّه كل إنجاز وتُشَكك فى صدق جميع البيانات الرسميّة، ليصير المواطن حسن النية إما فى حالة نكران وجحد كامل لدور الدولة بما يتواتر على سمعه وبصره أو ينضم إلى صف المتشككين والمحبطين. يجب أن تواجه الدولة هذه الاعتداءات السافرة على وعى المواطنين وتقتلع رءوس الفتنة ببالغ الحزم والسرعة بما يتناسب مع خطورتها. الجبهة الداخلية الواعية هى القوة الحقيقية للدولة الوطنيّة، ولا يفترق أهمية تأمينها عن حماية الحدود الخارجية للوطن.