شد وجذب

اعمل حسابك على نص مليون جنيه

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

ده كلام بجد مش كذبة ابريل.. لو كان عندك حد ربنا كرمه فى الثانوية العامة وجاب فوق التسعين بدرجتين او ثلاثة مثلا مش هيلاقى جامعة حكومية تقبله فى كليات القمة.. يعنى لا طب ولا اسنان ولا صيدلة وكدا يبقى كل التعب اللى تعبه والمصاريف اللى اتصرفت فى السناتر أو المراجعات ضاعت فى الأرض.. الموضوع باختصار اللى جاب ٨٠ هيتساوى مع اللى جاب ٩٠ يعنى الاتنين ممكن يتجمعوا فى سكشن واحد بكلية التجارة مثلا أو الاداب.. انما اللى عاوز ابنه أو بنته يبقوا مهندسين أو دكاتره يجهز على الأقل نص مليون جنيه وأكتر علشان يقدر يدفع مصاريف الجامعات الخاصة على مدار فترة التعليم الجامعى.. ده مش كده وبس ده كمان محتاج واسطه علشان يلاقى مكان لان الاقبال على الكليات الخاصة يفوق الخيال.. الموضوع بقى أحلى بيزنس فى الدنيا.. طيب الجامعات الحكومية عامله نظام اسمه كريدت وبفلوس معقولة.. طب هيحصل ايه يعنى لو تم تطوير الانظمة وبقى فى نظام تانى جديد ياخذ بنفس مصاريف ومتطلبات الجامعات الخاصة وتكون المصاريف أقل شويتين من الخاص.. ممكن الدولة والطالب يستفيدوا ونرحم الناس شويه من الجشع والاستغلال.. يعنى لو تلميذ فى كى جى وان داخل مدرسة انترناشونال يتكلف على اهله فوق المليون ونص جنيه لحد مرحلة التخرج من الجامعة.. احنا ممكن نكون مستهترين بالكلام بس الحقيقة التكلفة عالية جدا.. ومع الاسف ممكن تكون مجبر على اللجوء للجامعات الخاصة لان ابنك مش هيدخل الكلية اللى كان نفسه فيها على نص درجة.. وممكن كمان يكون عندك اتنين أو ثلاثة فى المرحلة الجامعية فتكتشف انك محتاج على الأقل تدفع ٣٠٠ ألف جنيه مصاريف جامعة فقط فى السنة الواحده ده طبعا بخلاف الباص والأنشطة الأخرى.. أنا عارف ان الموضوع اختيارى مش اجبارى بس أصعب حاجة انك تبقى بتجبر على اختيار الموضوع الاختيارى.. هناك أفكار وحلول أخرى يجب ان تقدمها الحكومة للمواطنيين وإلا تقتصر العملية التعليمية على الجامعات الحكومية والجامعات الخاصة فقط.. اعتقد ان متطلبات سوق العمل خلال الفترة القادمة تتطلب نوعيات جديدة من الكليات فى مجالات مختلفة وقد تكون الفرصة مناسبة لنظام جديد من التعليم فى الجامعات الحكومية وتكون بمصاريف معقولة تستطيع ان تتحملها الطبقة المتوسطة والتى تعانى من أزمة مصاريف التعليم منذ التحاق الأطفال بالمدارس.. لا استطيع ان أناشد أصحاب الجامعات الخاصة باعادة النظر فى مصاريف الكليات الخاصة لانها أصبحت عرض وطلب وحجم الاقبال على الجامعات الخاصة يسمح لاصحابها بفرض اى رقم كمصاريف وبطبيعة الحال يجبر ولى الامر على تدبير المبلغ لانه يحلم بان يرى ابنه مهندس او طبيب.. لو اطال الله فى العمر اعتقد اننى سأكتب نفس الكلام العام القادم لان المشكلة ستكون مستمرة ولكن الشئ الوحيد الذى سيتغير هو رقم النصف مليون وقد يصل مثلا إلى ٦٠٠ ألف.. كان الله فى عون أولياء الأمور المطحونين لتدبير المصاريف.. ومزيدا من المكاسب لاصحاب الجامعات الخاصة.. وتحيا مصر.