فى الصميم

.. أن يبقى لبنان!

جلال عارف
جلال عارف

قبل يوم واحد من الكارثة استقال وزير خارجية لبنان السابق «نصيف متى» محذراً من وقوع الدولة فى بئر الفشل العميقة. بالأمس استقالت وزيرة الاعلام «ندى عبدالصمد» معتذرة للشعب اللبنانى عن العجز الحكومى فى مواجهة الفشل وفى تحقيق التغيير المطلوب.
بين الاستقالتين كان الدمار يضرب بيروت، وكان كل شئ يؤكد على الحقيقة التى مازالت الطبقة السياسية فى لبنان تتهرب من مواجهتها..وهى أن عهداً بكامله قد سقط بكل ما يمثله من طائفية وفساد وانهيار شامل، وأن عهداً جديداً لابد أن يولد لكى ينقذ لبنان قبل فوات الأوان.
رئيس الحكومة أعلن من جانبه أنه سيقدم اليوم مشروع قانون لانتخابات مبكرة، وأنه مستعد للبقاء فى موقعه شهرين لإتمام ذلك!!.. قد يكون لدى الرجل مشروع قانون يفتح الباب لتمثيل أفضل فى البرلمان، وقد يكون الأمر تمهيداً للرحيل الذى لا مفر منه فى النهاية.. لكن الأوضاع تبدو أكبر من أن تتعامل معها هذه الحكومة، والتغيير المطلوب لا يمكن أن تقوم به حكومة لا تملك ثقة الشارع، ولا يتعامل معها أحد على أنها صاحبة قرار.
 وعبور حواجز الطائفية والفساد لا يمكن أن تتم فى ظل هيمنة  «ملوك الطوائف» وقراصنة الفساد الذين يتصورون أن بإمكانهم أن يعبروا «المأزق» هذه المرة كما حدث مرات عديدة، وأن يظلوا قابضين على  السلطة التى حولت بيروت الى شاهد للخراب والدمار الذى صنعوه!!
الموضوع صعب، ولن يتم تجاوزه بيأس البعض أو استقوائهم بعودة احتلال فرنسى أو استقدام احتلال جديد، وإنما بالإمساك بشعلة الأمل التى أوقدها شباب لبنان فى انتفاضتهم قبل شهور والتى تستعيد زخمها الآن، وفى إدراك «الطبقة السياسية» أن دائرة الفشل قد اكتملت ولا مفر من التغيير، وفى استعادة ما أضاعته الأيام السوداء من حكمة الآباء المؤسسين لاستقلال لبنان الذين وضعوا التنوع الطائفى جسراً نحو بناء الدولة المدنية وليس عائقاً أمامها أو وسيلة لهدمها.. حفظ الله لبنان.