طريق النور

البرنس

محمد ابوذكري
محمد ابوذكري

لم أكن أنظر إلى عادل أدهم، والذى كان ميلاده فى الاسكندرية، حاملا فى قلبه حلما واضح المعالم، صادق الرؤية، واثق من تحقيقه، وخلال سنوات ليست بالقليلة تحقق الحلم وأصبح عادل أدهم يحمل لقبا لم يتسنى لأحد من النجوم تحقيقه ألا وهو «برنس» السينما المصرية.
كان لقائى به فى بدايات التسعينيات من القرن الماضى ولم أكن وقتها، إلا محررا تحت التمرين جاء من نفس المدينة والشارع الذى ولد وعاش به سنوات صباه وشبابه فى منطقة بحرى وبالتحديد شارع إسماعيل صبرى، قبل أن يسافر من عروس البحر المتوسط «الاسكندرية» إلى «القاهرة» الساحرة الطاهرة والتى كنا نسميها نحن الاسكندرانية «مصر» ونقولها بصفة الجمع وبلغه أولاد البلد «حنروح مصر» ولم يكن أحد منا كأبناء الاسكندرية يعرف ان «القاهرة هى مصر ومصر هى القاهرة».
عادل أدهم سبقنى إلى مصر لتحقيق حلمه بأن يصبح ممثلا مشهورا ، وعند لقائى به لأول مرة لعمل حوار مازلت أتذكر عنوانه جيدا «البرنس الذى رفض دخول التليفزيون..و أحب السينما» فى منزله البسيط الصغير بالزمالك أجريت معه الحوار، وعند بداية اللقاء أزال كل الحواجز بيننا وحضرت جلستنا زوجته التى رحلت أيضا منذ عام لمياء السحراوى التى كانت تحمل ابتسامة، حانيهة، هادئة ، مهذبة، تسكن قلبها لحبيب عمرها عادل الذى كان فى عينيها وقلبها طفلها البريء، الجريء ، وما تراه فى عينيه من لمعان الدهشة ، البراءة ، سألته عن البدايات «وكيف اصبح برنس السينما المصرية» أجاب بعفوية عن كل اسئلتى، وعند نشر الحوار كاملا فى الأخبار.. قرأ سطوره بعناية شديدة، وظل يسأل أين اسمى فوق الحوار عبر التليفون، «فين اسمك يا واد» قلت له وقتها «أصل أنا لسه تحت التمرين محررا صغيرا ولا تكتب أسماء المحررين الا بعد صدور قرار التعيين ودعانى فى اليوم التالى لزيارته ليشكرنى ومنذ هذا اليوم وحتى رحيله تحولت علاقتنا من صحفى يحاور فنانا كبيرا إلى صداقة امتدت سنوات حتى وقت الرحيل.. رحم الله الفنان عادل أدهم.
ومهلا عزيزى القارىء وأعدك فى المرات القادمة سوف أروى تفاصيل لقاءاتى معه بالدقيقه والثانية وللحديث بقية إن كان فى عمرى بقية.