ماهى أهمية مجلس الشيوخ وما ينتظره من مهام واختصاصات؟.. خبراء يجيبون

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تحد جديد واختبار آخر ينتظره المصريون.. لم يتبق سوى سويعات على انتخابات مجلس الشيوخ، وكالعادة سيثبت الشعب المصر وعيه وحرصه على المشاركة فى هذه الاستحقاقات الانتخابية، والمساهمة فى استكمال مؤسسات الدولة التشريعية والنيابية بما يدعم مسيرة التنمية وتحقيق مستقبل أفضل.

مجلس الشيوخ هذا النوع من مجالس الحكماء يحظى بأهمية كبيرة فى الحياة الديمقراطية، وفى هذه التوقيت كان لابد من وجود غرفة ثانية للسلطة التشريعية لمعاونة مجلس النواب على سنّ القوانين فى كافة المجالات بطريقة تضمن الشفافية والاستفادة من الخبرات الوطنية، بما يساهم فى تخفيف الثقل من على عاتق «البرلمان».. «الأخبار» تناقش فى هذا الملف أهمية مجلس الشيوخ وما ينتظره من مهام واختصاصات.

بيت الخبرة

يعد مجلسا الشيوخ والنواب هما الواجهتان الرئيسيتان للسلطة التشريعية فى مصر، ولكل منهما دوره واختصاصه الذى يعد استكمالا للآخر، والتشريع الذى يعد من اختصاص مجلس النواب لا يمكن أن يكتمل إلا باستشارة أصحاب التخصص والخبرة الذى يمثله مجلس الشيوخ، فهو إثراء للحياة السياسية الديموقراطية فى مصر، ويعكس حالة الاستقرار السياسى والأمنى الذى تشهده الدولة الان، هذا ما أكده الخبراء «للأخبار» بخصوص أهمية مجلس الشيوخ ودوره فى الفترة القادمة.

فى البداية يقول د. طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، أن مجلس الشيوخ هو بيت الخبرة والاستشارات وسيقوم بمعالجة أى تعديلات دستورية فى التشريعات المقبلة والهدف المرجو منه هو جودة هذه التشريعات والحفاظ عليها واخراجها بشكل جيد لانه فى بعض الاحيان يكون هناك حالة من التشريع السريع ففى مراحل معينة نقوم بتقديم عشرات التشريعات فى مجلس النواب ويكون جدول الأعمال بداخله مزدحما.

ويضيف فهمى أن البعض يرى أن هناك عجلة فى تقديم بعض التشريعات وإصدارها على الرغم من قيام اللجان المتخصصة داخل مجلس النواب بمراجعتها النصوص المقدمة ولكن الإشكالية تكمن فى نقطة هامة وهى أن المجلس مكون من غرفتين وليس غرفة واحدة وهذا فى تقديرى أفضل من العمل بغرفة واحدة وهذا أمر متعارف عليه على مستوى العالم لأن فى هذه الحالة المشروعات تتم دراستها بصورة جيدة وتفتيش أوجه الثغرات فيها إن وجدت.

إثراء للديمقراطية

أما د. أكرم بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، فيؤكد أن انتخابات مجلس الشيوخ تأتى استكمالًا لنص دستورى وفقا للتعديلات الدستورية وتكمن أهميته فى أنه يثرى الحياة السياسية الديمقراطية فى مصر، كما أنه يدعم المؤسسة التشريعية لأنها ستصبح مكونة فى هذه الحالة من مجلسين مجلس النواب ومجلس الشيوخ، موضحًا أن هناك بعض الاختلافات فى الاختصاصات والمهام بينهمـا، مشيرا إلى ان مجلس الشيوخ يضم أكثر الكفاءات وأصحاب الخبرة والتخصصات فى مختلف المجالات، وقد يكون مجلس النواب أغلب الناجحين فيه هم الأكثر شعبية وايضا من يحظون بأعلى عدد من الأصوات، ولذلك فإن أحد مهام مجلس الشيوخ هو استكمال هذا الدور لأن المرشح الأكثر شعبية قد لا يكون متخصصا بدرجة كافية أو ذا خبرة واسعة، لذا فشروط ترشح مجلس الشيوخ تختلف عن مجلس النواب ومنها شرط السن والمؤهل التعليمى وهذا ما يجعل له خصوصية اكثر عن مجلس النواب.

غرفة للبرلمان

يقول د. أيمن شبانة، أستاذ العلوم السياسية، إن مجلس الشيوخ يعد إحدى غرفتي البرلمان اللتين تتميزان بأن لهما نظائر على مستوى العالم، بحيث تكون هناك غرفة خاصة بالتشريع والغرفة الأخرى بمثابة بيت خبرة وتكون هذه الغرفة عناصرها منتقاة بعناية لأنها تخدم الدولة ومتخذى القرار فى كل المجالات سواء فى التعليم،الصحة والتعليم وغيرها، كما يعد إثراء للحياة النيابية وسيحقق فوائد كبيرة للدولة.

 الملف الاقتصادى

استمراراً لبرنامج الإصلاح الاقتصادى الناجح والطفرة التنموية التى تحدث فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فإن هناك علاقة بين مجلس الشيوخ والملف الاقتصادي، يضمن المجلس زيادة التمثيل المجتمعى وتوسيع المشاركة، ويعمل على تطوير السياسات العامة للدولة وبرامجها الاقتصادية .

يجيب د. رشاد عبده، رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية، بأن السلطة التشريعية جزء هام للغاية من المنظومة الاقتصادية، فتشريع القوانين الخاصة بالاقتصاد تساهم بشكل كبير فى عملية الاستثمار وجذب المستثمرين، فضلاً عن دورها فى خلق نوع من الثقة والاستقرار فى الحالة الاقتصادية وطمأنة المستثمر، مما يساهم فى زيادة المشروعات الضخمة، وبالتالى خلق فرص عمل، ومن ثم زيادة الاحتياطى النقدى الأجنبي، وينعكس ذلك بالإيجاب على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمواطن.

يتفق معه فى الرأى د. عبدالمنعم السيد، رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، فيقول إن وجود غرفة برلمانية ثانية، أمر مفيد جداً للوضع الاقتصادى فى الدولة، فمن أهم أعمال مجلس الشيوخ سيكون دراسة الملف الاقتصادى والاجتماعى فى مصر، فالمجلس أشبه بـ»مخزن» للأفكار والمقترحات، فضلاً عن قيامه بدراسة تحليلية متعمقة للقوانين من خلال الكوادر والخبرات الكبيرة داخل المجلس، بالإضافة إلى صياغة المواد القانونية بشكل مؤثر وتشريعات هادفة تفيد المجتمع، ولذلك لابد من المشاركة فى الانتخابات والاختيار المناسب للمرشحين.

المؤسسات التشريعية

وتقول سكينة فؤاد، مستشارة رئيس الجمهورية السابق، إن مجلس الشيوخ لديه دور هام حيث يجمع خبرات مصرية فى جميع المجالات ومن المفترض أن يضم الكثير من الكفاءات فى مختلف التخصصات، ولابد أن يكون له إضافة حقيقية للحياة النيابية فى مصر والاستفادة من هذه الخبرات فى تشريع القوانين ودراستها جيداً .

من جانبه يرى د.هانى الناظر، رئيس المركز القومى للبحوث السابق، أن المشاركة فى انتخابات مجلس الشيوخ المقبلة حق للمواطنين ولايجب التفريط فيه، فالمشاركة الفعالة والاختيار المناسب واجب تجاه الوطن حتى نتغلب على كافة التحديات وتستمر مسيرة التنمية والتقدم، فالوقت الحالى يشهد حالة من المهام الصعبة التى تواجهنا واستكمال المؤسسات النيابية فى الدولة من الأمور الهامة التى نحتاج إليها وستعود بالنفع على المجتمع.

ويؤكد الناظر أن دور المجلس ومعاونته للبرلمان يعد قوة وإضافة للسلطة التشريعية، فمن ضمن اختصاصاته أخذ رأيه فى معاهدات الصلح والتحالف وجميع المعاهدات التى تتعلق بحقوق السيادة، والاقتراحات الخاصة بتعديل مواد الدستور، بالإضافة إلى ما يحيله رئيس الجمهورية إلى المجلس من موضوعات تتصل بالسياسة العامة للدولة أو بسياستها فى الشئون العربية أو الخارجية، ولذلك ينتظر هذا المجلس مهام كثيرة وهامة، ويجب علينا المشاركة فى اختيار من يستطيع القيام بهذه المهام.

المشاركة السياسية

وتقول سناء السعيد، عضو المجلس القومى للمرأة، أنها راهنت على مشاركة المرأة بنسبة كبيرة فى المجتمع من قبل تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة مصر وقد ربحت الرهان، حيث شاركت المرأة المصرية بنسبة كبيرة من جميع الفئات العمرية .

يقول بهاء الدين جمال، أحد خريجى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، إنه يرى وجود الشباب ومشاركتهم فى انتخابات مجلس الشيوخ القادمة مهمة للغاية.  

أما غادة خديوى، احدى خريجى شباب البرنامج الرئاسي، فترى ان مجلس الشيوخ خطوة ايجابية لتفعيل الحياة السياسية بشكل اكبر وذلك من خلال وجود 300 مقعد من مختصين وخبراء ومن اصحاب الخبرات وممن يملكون تواصلا مع الشارع المصرى بشكل اكبر .