كلام على الهواء

ديارنــا

احمد شلبى
احمد شلبى

واشتد الألم حين دعا البعض إلى استجداء الاستعمار بعدما استشرى الفساد فى الأرض فأصبح كالمستجير من الرمضاء بالنار.
يعتصر القلب حزنا وتدمع العين دماء وتغمر الآلام كل الحواس كلما احترق أو نسف وقتل الأبرياء وصارت الديار ترابا.. حطاما.. لا زرع فيها ولا حياة.
بالامس البعيد احترقت بغداد وللأسف صفق العرب لهذا الدمار لعجزهم عن رد الحاكم الباغى وترك للاعداء تأديبه وقتله وتدمير وطن.. وللأسف لم نتعلم الدرس جاءت اليمن وسوريا لتسجل صفحات الدمار وترك الأمر بين الطوائف التى تتغذى من دول لها اطماع فى ثرواتها فتحطمت البلاد وراح الملايين ضحايا أو مشردين فى بلاد أخرى وكأننا صرنا لاجئين.
والآن وان كان أمرا منتظرا جاء الدور على لبنان التى ادمعت وادمت قلب كل عربى عندما شاهد دمار بيروت والقتلى والجرحى والمفقودين.. ووجدنا اسئلة مشروعة تدور فى خلد كل عربي.. لماذا تركت شحنة مصادرة بهذا الحجم ٦ سنوات دون استخدامها أو اعادتها إلى بلدها أو الخلاص منها أو نقلها بعيدا عن المنطقة السكنية.. وكيف وصلت الحرارة إلى هذه الشحنة حتى تفجرها وتقضى على ما بقى من لبنان التى تعانى ازمة اقتصادية طاحنة وأزمة سياسية متراكمة منذ زمن بعيد نتيجة تقسيم الحكم بالمحاصصة فى كل مجالسه وهيئاته وبالتالى خدمة الطوائف وليس خدمة لبنان ناهيك عن القوى الاقليمية التى تدعم كل طائفة تابعة لها لتحقيق مصالحها. والآن هل يتكرر المشهد ونترك لاعداء الخارج ان يحلوا مكان الفاسدين للسيطرة على لبنان فيضيع البلد مثل العراق وسوريا واليمن الآن.
هل سنتعلم الدرس وكفانا ضحايا فى الدول العربية التى شربت كأس المرارة وعدم الاستقرار حتى الآن بل زادت القوى العدائية والاقليمية واتباعها فى صب المزيد من النار على الزيت حتى تفقد هذه الدول كل الماضى والحاضر والمستقبل.
ادعو اللبنانيين ان ينهضوا من المحاصصة ويقدموا درسا جديدا بالتعاون مع انفسهم وبعضهم البعض من اجل لبنان دون النظر إلى طائفة والخروج من شيطان الطائفية الذى أدمى كل الدول ذات الطوائف.
أدعو لبنان إلى اختيار قيادة سياسية ومجلس نواب ليشرع ما هو لصالح لبنان واهلها وتقليم أظافر القوى الخارجية ووجود جيش وطنى يحمى حدودها.
ديارك ديارنا وقد أصابنا كل الحزن لما حدث لكم ولكن بالارادة يخرج المستقبل الباهر من رحم المحن.