قصص وعبر| أم البنات.. وجريمة في «زريبة المواشي»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

جفف الشر كل ينابيع الحب في قلب أم البنات، حيث كانت تكتم غيظا، وحقدا شديدين لزوجة شقيق زوجها (سلفتها) لإنجابها الذكور، ولاتنجب إناث مثلها.

حل الجفاء بينها وبين سلفتها، وأخذت تختلق معها المشاكل على أتفه الأسباب، وفي أحد الأيام طلبت منها أن يجلسا معا لتهدئة الأمور، وحل المشكلات، وعودة المودة والصداقة بينهما.

إلا أن أم البنات، ثارت أثناء المعاتبة، وظنت أن كلمات سلفتها تحمل إهانة وتحقير، ووصلتا إلى طريق مسدود، وهمت سلفتها بالإنصراف متوجهة إلى حظيرة المواشي بعد أن فقدت الأمل في عودة العلاقة مع أم البنات التي تشعر بالغيرة منها،وغير مقتنعة بقضاء الله.

لم تراودها نفسها ولو لبرهة بأن الله سبحانه وتعالى يهب لمن يشاء إناث، وبهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهما، ويجعل من يشاء عقيما. بينما لاحقتها أم البنات، وبعينين طافحتين شرا، وبصوت غليظ، وكأنه هدير النهر في هيجانه، وانتفخ عنقها فبرزت عروقه، وتصلبت عضلاته، يتطاير الشرر من عينيها، ونجحت في الاستيلاء على آلة حادة.

سددت لها ضربة قوية فوق رأسها، فسقطت غائبة عن الوعي فوق فضلات المواشي، ليس ذلك فحسب بل انقضت عليها أم البنات، وأحكمت قبضتا يديها حول عنقها، ولم تتركها إلا وهي جثة هامدة.

سابقت ساقيها الرياح، وتوجهت إلى منزلها متناسية عقاب السماء. انتقل إلى مكان الواقعة المقدم محمد الملقب رئيس مباحث قوص بمحافظة قنا، والذي قاد التحريات لكشف لغز مقتل ربة المنزل داخل زريبة المواشي.

وتبين وجود خلافات بين أم البنات وسلفتها، وكانت تختلق المشاكل بسبب الغيرة بينهما، خاصة أثناء مرافقة أبناء المجني عليها الذكور لأصدقائهم بالمنزل، وفي آخر مشادة كلامية بينهما.

قامت أم البنات بالاعتداء عليها بالضرب، وأنهت حياتها خنقا بعدما سددت لها ضربة قوية بآلة حادة فوق رأسها. تم تحرير المحضر اللازم، واحالها اللواء محمد أبو المجد مدير أمن قنا إلى النيابة التي قررت حبس أم البنات ٤ أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن المجني عليها بعد العرض على الطب الشرعي.