كليات القمة الخاصة تفترس الحكومية 

الدكتور الشوادفي منصور شريف
الدكتور الشوادفي منصور شريف

بقلم: الأستاذ الدكتور الشوادفي منصور شريف

لا صوت يعلو اليوم على صوت صراع الأبناء والأحفاد على كليات القمة خاصة المجموعة الطبية بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة الثلاثاء الماضي.. ويصاحب هذا الصراع مجبنة الآباء والأمهات أمام تحقيق طموحاتهم في أبنائهم.. لا فرق بين قادر وغير قادر وعالم وجاهل.. الجميع يعاني في الحصول على مقعد بأحد كليات القمة خاصة المجموعة الطبية (الطب – طب الأسنان - الصيدلة- العلاج الطبيعي).

ولعلي لا أكون مبالغا أنني خلال 6 أعوام عملت خلالها مستشارا للوزير للجامعات الخاصة قلبي يحترق كل يوم مع مطالب مئات الأسر المصرية كل عام من جميع أنحاء مصر وخارجها.. فالمطالب واحدة والمعاناة واحدة فأولياء الأمور في عذاب وشقاء أمام رغبات ومطالب أبنائهم سواء مشروعة أو غير مشروعة ولعل هذا الموسم سوف يكون الأشد شراسة من الأعوام الماضية.. فالحاصلون على 90% فأكثر  يمثلون 50%  من جملة الناجحين.. أما الحاصلون على 95% فأكثر فيمثلون 18% من جملة الناجحين بالثانوية العامة وهى أرقام تخض أي مسئول في الدولة  ناهيك عن الحاصلين على الثانوية العامة من الدول العربية والأجنبية والدبلومة الأمريكية والاى جي وغيرها وغيرها .
طبعا الدولة مش نايمة ولا ساكتة طبعا.. وفقا لإمكانياتها افتتحت عدد من كليات الطب والأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعي الجديدة بالجامعات الحكومية وأتاحت للجامعات الخاصة الاستعانة بمستشفيات حكومية أو خاصة لكليات الطب الجديدة ودخل المنافسة كلية الطب جامعة النهضة وبدر وجامعة الدلتا والجامعة الحديثة وعدد لا بأس به من كليات طب الأسنان والعلاج الطبيعي والصيدلة بالجامعات الخاصة الجديدة التي دخلت الخدمة كميريت والسلام بإذن الله لتغطي الجامعات الخاصة والأهلية صعيد مصر وشمالها وشرقها وغربها وغيرها .

وبالتالي أصبح لدينا حاليا 23 كلية للطب البشرى ( 17) منها حكومية (7) خاصة وكلية الطب العسكري؛ ولدينا 40 كلية للصيدلة (22) حكومية و(18) خاصة ولدينا 32 كلية لطب الأسنان (17) منها حكومية و(15) خاصة ولدينا أيضا 15 كلية للعلاج الطبيعي (5)  منها حكومية و( 10 ) خاصة  بإجمالي 110 كلية للمجمع الطبي المصري يستوعب على الأقل 50 ألف طالب من صفوة المتفوقين في الثانوية العامة والشهادات المعادلة بما يستوعب الزيادة المتوقعة في الطلب على تلك الكليات والحفاظ على الحد الأدنى عند العام الماضي على الأقل.. باقي المتفوقين دول هم المشكلة التي نعانى منها كل عام .
لدينا عدد لا بأس به من كليات التمريض والعلوم التطبيقية الصحية بالجامعات الحكومية والخاصة أثبتت تفوقها وزاد الإقبال عليها خلال الأعوام الثلاث الماضية ؛  لازم تتغير نظرة الأسرة المصرية تجاههم فخريجيها مطلوبون في سوق العمل بشراهة داخليا وخارجيا ولعل جائحة كورونا غيرت مفهومنا تجاه الطواقم الطبية في مصر بتضحياتهم وأدائهم رفيع المستوى وشهدائهم الأبرار؛ أما كليات القمة في المجموعة الهندسية والإعلام والاقتصاد والسياسية  فلا جديد عن الأعوام الماضية.

 ولاشك أن ما نراه اليوم بالإقبال الرهيب على الجامعات الخاصة ورحلة عذاب أولياء الأمور في ظل مستجدات الكورونا أكاد أجزم أن 90% من كليات المجموعة الطبية بالجامعات الخاصة قد تقدم لها مايفوق الأعداد المسموح لها  بمرحل وهذه الظاهرة لايستطيع أحد مقاومتها لا الوزير ولا المجلس الأعلى للجامعات الخاصة أو الحكومية فالصراع فاق قدرات الجميع؛  إنها طموحات الأسرة المصرية لفلذات أكبادهم ...

ولعل الدولة بافتتاحها قريبا وبإذن الله الجامعات الأهلية الجديدة الملك سلمان والجلالة والعالمين والمنصورة الجديدة سوف تفتح أبوابا متسعة لأبنائنا في تعليم عالي راق  ناهيك عن بشائر لفروع لبعض الجامعات  والكليات الأجنبية بالعاصمة الإدارية الجديدة للراغبين بالتعليم الأجنبي على أرض مصر.. كل عام والجميع بخير حفظ الله مصر وشعبها  وأزاح الوباء والبلاء.. وتحيا مصر.. ألا قد بلغت اللهم فاشهد.