«ريحان» يؤكد وجود أنبياء الله «يعقوب ويوسف وموسى وعيسى» في مصر

خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان
خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان


ردًا على الآراء التى تظهر من وقت لآخر يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية بوزارة السياحة والآثار فى دراسة علمية له ستصدر فى كتاب قريبًا أن وجود بنى إسرائيل فى مصر ووجود أنبياء الله يعقوب وأبنائه ومنهم نبى الله يوسف وكذلك وجود نبى الله موسى وولادته وتربيته فى مصر ورحلة العائلة المقدسة فى مصر كلها مؤكدة بأدلة أثرية وتاريخية ودينية متعددة .

ويشير الدكتور ريحان إلى أن الشعب اليهودى دعى بالعبرانيين نسبة إلى عابر أحد أجداد نبى الله إبراهيم لذلك كانت كلمة "عبرانى" تشير إلى اليهودى الأصيل وتميزه عن اليهودى الدخيل، ويدعى المؤمنون عبرانيين أيضًا لأن طبيعة حياتهم العبور المستمر، وكان المصريون القدماء يطلقون كلمة عابر aperu على كل شخص يأتى من الشرق الأوسط إلى مصر أسيرًا.

ويوضح الدكتور ريحان أن أقدم نص ورد لكلمة عبرو على الآثار المصرية كان فى عصر الملك تحتمس الثالث (1483- 1429ق.م.) فى قصة شعبية تروى كيف استطاع أحد قواد الجيش ويدعى تحوتى أن يفتح مدينة يافا ويهزم أميرها التى كانت تعاونه قبائل أو جماعات من عبرو طبقًا لما ورد فى بردية هاريس 500، ومن هذا يتضح وجود عبرو بجنوب فلسطين فى النصف الأول من القرن الخامس عشر قبل الميلاد.

وذكر عبرو للمرة الثانية فى عصر الملك أمنحتب الثانى (1429- 1405) ق.م. وهو ابن الملك تحتمس الثالث، وقد دوّن الملك أمنحتب الثانى على لوحة من الحجر الرملى انتصاراته فى الشام والغنائم الذى استولى عليها وأعداد الأسرى الذين سقطوا فى يده ومن بينهم 3600 أسير من عبرو ، واللوحة محفوظة بالمتحف المصرى، ويتبين مما ورد فى اللوحة أن الملك أمنحتب الثانى كان أول من جلب عبرو إلى مصر، أى أنهم وجدوا فى مصر ابتداءً من آواخر القرن الخامس عشر قبل الميلاد.

ويشير الدكتور ريحان إلى أن نبى الله يعقوب دخل مصر حوالى عام 1900ق.م. ومعه ستا وستين نفسًا سوى نسوة أولاده وسكنوا فى أرض جاسان أو كما ورد فى التوراة " أبوك وأخوتك جاءوا إليك أرض مصر ففى أفضل أرضها أسكن أباك واخوتك ليكونوا فى أرض جاسان" فأسكن يوسف أباه وأخوته".

وحدد "رول" زمن دخول نبى الله يعقوب ويوسف الصديق إلى مصر ما بين 1700- 1650 ق. م. وفترة إقامة بنى إسرائيل فى مصر ما بين 1650 – 1400 ق.م. أمّا الخروج فكان ما بين 1450 – 1400 ق.م.

وينوه الدكتور ريحان إلى وجود العديد من الوثائق المصرية تؤكد التواجد الآسيوى فى مصر خلال عصر الدولة الحديثة وكان منهم بنو إسرائيل، وذكرت التوراة ثلاثة مواقع اختصتها بإقامتهم وهى جوشن، بر رعمسيس وبيثوم.

ويتابع الدكتور ريحان بأن بنو إسرائيل هم بنو يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم الخليل وهم الأسباط الإثنا عشر، أصغرهم يوسف وأخوه بنيامين، فأمّا يوسف فقد باعه اخوته إلى قافلة من الإسماعيليين والتجار وهم فى طريقهم إلى مصر، ثم باعه هؤلاء إلى رئيس شرطة فرعون عام 1699 ق.م. ولم يتجاوز يوسف السابعة عشرة من عمره، فأمّا الباقون فقد نزلوا مع أبيهم وعائلاتهم ومقتنياتهم إلى مصر سنة 1678ق.م. حيث كان يوسف أمينًا لمخازن فرعون مصر (ايبيبى – أبو فيس الأول) رابع ملوك الهكسوس.

أمّا بخصوص إسم يوسف الصديق فقد أطلق عليه ملك مصر إسم "صفنات فعنيح" وتعنى "الإله يتكلم هو يعيش" وقد ربط البعض بين قصته وقصة المجاعة التى حدثت فى عهد الملك زوسر ، وكذلك إسم فوطيفار سيده وأسيناث زوجة يوسف، وقد ناقش إشتيندورف الإسم من واقع المصادر المصرية القديمة مؤكدًا أنه مشتق من إسم يوسف بالهيروغليفية "جد- با – نثر – ايو – اف – عنخ" ويعنى الله قال هو سوف يعيش.

ويوضح الدكتور ريحان أن نبى الله موسى هو موسى بن عمرام بن قاهات بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إيراهيم الخليل واختلف العلماء فى تفسير إسم موسى واتفق العديد منهم على أن أصل إسم موسى فى الهيروغليفية هو "مسى" msi وهو مشابه لأسماء مصرية كثيرة أوردها هرمان رانكه مثل أمون مس – تحوتمس – أحمس – بتاح مس – رع مس – رمسيس، وهناك كلمة فى الهيروغليفية وهى "مس" ms والتى تعنى طفل أو ابن وربما يكون اسم نبى الله موسى قد اشتق منها.

ويشير الدكتور ريحان أن نبى الله موسى تربى فى مصر فى عهد أحد ملوكها الذين حكموا لفترة طويلة حيث نشأ نبى الله موسى حتى بلغ الأربعين من عمره ثم خرج إلى مدين بعد قتل خباز الملك خطأً أثناء شجاره مع أحد العبرانيين وعاش بمدين عشر سنوات بعد أن تزوج بصافوراء إبنة العبد الصالح شعيب ثم عاد إلى مصر وأثناء عودته تجلى له سبحانه وتعالى عند شجرة العليقة الملتهبة بالوادى المقدس والموجودة حاليًا داخل دير سانت كاترين وأمره أن يذهب إلى فرعون لهدايته وطلب خروج بنى إسرائيل من مصر .

ويتابع الدكتور ريحان بأن هذا الفرعون رفض دعوة نبى الله موسى غرورًا وكبرًا ثم تلاها خروج بنى إسرائيل ونجاة نبى الله موسى وشعبه وغرق هذا الفرعون واستمرت رحلة بنى إسرائيل فى سيناء منتظمة بخط سير واضح من عيون موسى إلى سرابيط الخادم إلى طور سيناء وهناك أمره ربه بالذهاب إلى جبل الشريعة لتلقى الألواح وبعد ذهابه من طور سيناء عبر وادى حبران إلى الوادى المقدس أخذ رجل يدعى السامرى وهو صائغ ماهر الذهب الذى أخذه بنى إسرائيل من مصر وحوله إلى عجل ذهبى عبده بنو إسرائيل ظنًا منهم بأن نبى الله موسى لن يعود وعاد نبى الله موسى بعد تلقى الألواح ولام بنى إسرائيل على عبادة العجل ونسف العجل فى خليج السويس عند موقع طور سيناء الحالية ثم أخذ بنى إسرائيل عبر وادى حبران إلى جبل موسى واستمرت المعجزات حتى وصولهم إلى أعتاب الأرض المقدسة ورفض بنو إسرائيل دخولها فقدّر الله عليهم التيه أربعون سنة فى سيناء حتى قضى على هذا الجيل بأكمله ودخل يوشع بن نون فتى نبى الله موسى بعدها الأرض المقدسة بجيل جديد .

وبخصوص نبى الله عيسى وعلاقته بمصر يشير الدكتور ريحان أن يوم 1 يونيو من كل عام تحتفل مصر بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر والتى ضمت السيدة العذراء، وابنها المسيح طفلًا ودليلهما في الرحلة القديس يوسف النجار واستغرقت الرحلة ثلاث سنوات و11 شهر وقد جاء السيد المسيح وعمره أقل من عام أى جاء مصر طفلًا وعاد صبيًا وقد باركت العائلة المقدسة العديد من المواقع بمصر من رفح إلى الدير المحرق تضم حاليًا آثار وآبار وأشجار ومغارات ونقوش صخرية فى 25 محطة واضحة المعالم وهناك العديد من الأدلة الأثرية والتاريخية والدينية التى تؤكد مباركة السيد المسيح والسيدة العذراء أرض مصر .

هذا علاوة على وجود نبى الله إدريس ودعوته فى مصر وقدوم نبى الله إبراهيم عليه السلام إلى مصر وهناك فى الروايات المتواترة عند أهل سيناء بأن نبى الله محمد عليه الصلاة والسلام قد جاء إلى جبل طور سيناء أثناء رحلة الإسراء والمعراج وهذا ليس مستبعدًا فقد أقسم سبحانه وتعالى بالتين والزيتون وترمز إلى القدس وطور سينين وهو جبل طور سيناء والبلد الأمين مكة المكرمة وقد أسرى سبحانه وتعالى بنبيه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فلماذا لا تهفو نفسه لزيارة جبل الطور .