بدون تردد

مفاوضات السد!! «2/2»

محمد بركات
محمد بركات

فى مواجهة الاصرار الاثيوبى الواضح على المراوغة وإهدار الوقت فيما لا فائدة منه، ولا عائد من ورائه سوى استمرار الخلاف القائم حول القواعد المنظمة لملء وتشغيل السد، اضطر الوفدان المصرى والسودانى لطلب تعليق المفاوضات وذلك لإجراء مشاورات بشأن مسودة الخطاب الاثيوبى الاخير، وما تضمنه من مقترحات مرفوضة جملة وتفصيلا.
وفى هذا السياق بات واضحا استمرار غياب حسن النوايا، وغيبة الارادة السياسية الاثيوبية اللازمة لحل القضايا موضع الخلاف، وصولا الى اتفاق عادل وشامل ومتوازن، يضمن مصالح الدول الثلاث مصر والسودان واثيوبيا.
يأتى هذا فى الوقت الذى اعلنت فيه مصر دائما، التزامها الكامل بالسعى لتسوية الازمات والخلافات من خلال المفاوضات، والحوار بين الاطراف وصولا لحل يرضى الدول الثلاث ويحقق مصالحهم دون الاضرار بأى دولة منهم.
هذا هو ما فعلته مصر طوال تاريخها مع كل الازمات والقضايا التى واجهتها والتحديات التى فرضت نفسها عليها ،.، وهذا هو ما قامت وتقوم به الآن ازاء  قضية السد الاثيوبي، فى معالجتها للخلاف القائم حول القواعد المنظمة لملء وعمل السد،..، وذلك على الرغم من التعنت الاثيوبى المستمر.
وهذا على الرغم من أن مصر سعت ولاتزال تسعى حتى هذه اللحظة، للتوصل من خلال المفاوضات لاتفاق عادل ومتوازن يراعى مصالح الكل ويحفظ لمصر والسودان حقهما العادل والمشروع والتاريخى فى مياه النيل، ويضمن لاثيوبيا حقها فى التنمية وتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة لهذه التنمية.
ومن هنا.. فإن مصر متمسكة بالمفاوضات سبيلا وطريقا للتوصل الى توافق ثلاثي، حول اتفاق قانونى ملزم بخصوص قواعد ملء  وتشغيل السد، يضمن الحقوق المشروعة لمصر والسودان.. ويضمن ايضا الحق الاثيوبي، ويؤكد عدم اتخاذ أى خطوات أو إجراءات أحادية بما فى ذلك عدم اللجوء لملء السد قبل الوصول للاتفاق النهائى الشامل.
ومن هنا ايضا.. دعونا نأمل ان تقلع اثيوبيا عن اسلوب المراوغة والتعنت قبل ان ينفد صبر أيوب المصرى.